أيها الآباء اتقوا الله في أبنائكم / بقلم خليل شعت

أيها الآباء اتقوا الله في أبنائكم / بقلم خليل شعت
أيها الآباء اتقوا الله في أبنائكم / بقلم خليل شعت

أيها الآباء اتقوا الله في أبنائكم / بقلم خليل شعت

 

كثيرا ما نسمع عن ظلم الأبناء لآبائهم والتقصير في حقهم وعدم تقديم الرعاية المناسبة لهم وخصوصا أن الشريعة الإسلامية قد أمرت بحسن معاملة الوالدين، ولكن كثيرا من الآباء يتخذون الشريعة ذريعة لظلم أبنائهم لعدة أسباب يتربع علي رأسها الميراث، في بلادنا قد تحدث العجائب وقد انقلبت الآية فكثيرا من الآباء يحرم أبنائه وبناته من حقوقهم لأسباب تافهة، فقد يحرمون من التعليم ويحرم بناته من الزواج خوفا علي الميراث، فهو هنا قد حرمها من حق من حقوقها التي نصت عليها الشريعة الإسلامية وبالتالي يكون قد ظلمها.

ظلم الآباء لأبنائهم له عدة أشكال منها معاملة الأبناء بقسوة منذ صغرهم مما قد يترك أثرا سيئا علي شخصية الابن، وكذلك التقصير في تربيتهم وتنشئتهم علي دين الله وسنة نبيه، وتعليمهم الكذب والصفات السيئة وحرمانهم من حقوقهم.

لا شك أن ظلم الوالد لولده معصية لا يرضاها الله، وإذا أمر الوالد ولده بما فيه معصية لله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكنه مع ذلك مطالب بحسن الصحبة له، فلا يجوز أن يقابل السوء بمثله وله أن ينجو بنفسه من الأذى، ولكن ليس له إيذاء الوالدين لأنهما سبب وجوده بعد الله.علمت بإحدى تلك المشاكل من الذين حدثت معهم، حيث أن الوالد متزوج من زوجتين ولا يقوم بواجبه الأبوي تجاه أبنائه من الزوجة الأولي بل علي العكس فهو كثيرا ما يضايقهم ويفتعل المشاكل معهم، ويهددهم بحرمانهم من التعليم والميراث علي العكس فهو يحسن معاملة أبنائه من الزوجة الثانية، فتقول إحداهن :" لا نري وجه والدي إلا عندما يأتي ليضربنا ويفتعل المشاكل معنا"، وهذا جزء قليل مما سمعته ورأيته. يجب أن يعلم كل أب أن الله حرم الظلم على نفسه، وجعله محرما بين عباده، وطاعة الابن لأبيه ليست مسوغا للأب في ظلم ابنه، فكثير من الآباء للأسف يخلط بين حق الطاعة من الأبناء، وبين زيادة الظلم وإيقاع الأذي النفسي والمادي بهم، فالظلم حرام من الوالد والولد. أيها الآباء اتقوا الله في معاملة أبنائكم كونوا عونًا لهم في معرفة حق الله وحقكم عليهم فهم من أصلابكم وهم زينة الحياة الدنيا.