هذيان ما بعد منتصف الليل

بقلم : ناهـض زقـوت 

بعد 65 عاما من النكبة، فشلنا في التحرير .. فشلنا في المفاوضات .. فشلنا في المقاومة ..

لا نريد أن نزايد على أحد .. الكل يتحمل المسؤولية عن الفشل ..

بعد 65 عاما من النكبة، نكتشف انه لم نكن شعبا واحدا .. بل شعوب متباينة على أرض فلسطين، شعوب متصارعة على الكعكة قبل تحريرها ..

لكل شعب حزبه الخاص ..

لكل شعب علمه الخاص ..

لكل شعب نشيده الخاص ..

لكل شعب ملامح سيادته الخاصة ..

لكل شعب أيديولوجيا خاصة ..

لكل شعب منطلقات زمانية ومكانية خاصة ..

لكل شعب جيش جرار يذود عن سيادته ..

كل شعب يسعى للسيطرة على الشعب الأخر ..

كل شعب يزرع في أعوانه ثقافة كره الشعب الأخر ..

بما أننا شعوب متباينة .. لا توحدنا الأرض .. ولا يوحدنا العلم .. ولا يوحدنا الدم .. ولا نؤمن بثقافة الوحدة .. شيمتنا الخلاف والاختلاف ..

علينا أن نبحث عن حلول أخرى أكثر عملية .. وأكثر مجلبة للمنفعة الذاتية ..

وبما أننا شعوب متباينة .. هدفها الوصول إلى الحكم على قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة".

اقترح على قادة هذه الشعوب اقتراحا عمليا يوصلها إلى مبتغاها بكل سهولة ويسر:

1ـ لقد استولت إسرائيل على ما يزيد عن 78% من ارض فلسطين، بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الضفة الغربية والقدس، لا يوجد لديكم خلاف على ذلك، إنما خلافكم على ما تبقى.

2ـ تبقى لديكم أيتها الشعوب المتباينة 22% من أرض فلسطين، (أي 6220كم2)، وهذا ما تتصارعون عليه .. وهذه النسبة تمثل 16 محافظة، منها 11 في الضفة الغربية، و5 في قطاع غزة.

3ـ وبما أن شعب حماس قد استولى على قطاع غزة بكل محافظاته، والبالغة مساحته (360كم2).

4ـ وبما أن شعب فتح يستولي على الضفة الغربية، بكل مساحتها البالغة (5860كم2).

5ـ للحقيقة والتاريخ هذا ليس عدلا، وفيه جور كبير على حقوق الشعوب الأخرى، لا العلمانية تقبل ذلك .. ولا الديمقراطية تقبل ذلك .. ولا الإسلامية تقبل ذلك .. ولا الاشتراكية تقبل ذلك .. ولا القومية تقبل ذلك .. ولا مراكز حقوق الإنسان تقبل ذلك .. حتى مراكز حقوق الحيوان ترفض ذلك.

6ـ فمن باب العدل والإنصاف، وفيه مصلحة لجميع الشعوب، أن يبدأ شعب حماس الخطوة الأولى، بان يعلن دولته في محافظة غزة فقط، ويمنح الشعوب الأخرى القريبة منه مثل:

ـ شعب الأحرار دولة في المحافظة الوسطى.

ـ وشعب المقاومة الشعبية دولة في محافظة خان يونس.

ـ وشعب السلفية دولة في محافظة رفح.

ـ وشعب الجهاد دولة في محافظة الشمال.

7ـ ومن باب العدل والإنصاف والمساواة في الحقوق، أن يبدأ شعب فتح خطواته متزامنا مع خطوة شعب حماس، بان يعلن دولته في محافظة رام الله والبيرة فقط، ويمنح الشعوب القريبة منه مثل:

ـ شعب الجبهة الشعبية دولة في محافظة نابلس.

ـ وشعب الجبهة الديمقراطية دولة في محافظة الخليل.

ـ وشعب حزب الشعب دولة في محافظة بيت لحم.

ـ وشعب الاتحاد الديمقراطي فدا دولة في محافظة سلفيت.

ـ وشعب النضال الشعبي دولة في محافظة قلقيلية.

ـ وشعب جبهة التحرير العربية دولة في محافظة جنين.

ـ وشعب جبهة التحرير الفلسطينية دولة في محافظة أريحا.

ـ وشعب الجبهة العربية الفلسطينية دولة في محافظة طوباس.

ـ وشعب المبادرة الوطنية دولة في محافظة طولكرم.             

8ـ يا سادة .. هذا هو العدل والإنصاف، حققوا أمنياتكم قبل فوات الأوان، حيث أن الظروف مواتية الآن .. لكي تسعدوا أنفسكم بالحكم وممارساته، وأبهة السلطان والصولجان، والبساط الأحمر أمامكم .. والفرقة الموسيقية تعزف نشيدكم .. والسجون تفتح لمخالفيكم .. والمقابر تفتح لمعارضيكم .. قمة الوطنية والنضال من أجل المحافظة على انجازاتكم من الرعاة والحاقدين والسوقة وقطاع الطرق وأصحاب الأفكار الهدامة.

9ـ ومن أهم انجاز دولة شعوبكم، مسألة التبادل السكاني، حيث يتم تبادل سكاني بين شعوب كل دولة، يذهب الشعب المتوافق مع الدولة التي توافق أيديولوجيته، وبذلك تحلون مشكلة المعارضة، وتعيشون في أمن وأمان.

10ـ يا سادة .. إن تحقيق إقامة دول لشعوبكم هي انجاز كبير لذاتكم .. ومن أهم الانجازات العضوية في الأمم المتحدة، ورفع أصوات الأنظمة العربية في الأمم المتحدة، حيث 16 دولة كفيلة بوصول العرب إلى كرسي في مجلس الأمن، وما أدراك ما مجلس الأمن؟، مجلس الأمن صاحب الفيتو، والتحكم في رقاب الشعوب.

11ـ وهذا الانجاز يفتح المجال أمامكم للمزايدة على الشعوب الأخرى، بأنكم لا تعترفون بإسرائيل .. ولا تعترفون بحدود أل 67، وأن هدفكم تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها .. وأنكم ما زلتم ترفعون لواء المقاومة.

11ـ وهكذا يا سادة .. تحلون القضية الفلسطينية التي أرقتكم وأتعبتكم طوال 65 عاما، قضيتمونها في لعبة شطرنج ... وهكذا يا سادة .. نصل بالمشروع الوطني إلى بركة أبو راشد.

ودمتم بخير لنصرة شعوبكم ..