مستشرق اسرائيلي: نسعى لإيصال حماس الى وضع فتح الآن

القسام.jpg
القسام.jpg

القدس المحتلة / المشرق نيوز

كشف المستشرق الإسرائيلي هيلل فريش، أن اسرائيل تهدف بسياستها الحالية المتبعة مع حركة حماس بعد الجولات العسكرية المتعددة الى جعل الحركة تعيد النظر في طريق الكفاح المسلح .

وقال فريش في ورقة بحثية على معهد بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية، إن "تزايد جولات المواجهات العسكرية بين حماس وإسرائيل قد تجعل الحركة تعيد النظر في طريق الكفاح المسلح، كما فعلت ذلك حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في سنوات سابقة، وبعد ثلاث حروب خاضها الجانبان في قطاع غزة، ربما تكون الحرب الرابعة لا تهدف للقضاء على حماس بصورة نهائية، وإنما إجبارها وإقناعها لمغادرة طريق العمل المسلح". وفق ترجمة "عربي 21"

وقال البروفيسور فريش إن"إسرائيل خضعت أمام العنف الذي تمارسه حماس في الجولة الأخيرة عقب تحقيقها نجاحات من خلال الوساطة المصرية بتحقيق التهدئة في غزة، ما قد يزيد من القوة النارية للحركة ضد إسرائيل في المستقبل، خاصة بعد نجاح إضراب الأسرى الفلسطينيين بابتزاز الحكومة الإسرائيلية".

وأشار فريش أستاذ العلوم السياسية ودراسات الشرق الأوسط بجامعة بار-إيلان، الى أن "عدم الرد الإسرائيلي العنيف على إطلاق الصواريخ باتجاه تل أبيب ضد حماس، جاء في ظل القناعة التي تسود في الأوساط الإسرائيلية بأننا في أعقاب كل جولة عسكرية سنعود للنقطة ذاتها التي بدأت فيها الحرب، وهي مقولة تضليلية".

وأضاف المستشرق الاسرائيلي"في كل جولة عسكرية جديدة كانت حماس تطلق صواريخ أقل من الجولة السابقة، ففي 2007 أطلقت 1276 قذيفة صاروخية، وبلغ متوسط إطلاق القذائف المنطلقة من عزة باتجاه إسرائيل 385 قذيفة بين حرب الرصاص المصبوب في شتاء 2008-2009 وعمود السحاب في 2012، وبين عمود السحاب 2012 وحرب الجرف الصامد في 2014 بلغ المتوسط السنوي للقذائف الصاروخية 240 صاروخا".

وأكد فريش، الخبير في السياسة الفلسطينية والإسلامية والاستراتيجيات العسكرية، أنه "في السنوات الثلاث التي تلت الحرب الأخيرة أطلقت حماس على إسرائيل فقط 72 قذيفة صاروخية، وهو العدد الأقل خلال السنوات الثلاثة عشر الأخيرة، أكثر من ذلك، فإن القذائف أطلقتها مجموعات مسلحة تتحدى حماس في غزة".

ووفقا لفريش، فإنه "بكلمات أخرى، الجولات القتالية الثلاث أدت إلى انخفاض بإطلاق القذائف الصاروخية بنسبة 98% بين هذه الجولات، ما قد يشكل أن حماس قد أحدثت إعادة تموضع في شعاراتها السياسية والعسكرية من تحرير فلسطين من النهر إلى البحر إلى الصيغة الدفاعية".

وأشار إلى أن "إسرائيل تهدف إلى إيصال حماس إلى الوضع الذي وصلته حركة فتح والدول العربية بعد الحروب الأربع التي خاضها العرب مع إسرائيل في السنوات الخمس والعشرين التي سبقت قيام الدولة، وهي حروب: 1948، 1956، 1967، 1973، ما نجح في إجبار مصر وسوريا، وفي أعقابهما باقي الدول العربية على التراجع عن الخيار العسكري، رغم بقاء الرأي العام العربي معاديا لإسرائيل".

وأشار إلى أن "سوريا لجأت للخيار العسكري ضد إسرائيل من خلال مجموعات التفافية، وليس عبرها مباشرة، كما أدى تراجع المواجهات المسلحة مع الدول العربية إلى خفض النفقات العسكرية الإسرائيلية من 16.5% من الناتج القومي الإجمالي للدولة في سنوات السبعينات إلى 4.5% في السنوات الأخيرة، وذهبت هذه الموازنات لمجالات التعليم والاقتصاد".