القائد بهاء أبو العطا شهيدا شيمته الشجاعة والعزة والكرامة والعطاء بقلم / أ . عـاطـف صـالح المشـهراوي

عاطف المشهراوي.jpg
عاطف المشهراوي.jpg

القائد بهاء أبو العطا شهيدا شيمته الشجاعة والعزة والكرامة والعطاء

بقلم / أ . عـاطـف صـالح المشـهراوي ــ صحفي وكاتـب إعلامـي أكاديمي

 

حقا أن الشهادة منزلة عظيمة ورفيعة وعالية عند الله تعالى ، يتمنى الكثير من الناس المخلصين والمجاهدين نيل درجتها لما لها من كرامات وميزات في الحياة الآخرة ، فصاحبها يشفع له ولسبعين من أهله ويسكن وإياهم الدرجات العلا من الجنة.

شهيدنا الفلسطيني القائد بهاء أبو العطا هو ممن كتب الله له هذه المنزلة العالية ، وهو الإنسان الذي جعل من عظامه جسراً ليعبر به الآخرون من أبناء وطنه إلى طريق الحرية ، وهو الذي سقى وروى أرض الوطن من دماءه الطاهرة فجعل من كل قطرة دم سقطت من جسده الطاهر إحياء لعزة الوطن ومقدساته ، وستبقى ذكراه خالدة فينا ما حيينا كشمس الحرية التي تشرق إن حلّ ظلام الظُلام والحصار والحرمان والاضطهاد

 . شهيدنا بهاء رمزاً للبطولة والثأر والإيثار ، وهو ذلك المجاهد الذي ضحى بحياته من أجل رفع كلمة الله وجعلها هي العليا . بالتأكيد يكون المرء شهيداً عندما يدافع عن وطنه ومقدساته وعن أرضه وعرضه ، يُقاتل أولئك المغتصبين الإسرائيليين الذين اغتصبوا حرية الوطن والمواطن وحرية الإنسانية .

عندما يرتقي الشهيد الفلسطيني يسير في موكب زفافه البهيج الذي يوصله إلى عرائسه الحور العين ، إلى الفوز الأكيد ، فتختلط دموع محبيه بالزغاريد ، فلا يبقى لدينا شيئاً لنفعله ، إلا أن نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لأنه قد لخّص حزننا لفراقه بابتسامة عريضة على محياه . حقا أن شهيدنا القائد بهاء أبو العطا أرجع للوطن شموخه وكبرياءه ، الأمر الذي جعلنا نقف لك إجلالاً وإكباراً ولروحك الطاهرة

 .. أنت حبيبنا شهيدنا جعلت الشمس تغيب استحياءً من تلك الأنوار التي رسمتها بدمائك الطاهرة المنيرة ، فكل قطرة دم سقطت من جسدك الطاهر روت وسقت أرض الوطن ليرتفع شامخاً بعزته وكرامته ، فأنت الذي كسّرت قيود الاحتلال الغاشم وقيود الطواغيت . والديك أيها الشهيد البطل ما زالوا ينتظرون لقاءك في الفردوس الأعلى ، وأبناؤك ومحبيك غسلوا بدموعهم جسدك الطاهر ، وزوجتك التي أستشهدت معك تهدي لك سلاماً من الجنة لترفع رأسها عالياً إفتخاراً بك وببطولاتك التي أوجعت الاحتلال وهزت أركان الهزائم العربية . تحيةً تملؤها المحبة والافتخار لك ولكل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن ، فليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف الشهيد ، ولكن قد نتجرأ نحن الكتاب ببعض الكلمات لنحاول وصف الشهيد ، فهو شمعة تحترق ليحيا الوطن وأبناؤه ، وهو نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق ، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات ، فهذا هو الشهيد الذي يعد رمز الإيثار ، فكيف يمكن لنا أن لا نخصص شيئاً له ؟ فأيام الدنيا كلها تنادي بأسماءه وتلهج بذكراه ووصاياه ، فأنّا لنا أن لا نصف ذلك المجاهد الشجاع ، فعلى كل من عايش الشهداء أن يتحدث عنهم وعن بطولاتهم وعن أخلاقهم وصفاتهم الرائعة وكلماتهم النيّرة.

 ، فأعتقد أن الحديث عن الشهيد البطل أمانة في أعناقنا علينا أن نؤديها وأن نتعلم منها ، فإذا كنا نحن الشعب الفلسطيني من أنعم الله علينا بمعايشتهم ، فكيف بنا لا نتحدث عنهم فمن الذي سينقل كلماتهم الطيبة وسماتهم الصالحة إلى الآخرين الذين حرموا من معرفتهم ، أو إلى الأجيال الأخرى القادمة التي لا تعرف بأن على هذه الأرض الطيبة مشى أناس قد يكونوا من أفضل من كانوا في عصرهم

 لمَ لا وهو الإنسان الكامل الذي يثبت بجهاده في مواجهة الموت حين يسمو على الحياة التي يحرص البعض عليها بغريزة أساسية مثل سائر المخلوقات . الشهيد يا أحبابي هو لحظة التسامي فوق كل الغرائز العمياء حينما يثبت في مواجهة الموت ويعلو فوق انعكاسات الاحتلال فهو الذي نرفع له التحية العسكرية والتحية من سائر فئات الشعب ، وهو الذي تسجد له الملائكة في السماء

  إن شعبنا الفلسطيني سيبقى دائماً وفياً لهؤلاء الشهداء الأبطال ، وسيبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير ، فكثيراً من هذه الخواطر عن الشهادة مازالت أسيرة هذا المشهد ، لا ينبغي أن ننسى شيئاً منها ، كيف استطاعوا أن يثبتوا ويهزموا الاحتلال ببطولاتهم ، أي روح قدسية تملكتهم في تلك اللحظة ؟! أي بطولة يعجز عن وصفها اللسان ؟! المطلوب منا ومن كل حر أن نبقى أوفياء لشهدائنا على العهد والوعد وفي نفس الطريق نُظهر آثارهم ونُحيي أثرهم وأفكارهم ونطيب خاطر أهليهم ومحبيهم .. فالأمة التي تنسى شهدائها وعظمائها لا تستحق الحياة ، فنحن الفلسطينيين أصحاب الحق في الأرض والمقدسات لا ننسى شهداؤنا أبداً ، بل نتذكرهم دائماً في كل أرجاء وطننا الجريح . نتذكرهم كذكرى أيام ولادتهم وبطولاتهم واستشهادهم ، فهم الذكرى العطرة والتراث العظيم لهذه الأرض الطيبة ولأبناء هذا الوطن الحبيب .