ضعف منسوب الرجولة في غزة! / بقلم عروبة عثمان

ضعف منسوب الرجولة في غزة! / بقلم عروبة عثمان
ضعف منسوب الرجولة في غزة! / بقلم عروبة عثمان

ضعف منسوب الرجولة في غزة! / بقلم عروبة عثمان

إن الرجولة لا تعني أن تُسقِط فشلك على الغزيين، فتسرع في اتهامهم بانخفاض مستوى الرجولة وتدني منسوب هرمون الذكورة في أجسادهم إلى حدٍ يفقدهم ”الرجولة الحمساوية“!

إن الرجولة لا تعني أن تكون طرفاً في الانقسام الداخلي الفلسطيني، فتتبادل الاتهامات مع الطرف الفتحاوي الآخر في الضفة المحتلة، لإماتة كل محاولات المصالحة!

إن الرجولة لا تعني أن تضرب الصحفيين وتعتدي عليهم وتسبّهم، ثم تحاول الاسترجال بالاعتذار منهم وضخ بيانات الشجب والاستنكار!

إن الرجولة لا تعني أن توجه عصاك نحو جسد امرأة خرجت إلى الشارع لتعبر عن رفضها للانقسام، بعد أن خذلتم الشعب برفقة سلطة رام الله، وأسقطتم كل جهود إعادة اللحمة الوطنية!

إن الرجولة لا تعني أن تستدعي أو تعتقل من يخالف رأيك ونهجك، فتسارع للتحقيق معه باتباع أبشع أساليب التعامل من القذف والضرب والتعذيب!

إن الرجولة لا تعني أن تعيّن أفراداً من الشرطة لمراقبة الصفحات الشخصية للمختلفين معك على مواقع التواصل الاجتماعي!

إن الرجولة لا تعني أن تمزّق بنطال المراهق الساحل، وتجبره على ارتداء ما لا يطيقه، وتعيد تصفيف شعره بشكل تطفلي ومقزز، فقط لأن ”الكوكو“ والبنطال الساحل أهم العوائق التي تحول دون وصوله إلى الرجولة المزعومة!

إن الرجولة لا تعني أن تلتفت لمواضيع شخصية هامشية، وتهمّش قضايا مصيرية للشباب ”ذوي معدل الرجولة المتدني“ كتوفير فرص عملٍ لهم وانتشالهم من أوقات الفراغ التي تدفعهم لتناول المخدرات بأنواعها كافةً!

إن الرجولة لا تعني أن تفرض قانون التعليم الجديد بالقوة، فتحرم الفتيات الغزيات (العورة) من أساتذتهن وزملائهن الذكور في الصف الدراسي، كي لا يقعن بالفاحشة ويصبحن محط إثارة وفتنةٍ لا يُحمد عقباها!

إن الرجولة لا تعني أن تنصّب نفسك وصياً على حياة الغزيين، وتطلق حملات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتصدر إرشاداتٍ في كيفية ضمانهم الجنة، وتجنبهم نار جهنم! إن الرجولة لا تعني أن تحمل البندقية بيد، وتنكل بالمواطن الغزي بيدٍ أخرى!

لستُ صاحبة اختصاص لأعلن معايير الرجولة الحقيقية، أو أكشف عن جهاز قياس منسوبها، لكنني أستطيع أن أعلن أن الانخفاض الأكبر في مستوى الرجولة لاحظته في كلام وزير الداخلية بغزة فتحي حماد حول إصراره على مراقبة انخفاض مستوى الرجولة في غزة!

غزة التي تعدّ أيقونة الشجاعة والتحدي للعالم بأسره، باتت اليوم بسكانها البالغ عددهم 1.800.000 خالية من رجالٍ حقيقيين باستثناء أفراد الأجهزة الأمنية أصحاب النموذج الأمثل في إثبات الرجولة!

الوزير حماد سيراقب كل من يساهم في إخفاض مستوى الرجولة، فاحذروا جميعكم من مراقبته وتتبعه لكم، خاصةً إن كنتم تعملون بالمنظمات الحقوقية التي تتلقى أموالاً مشبوهةً وتنفذ أجندة غريبة لبلاد الفكر، فهو لم يعد يأبه بكم كما أعلن!

الوزير حماد سيغلق المحال التجارية التي تعرض لباساً مخلاً بصورة الشباب المسلم في غزة، وسيمنع الرجال من البيع في محلات الملابس النسائية، حرصاً على المصلحة العامة وتجنباً لتأثرهم بطبيعة البضاعة المعروضة للنساء (الفتنة)!

الوزير حماد سيخضع أهل غزة جميعهم رجالاً ونساءً لدورات تدريبية مكثفة لإصلاح الخلل الرجولي، وإحلال الشهامة والنخوة بدلاً من الدلع وحركات ”الفافي“، مجاناً ودون مقابل!

نحن يا سيدي الوزير لسنا متخوفين من مراقبة مستوى الرجولة، فأنا شخصياً فرحة بهذه المبادرة الداعية لمراقبة الرجولة كي ترى عن كثب أن بعض أفراد أجهزتك الأمنية أكثر الأشخاص افتقاراً للرجولة.