بين مقصلة الذنوب وصبر أيوب يعيش الانسان الفلسطيني حالة من الانكسار النفسي والانطواء الذاتي في ظل الواقع العام للحالة السياسية، والتي أدلت بستارها المظلم على كافة مناحي الحياة بكل تفاصيلها ، حتى أضحى الواقع متلازماً مع الذات ، يسكن خلجات النفس المهزومة بسبب واقع مرير مكبل بأغلال الانقسام ، الذي لا يعرف له لا زمن معلوم ، أو حل واضح ومضمون للخلاص منه.
الواقع السياسي وفي اطار حدود الوصف والتعريف يشبه مقصلة الذنوب ،التي أخذت كل شعبنا ضحية على أعتابها ، ولكن دون ارتكاب أي خطيئة أو معصية أو عيوب ، وهذا بسبب اختلاف الساسة والمسؤولين الذين لم يدركوا يوماً أن هناك شعباً يحتاج للطمأنينة التي عنوانها الوحدة والتمكين، من أجل تبديد ليل الانقسام اللعين ، الذي وأد كل أحلام وآمال وتطلعات الفلسطينيين في حياة كريمة على طريق الحرية والاستقلال.
صبر شعبنا يشبه في تفاصيله صبر أيوب، ولكن على ذنوب لم يقترفها ولم يكن سبب بها ، والتي أودت به دون اراداته أو رغبته إلى المضي نحو مقصلة الذنوب من أجل التكفير عن ضريبة الانقسام وروح الانهزام وقساوة الأيام ، لعل صبر شعبنا الذي يشبه صبر أيوب ، أن يأخذ بيد الساسة والمسؤولين نحو طهارة النفس الوطنية بقلوب مطمئنة فلسطينية.