محللون: لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو الفرصة الأخيرة قبل التصعيد

موسكو ولقاء الفصائل اللسطينية.jpg
موسكو ولقاء الفصائل اللسطينية.jpg

اتفق محللون سياسيون أن اللقاء المنتظر للفصائل الفلسطينية في موسكو، منتصف فبراير/ شباط الحالي، أن نجاح حوارات دفع عملية المصالحة الفلسطينية المتعثرة محدودة في ظل تباعد وجهات النظر وتمسك كل طرف بخيارات التصعيد.

وكانت روسيا قد وجهت دعوات رسمية الى الفصائل الفلسطينية للحضور الى موسكو لإجراء حوارات، لمناقشة القضايا الخلافية بين حركتي حماس وفتح، لدفع عملية المصالحة.

ويعتقد محللون أن فشل عملية الحوار ستقود الى وضع أكثر تأزما بين رام الله وغزة، في ظل استعداد السلطة لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد حماس باحتمالية إعلان قطاع غزة إقليما متمردا، وفق ما تحدث أكثر من مسؤول في السلطة الفلسطينية عن ذلك، وما سيتبعه بوقف المساعدات المالية، وقطع الرواتب، بينما قد ترد حماس بإعادة تشكيل اللجنة الإدارية لإدارة القطاع، والتوجه نحو التصعيد مع اسرائيل.

وقال المحلل السياسي الدكتور احمد العزم، في حديث مع «القدس العربي» : «لا يوجد الكثير من نقاط اللقاء بين الحركتين، لذلك لا يمكن التعويل على نجاح موسكو بكسر جليد الانقسام، إضافة الى ان الفصائل الفلسطينية لا تملك توجها واضحا وخطة للخروج من الأزمة، لذلك ترفض المشاركة في حكومة فصائلية دون ان تقدم خطة متكاملة كبديل للوضع الحالي المتأزم».

واشار الى ان السيناريو الأقرب هو تشكيل حكومة في الضفة الغربية من حركة فتح، بينما تعيد حماس تشكيل اللجنة الإدارية، بيد أنه تبقى خيارات حماس محدودة جدا مقابل ما تملكه السلطة من أدوات ضغط، من قطع الأموال، ووقف منح جوازات السفر، وشهادة التعليم، حينها ستجد حماس نفسها في ورطة أكبر وستكون لذلك انعكاسات شعبية واسعة ضدها، لذلك اعتقد ان حماس لن تمضي بذلك.

وحول إمكانية ان تلجأ حماس الى التصعيد مع اسرائيل، أوضح ان الخيار يبقى مفتوحا، لكن احتمالية حدوث ذلك ضعيف في ظل إمكانية تدخل مصر وروسيا وبعض الأطراف المؤثرة، حيث ستعمل مصر على فتح معبر رفح لتخفيف حدة الأزمة.

وقال العزم: ان الانفصال بين الضفة وغزة لن ينتج دولة في القطاع لأنه ببساطة لن يعترف أحد بها، لكن الخشية هو ان تتعامل معها بعض الدول والمنظمات كسلطة أمر واقع.

بينما رحب الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، في تصريح لـ«القدس العربي» بالدعوة الروسية، وقال «نعتبرها مهمة خاصة في هذا التوقيت، حيث تفتح المجال أمام لقاء لم يتم منذ زمن طويل بين فتح وحماس، وبمشاركة كل الفصائل».

وأضاف «نحن نعي ان الاجتماع لن يخرج بإنهاء الانقسام، لكن نأمل في ان يؤسس لمرحلة جديدة وفاتحة للقاءات أخرى سواء في موسكو او بأي دولة أخرى بالتنسيق مع الأخوة المصريين، للخروج من الوضع المتأزم وإنهاء الانقسام، ومنع فصل القطاع باعتبار ذلك ضمن مشروع صفقة القرن».

وأشار الى ان الوضع الفلسطيني الآن في أسوأ حالاته، حيث توجد حكومتان وسجال لا ينتهي بين الطرفين، بينما تعمل اسرائيل على تعزيز حالة العداء لتقسيم القضية وفصل الضفة عن القطاع، وإضعاف منظمة التحرير، وفي حال فشل اللقاء سيزيد من احتمالية هذه المخاوف والمساعي الاسرائيلية.

ولا يعول المحلل السياسي، الدكتور غسان الخطيب، كثيرا على لقاءات موسكو، لكنه اعتبر ان مجرد عقد اللقاء خطوة إيجابية في ظل حالة السكون الضار التي تمر بها الاوضاع الداخلية الفلسطينية.

وأضاف لـ «القدس العربي»: «هناك خشية من ان تحول موسكو هذه الحوارات الى مادة تستعملها للتجاذبات الإقليمية خاصة مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت ذاته خطوة نحو الخروج من العباءة الامريكية لرعاية عملية السلام».

ويرى الخطيب ان أي فشل في تحقيق المصالحة سيزيد من الخطوات العدائية بين الطرفين وسيكرس حالة الانقسام، لذلك يأمل في ان تستفيد الفصائل من هذه الفرصة لتحقيق نتائج إيجابية لتجنب أي خطوات تصعيدية.

ويعتقد المحلل السياسي الدكتور أيمن يوسف، ان «لقاءات موسكو ستخدم المصالح الروسية أكثر مما ستنجح بتقريب وجهات النظر الفلسطينية بالرغم من جدية الدعوة الروسية، لذلك يعتقد اننا سنكون أمام اجتماع فلسطيني بروتوكولي خال من النتائج في ظل تباعد وجهات النظر».

ويشير الى ان الدعوة الروسية تأتي تناغما مع التوجهات الروسية الشاملة في المنطقة عقب الانتصارات في سوريا، لمنافسة الولايات في المنطقة وأخذ دورها التفاوضي في ظل استمرار حالة انسداد الأفق السياسي، والقطعية بين القيادة الفلسطينية والإدارة الامريكية، حيث تحاول روسيا ان تهيئ لمسار تفاوضي جديد مستغلة العلاقة الاستراتجية مع اسرائيل الناشئة فوق الأجواء السورية انطلاقا من محاولة تحقيق المصالحة الفلسطينية. ويرى ان الساحة الفلسطينية مقبلة على تصعيد داخلي في ظل المتغيرات المحلية المرتقبة بتشكيل الحكومة الجديدة، وإجراء انتخابات في الضفة واستثناء غزة، كل ذلك قد يجلب المزيد من العنف الداخلي المتبادل في المستقبل القريب، حسب يوسف.