أبو على شاهين في وداع الجماهير بقلم / د. تحسين الاسطل

أبو على شاهين في وداع الجماهير  بقلم / د. تحسين الاسطل
أبو على شاهين في وداع الجماهير بقلم / د. تحسين الاسطل

أبو على شاهين في وداع الجماهير بقلم / د. تحسين الاسطل 

اليوم افتقدنا مناضلا وقائدا فريدا في فلسطين وامتنا العربية، هو مفكرا ثوريا بالأفعال وليس الأقوال، قليل الكلام كثير الأفعال، خرج مبكرا ووحيدا لمواجهة الانقلاب وحذر منه بمسيرة حاشدة لم يشارك بها إلا هو، لم ينتظر طويلا أصحاب الحوار السياحي لإنهاء الانقسام وقرر العودة وحيدا إلى الوطن ليدفن في التراب الذي أحبه ، وبين أهله وناسه وتلاميذه في الشبيبة الفتحاوية .

حينما كان وزيرا للتموين استوقفته قوات الاحتلال على طريق المواصي وطالبته بإنزال احد مرافقيه من السيارة، ليواصل المسير هو وسائقه بحجة أن الطريق مخصص للمستوطنين والجيش الإسرائيلي حسب اتفاق اوسلو الذي كان اشد المعارضين له، نزل أبو على شاهين وقرر الاعتصام وحيدا على الحاجز الإسرائيلي ورفض المغادرة حتى يمر هو وكل المواطنين من هذا الشارع، احتشد الناس في ساعات الصباح الأولي مع أبو على ، ورفضوا المرور من الطريق المخصص لهم الذي يعبد 500 متر عن الطريق الرئيسي.

 وأرسلت قوات الاحتلال تعزيزات كبيرة للمنطقة ، وأغلقت المنطقة ، واستمر اعتصام القائد الوزير من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساءا ، لينجح في النهاية في المرور مع الناس والعودة مرة أخرى، واصبح الطريق مفتوح امام الناس حتى انتفاضة الأقصى. 

نعتذر أبو على لو خرجنا معك من البداية لما أصبحنا رهينة أصحاب المصالح الشخصية في الحوار السياحي للخروج من أزمة الانقسام الذي خرجت لمواجهته وحيدا.

نعتذر أبو فكل وزرائنا تطبعوا على المرور سريعا على حواجز الاحتلال، فيما نساءنا وأطفالنا وعمالنا تكتوي من أشعة الشمس الحارقة، ينتظرون إشارة من مجندة صهيونية ترفع بسطارها في وجوههم .

فهل نرى وزراء وقادة يفعلون ولا يقولون، مثل أبو على شاهين ، أم أن علامة الجودة في قادتنا يقولون ولا يفعلون "

رحم الله أبو على، حتى في موته ومرضه جعله درس ثوري لنا، وان المرض لا يثني المناضل عن نضاله، وحقا انك مناضلا حتى النهاية . 

خرجت وحيدا وأنت وزيرا من اجل الناس، اليوم تخرج الجماهير معك في وداعك وأنت وحيدا إلى الله بلا سلطان أو جاه، إلا بقلوبها التي تدعو لك .

والكثير من الوزراء والقادة سيحسدوك على حب الجماهير حتى في مماتك .

كيف لا وأنت من اختار العودة إلى غزة التي تحبك وتحبها وتمنحها فرصة وداعك في اللحظات الأخيرة من عمرك، في زمنها المسلوب من أبنائها، الذي حاولت وحيدا مواجهة سرقته منذ البداية.

رحم الله الجماهير وأبو على في وداعها