لماذا هذا التوقيت لإعلان واشنطن صفقة القرن؟ .. مفاجأة حول التوقيت

ترامب ونتنياهو صفقة القرن.jpg
ترامب ونتنياهو صفقة القرن.jpg

القدس المحتلة / المشرق نيوز

أثار اعلان الإدارة الأمريكية تفاصيل "صفقة القرن" قبل الانتخابات الإسرائيلية بخمسة أسابيع، انتقادا كبيرا بين أوساط السياسيين، إذ اعتبروها مرساة النجاة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

فقد شكك رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان، وعمير بيرتس زعيم التكتل اليساري (العمل - الجسر - ميرتس)، اليوم السبت، في توقيت إعلان الإدارة الأميركية نيتها نشر خطة السلام المسماة "صفقة القرن" قبل الانتخابات الإسرائيلية في الثاني من آذار المقبل.

وهاجم ليبرمان التوقيت قائلا: إن نشر مثل هذه الخطة قبل 5 أسابيع من الانتخابات أمر مشبوه بعض الشيء، ومثير للشك، مجرد التوقيت نفسه سيمنع مناقشة مسالة الحصانة البرلمانية لنتنياهو.

واتهم ليبرمان، بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بأنه سيسافر إلى واشنطن للتهرب من التزاماته في ظل أن الكنيست سيناقش الحصانة التي طلبها.

ولفت إلى أن نتنياهو لم يكن ينوي تطبيق السيادة على غور الأردن، وأن ما يتحدث عنه مؤخرًا في هذا الصدد مجرد لعبة أخرى. مشيرًا إلى أن قضية السيادة على الأغوار بالأساس لديها أغلبية مطلقة في الكنيست، ويمكن أن يتم التصويت عليها في ثلاث قراءات بيوم واحد، تمامًا كما طبق بيغن السيادة على مرتفعات الجولان.

وحول وعده مسبقًا حين كان وزيرًا للجيش باغتيال هنية خلال 48 ساعة، أشار إلى أن نتنياهو ووزراء آخرين عملوا على إحباط هذه الخطة وخطط أخرى.

من جانبه قال عمير بيرتس، زعيم التكتل اليساري، إن الإعلان عن الخطة الأميركية في هذا الوقت أمر مثير للشك. معتبرًا نشرها قبل الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في غضون شهر بأنه أمر غير منطقي.

وبين أن نتنياهو ليس لديه أي شرعية ولا يجب منحه الشرعية الآن من خلال هذه الخطة السياسية. مشيرًا إلى أنه يرفض ضم الأغوار للسيادة الإسرائيلية.

وأكد على ضرورة حل الخلافات مع الفلسطينيين ضمن المفاوضات وباتفاق دولي، وضرورة إقامة دولتين لشعبين إلى جانب بعضهما البعض، مع الحفاظ على القضايا الأمنية الإسرائيلية.

وانتقد  نيتسان هروفيتش من تحالف "العمل غيشر ميرتس" توقيت نشر الخطة قائلاً

الى ذلك،اعتبر الكاتب والصحفي السياسي الإسرائيلي "ناحوم بارنياع"، أن توقيت نشر "صفقة القرن"، في مقال له نشره بصحيفة "يديعوت أحرونوت: تحت عنوان "صفقة نتنياهو للقرن"، من الواضح أن نتنياهو يريد الصفقة، فالأحداث في واشنطن ستشتت الانتباه عن مناقشات الكنيست حول الحصانة بسعادة غامرة.

وأشار المحلل الإسرائيلي أنه في حال ذهب "غانتس" إلى واشنطن، فسيكون ذلك احتفالاً بين ترامب ونتنياهو، ولكن إذا فعل العكس فسوف يشعران بالحرج ويفقد "نتنياهو" الأصوات.

وحذر "ناحوم" من أن نشر الصفقة قبل الانتخابات، سيغير بشكل أساسي المقاربة التي كانت مقبولة لجميع الحكومات الإسرائيلية، اليمين واليسار حول مبادرات التسوية الأمريكية.

من جانب آخر اعتبر عدد من المحللين والمختصين في الشأن الإسرائيلي، أن تلاعب الولايات المتحدة الأمريكية في موعد نشر خطة "صفقة القرن"، هو تدخل أمريكي في الانتخابات الإسرائيلية مشيرين في ذلك إلى أن نشرها قبل الانتخابات الإسرائيلية بخمسة أسابيع، سيعزز مكانة نتنياهو أمام خصومة السياسيين، وسيزيد من فرصته لكسب مزيد من الأصوات.

 

 

المتابع والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات قال، إن حالة من الفوضى السياسية لأول مرة في إسرائيل، فلا قائد، ولا زعيم، ولا سياسي، ولا عضو كنيست، قادرين على فهم حقيقة ما يحدث. لافتا الى أن غانتس يفكر بالتراجع عن موافقته الذهاب لواشنطن مع نتنياهو، خاصة بعد اكتشافه أن الموضوع منسق بين ترامب ونتنياهو، بينما ليبرمان، بعدما شعر أنه مهمش منذ يومين وأن  الأمور تلعب لصالح نتنياهو، قال علينا التركيز على الحصانة وضم الغور.