هل سيقذف أوباما فردة الحذاء الثانية؟ بقلم : رسمى ابو على

هل سيقذف أوباما فردة الحذاء الثانية؟ بقلم : رسمى ابو على
هل سيقذف أوباما فردة الحذاء الثانية؟ بقلم : رسمى ابو على

هناك حكاية طريفة قد يعرفها بعضكم عن شاب أعزب مرح تعود أن يسهر مع اصحابه وأن يعود إلى شقته عند الفجر وهو ( مبسوط حبتين )، ومن باب المرح فقد كان يخلع حذاءه ثم يطيح بالفردة في فضاء الغرفة لتسقط محدثة جلبة كبيرة، ثم يقذف الثانية لتحدث جلبة اكبر... وهكذا كل ليلة إلى ان ضج جاره الذي يقيم اسفل شقته والذي كان يعاني من اصوات الأحذية وهي ترتطم بأرض غرفة الشاب والتي هي أيضا سقف غرفته، الأمر الذي جعله يتوجه إلى الشاب منبها أياه إلى ضرورة خلع الحذاء دون قذفه في الهواء ليرتطم.. فانتبه الشاب واعتذر من الرجل بعد أن اخبره أنه لا يقصد ذلك ووعده بألا يلقي فردتي الحذاء في الهواء.. 

والعادة غلابة كما يقال، اذ أن الشاب بعد أن عاد نسي وعده للرجل وقذف بالحذاء الأول الذي أحدث صوت ارتطام قوي، وهنا تذكر الشاب جاره ووعده الذي قطعه له.. فمد يده إلى الحذاء الثاني وخلعه ووضعه بهدوء دون أن يطوحه في الهواء.. ثم دلف إلى سريره ونام.
وبعد أن غفا بعض الوقت فوجئ بخبطات قوية ولجوجة على باب شقته في تلك الساعة المتأخرة من الليل، ففتح الباب وهو متوجس ليجد جاره في قمة الغضب صارخا فيه:
- دخيلك ارم الفرده الثانية خلينا نعرف ننام. 
باراك اوباما يتصرف الآن كما تصرف ذلك الشاب، فقد طوح بإحدى الفردتين ولكنه لم يطوح بالأخرى حتى الآن وأصغى العالم كله في حالة ترقب وانتظار وحبس الانفاس.

أن ما قد يحدث في سوريا الآن هو حديث الساعة، والجميع ينتظرون اشارة البدء ولكنها حتى الان لا تجيء.. 
وبات معلوما أن اوباما غير متحمس للتدخل في الشأن السوري منذ البداية، وهو ماطل وسوف ولحس عددا من تهديداته بخصوص الخط الأحمر الكيماوي والذي يقال إنه تم خرقه ثلاث عشرة مرة حتى الآن. لماذا ؟ 
لأن اوباما يدير الآن مرحلة الانسحاب من حروب تورطت بها إدارات سابقة في العراق وافغانستان.. فكيف له اذن أن يبدأ حربا وهو في حالة انسحاب من ذيول حروب سابقة ؟ اضافة إلى أنه غير متأكد تماما فيما اذا كان يخدم المصلحة الاميركية أم لا بتدخله، ولا هو متأكد أين يمكن أن تصل هذه الحرب بالتفجير المتسلسل، لتصبح حربا اقليمية شاملة وربما ابعد من ذلك.
كل هذا يجعل اوباما يتريث ويماطل ويسوف ويؤخر تجرع الكأس المرة، أنه بالتاكيد لا يريد حربا جديدة.. ولكن الحرب ابتأت حقا، ولكن دون اسلحة حتى الآن، حيث تدار الآن بأشرس ادوات الاعلام وخبراء الحرب النفسية.
أنها الحرب ولا شك في ذلك ولكن دون اراقة دماء حتى الآن.
فما الذي سيفعله اوباما إذن ؟ 


هل سيلقي بالفردة الثانية أم يواصل الحرب على طريقته وهو يلوح بهراوات غليظة تجثم في البحر المتوسط.. 
وهل أن مناورة اوباما هذه قد تأتي بنتائج ايجابية بعد أن يضع الجميع امام مسؤولياتهم وهي أن هذه الحرب قد تتحول إلى حرب مصائر مدمرة لن يربحها أحد.
نأمل بشدة أن تنجح مناورة اوباما لتقود الى افضل النتائج بأقل الخسائر وهي القاعدة الذهبية التي يجب ان يعتنقها اي قائد مسؤول. 
نأمل ألا يلقي اوباما بالفردة الثانية.