ضرب نموذجا رائعا في وحدة شعبنا

محمود التوم الطبيب الذي ترك عروسه بقطاع غزة ليساهم في مواجهة كورونا بالضفة

محمود التوم.jpg
محمود التوم.jpg

غزة / المشرق نيوز خاص 
لاقت قصة الطبيب الغزي محمود فريد التوم (27 عاماً) العريس الذي لم يمضِ على زواجه شهرين ليترك زوجته ويتوجه لشق الوطن الآخر الى الضفة الغربية لدعم ومساندة اهلها بمكافحة فيروس كورونا انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واصفا ذلك بأنها رسالة بوحدة شطري الوطن.
يقول الدكتور محمود التوم في تصريح خاص بالمشرق نيوز: تحديت الاحتلال وواقع الانقسام، وقررت ضرب نموذج رائع في وحدة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والضفة والقدس، واتمنى أن أعود لغزة قريبا مع وفد طبي لمساندة الجيش الابيض.
وقد اتخذ الطبيب محمود فريد التوم قراره بالتوجه للضفة الغربية لمساندة زملائه الأطباء هناك في مِحنة مواجهة تفشي وباء "كورونا" حيث غادر مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، في أبريل الماضي رغم انه كان "عريسًا جديدًا" لم يمضِ على زواجه سوى شهرين فقط، وأقل من عامين على عودته من غربة دراسة الطب في جمهورية أوكرانيا.
وأنهى "التوم" دراسته بتخصص "الطب العام" في أوكرانيا عام 2018، والتحق بدورات متخصصة في الطب الوقائي ومكافحة الوبائيات وحصل على المستوى الأول بشهادة تقدير، ومنذ اللحظات الأولى لتفشي وباء "كورونا"، توجه لوزارة الصحة بتقديم مبادرة تطوعية بالتنسيق لأجل الذهاب للضفة لمساندة الأطباء في مواجهة الوباء، لانه يمتلك الخبرة الكافية في التعامل مع الوبائيات وأبرز وسائل الوقاية منها.
واتخذ الدكتور محمود التوم المستشفى سكنا له لم يغادرها منذ بداية انتشار الوباء في الضفة، متنقلا بين محافظات الوطن بالضفة والقدس حيث تم نقله لأكثر المناطق الموبوءة هناك.
وقد تنقل التوم في عدة مدن بالضفة كان اخرها مدينة نابلس حيث أكتشف بؤرة لتفشي كورونا بقطاع غزة بعد سحب عينات لشخصين وصلا لتلاقي العلاج بمستشفى النجاح بمدينة نابلس حيث كانت نتيجة العينة إيجابية.
ويقول التوم: بعد اكتشاف الحالتين وعلي الفور، تم التواصل مع الدكتور فتحي ابو وردة مستشار وزيرة الصحة بقطاع غزة، والذي قام بدوره بالتواصل مع أهلهم بقطاع غزة علي الفور لحصر المخالطين، واخذ العينات اللازمة لهم.
وغرد الطبيب التوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي برسالة وجهها لأبناء شعبه، "سنواجه فايروس كورونا بصدورنا لأجلك ولأجل دولتنا الحبيبة فلسطين، لذلك أرجوكم أن تبقوا في بيوتكم".
ولقيت تغريدة الطبيب التوم وخطوته استحسان الكثير من رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأوا في ذلك نموذجا رائعا في وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة في محاربة فيروس كورونا.
يشار الى ان الدكتور التوم أحد أعضاء نقابة الأطباء الفلسطينيين وحاصل على المراكز الأولى في الباطنة والداخليّة على مستوى جمهوريّة أوكرانيا، أصرّ على تكريس خبراته العلمية والعملية لوطنه، مؤكداً أن كلّ وطن هوَ أولى بخبرات أبناءه، إذ إنّه رفض العديد من الوظائف التي عُرضت عليه أثناء تواجدهِ في أوكرانيا.
انتهى