"كتيبة الأشرار" تنظم حملة تحريضٍ جديدةٍ على تيار الإصلاح بحركة فتح وقائده دحلان بقلم: نضال خضرة

نضال خضرة.jpg
نضال خضرة.jpg

"كتيبة الأشرار" تنظم حملة تحريضٍ جديدةٍ على تيار الإصلاح بحركة فتح وقائده دحلان
بقلم: نضال خضرة 
حملةٌ جديدة، تتصدرها منصات قطر وتركيا والإخوان وعباس، تستهدف تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح وقائده محمد دحلان، هذه الحملة تدفعنا لندقق في المشهد بعمقٍ أكثر، ونتفاكر ونخاطب وعي الناس، ولنبدأ بوجهة نظرٍ نطرحها على المتلقي الناضج، والتي تتأسس على أن القضية ليست دحلان، ولا الدفاع عن دحلان، فدحلان ليس ملاكاً ولا قديساً حتى يكون خارج دائرة النقد، وإنما قائد سياسي له ما له، وعليه ما عليه، وربما يتميز عن غيره من ساسة هذه البلاد في أنه يسارع إلى الاعتراف بالخطأ ويباشر في معالجة آثاره حتى قبل أن يُشار له بارتكاب هذا الخطأ، ولك لعمري ميزة وليست عيباً في العمل السياسي.
الحملة الأخيرة على شخص دحلان وتياره فيها بعض الغرابة والعجب، بل وفيها ما يثير الريبة كذلك، لجهة التناقض وتلاقي المصالح بين القوي المتحالفة المتكالبة، وهذا يدفعنا إلى أن نبدأ بتساؤلين: الأول ما هي الدوافع السياسية لهذه القوى المتحالفة في سعيها لكسر دحلان وتياره؟ والثاني هل كسر هذا دحلان وتياره العريض يخدم الحركة الوطنية وحركة فتح؟، وقبل الإجابة عن هذين السؤالين، ينبغي علينا أن نستعرض أهداف تيار الإصلاح الديمقراطي التي أعلنها النائب محمد دحلان عند تأسيس التيار مطلع العام 2013، والتي تم تحقيق بعضها ولازال التيار يناضل من أجل تحقيق ما تبقى منها، وهي أهداف يعرفها كل أبناء الشعب الفلسطيني وكل أبناء حركة فتح وكل فصائل العمل الوطني والإسلامي في فلسطين.
أبرز أهداف التيار هي العمل على إنهاء الانقسام، فوراً دون قيدٍ أو شرط، حتى ولو على حساب التيار نفسه، والعمل على توحيد حركة فتح، من خلال مصالحة داخلية ومن ثم إعادة الاعتبار لها، سعياً إلى استنهاض الحركة الوطنية والتصدي لكل المشاريع التصفوية التي تهدد القضية الوطنية، والعمل على إنهاء كل ملفات الخلاف مع حركة حماس وتصفير كل الأزمات الداخلية في الساحة الفلسطينية التي نتجت عن الانقسام، من خلال رد المظالم لأصحابها وتعويض كل الذين دفعوا ثمن هذا الانقسام، والتوافق على استراتيجيةٍ وطنيةٍ بهدف التصدي للاحتلال، والعمل من أجل تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، واصلاح منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
السؤال الان: طالما أن هذه هي أهداف التيار، التي يعلمها الجميع، فلماذا إذن هذه الحرب المعلنة على التيار وقيادته من قبل هذا المحور الذي يختلف فيما بينه على كل شيء ويتفق على العداء لدحلان وتياره؟، الرد الذي سمعناه آلاف المرات في السنوات الأخيرة أن دحلان يتدخل في نزاعاتٍ إقليميةٍ ويشترك في محورٍ عربيٍ له رؤية تخالف منهج الدول التي تعاديه، والحقيقة أن علامات استفهامٍ كبيرةٍ تدفعنا إلى فحص مدى مصداقية ما يُقال عنه في هذا الجانب، على الأقل كما تصوره الماكينة الإعلامية لهذه التحالف !!
نعود إلى التساؤل الأبرز والمتعلق بهدف هذه المنظومة التي تمارس عدائها لدحلان وتياره بشراسةٍ وبقليل من أخلاقيات الخصومة، والحقيقة هنا أن كل هذه الأهداف التي يسعى التيار إلى تحقيقها لا تخدم إسرائيل ولا تلك المنظومة، ومن هنا نستنتج أن المصالحة الداخلية في حركة فتح؛ التي ينشدها دحلان وتياره، لن تتحقق، لأنها لا تخدم إسرائيل ومنظومة أمنها، ولن تتحقق المصالحة الوطنية التي ينشدها التيار، لأنها لا تخدم إسرائيل ومنظومة أمنها، ولن يتم إصلاح المنظمة لذات المبرر.
نعود للمنظومة التي تتكالب على دحلان وتياره، هؤلاء لم يدركوا بعد أن المواطن الفلسطيني ومعه المواطن العربي بات أكثر وعياً ونضجاً وقدرة على فهم الأمور، وأنه لم تعد تنطلي عليه قذارات الخصومات وما ينتج عنها من إدعاءاتٍ وأباطيل، وأن هذا التحريض لا يعدو كونه تُرّهاتٍ لا تغني من الحق شيئاً، وبات واضحاً كذلك أن الطرح الذي يقدمه التيار وقائده محمد دحلان لا يروق لهذه المنظومة التي تتقاطع مصالحها، عن قصدٍ أو دون قصد، مع مصلحة إسرائيل، وهذا يدفعنا إلى أن نعيد ونكرر بأن الحكم على القوى السياسية يتأتى من خلال أهدافها المعلنة وسلوكها في الواقع، وبالتالي فمن لديه تحفظ على التيار وأهدافه في العمل السياسي والوطني له كامل الحق في توجيه النقد، أما من يستهدف المنظومة الوطنية من خلال محاولة شيطنة التيار وقيادته، فهؤلاء يتواجدون في قاعٍ يصعب علينا، مهما بلغت قدرتنا، أن نخرجهم منه.

انتهى