"يديعوت": حرب اسرائيلية متوقعة مع حزب الله وحماس

جيش.jpg
جيش.jpg

القدس المحتلة / المشرق نيوز

قال رون بن يشاي الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "الجبهتين الشمالية مع لبنان وسوريا، والجنوبية مع حماس في قطاع غزة هما المرشحتان لأن يحقق فيهما بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة تهديده في خطاباته الأخيرة.

وأضاف بن يشاي، أن "حديث نتنياهو الأسبوع الماضي، والتصريحات المتتالية للوزراء والمحللين الإسرائيليين أدخلت الجمهور في حالة حرب حقيقية جدية، في ظل تطورات أمنية متزايدة في الجبهتين الشمالية والجنوبية، تتطلب المزيد من الانتباه واليقظة، لاسيما من الجيش، وكذلك من الجمهور والكابينت أيضا".

وتابع بن يشاي، وثيق الصلة بالقيادة العسكرية الإسرائيلية، بالنسبة الجبهة الشمالية، إن "تمتع إسرائيل بحرية سلاحها الجوي باتت تتقلص بسبب الإشكال القائم مع روسيا حول إسقاط طائرتها قبل أسابيع، والنتيجة؛ أن السلوك الروسي تجاه إسرائيل بات باردا وفاترا، ويعلن تضايقه منا، صحيح أن نتنياهو يتحدث مع فلاديمير بوتين، لكن الجنرالات الروس في القاعدة العسكرية حميميم السورية تغير مزاجهم تجاه نظرائهم بتل أبيب".

وأوضح أن "الجبهة التي تحدث عنها نتنياهو بمصطلحات (التضحية اللازمة) هي على ما يبدو لبنان، فالجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يعلن تماما أن إسرائيل ستضع عليه قيودا وصعوبات لإقامة قاعدة عسكرية في سوريا كما يرغب، ولذلك أوعز لحزب الله بإقامة قاعدة معادية سرية في هضبة الجولان، لأن الحزب يمتلك علاقات وثيقة مع سكان الهضبة، بما فيهم الدروز، ويعلمون تماما كيفية العمل بصورة سرية ضد إسرائيل، بجانب الجبهة العلنية من الجنوب اللبناني".

وأشار إلى أن "هذه الجهود ما زالت في بداياتها، ولا تشكل تحديا حقيقيا لإسرائيل، لكن الخطورة الجدية تكمن في القرار الإيراني بإقامة مصانع لإنتاج القذائف والصواريخ الدقيقة في الأراضي اللبنانية، بعد أن حاولوا إرسال شحنات من هذه الأسلحة الدقيقة إلى لبنان عبر سوريا، لكن إسرائيل أحبطت معظم هذه المحاولات باستهداف القوافل التي كانت تحملها عبر سلاح الجو".

وأكد أن "الإيرانيين حاولوا إقامة مصنع لإنتاج هذه الصواريخ داخل سوريا، لكن إسرائيل أحبطت هذه الجهود، ما دفع سليماني لإقامة هذه المصانع داخل لبنان اعتقادا منه بأن إسرائيل لن تغامر في مهاجمة مواقع حزب الله داخل لبنان، خشية رده الذي سيؤدي لحرب حتمية في الجبهة الجنوبية".

أما الجبهة الجنوبية، فأوضح بن يشاي أن "الوضع في الجنوب مع غزة يتشابه مع الشمال، فالجولة الأخيرة انتهت بصورة غير موفقة من وجهة نظر إسرائيل، لأن ردعها في الجبهة الغزاوية تضرر كثيرا حين ضبطت نفسها أمام صاروخ الكورنيت والقذائف الصاروخية الكثيفة باتجاه مستوطنات غلاف غزة، لكن خطورتها هذه المرة أن حماس أطلقت صواريخها بهدف إيقاع قتلى إسرائيليين".

وأضاف أن "نتيجة المواجهة الأخيرة أثبتت أن حماس وشركائها ليس لديهم ما يخشونه من عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب، ما جعلها تعلن تحصيلها نصرا بمعركة الوعي أمام الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، والثمن أنها لن تتردد في افتتاح جولة جديدة من المواجهة قريبا مع إسرائيل، ما سيعني تقصير الفترة الزمنية الفاصلة بين جولة وأخرى، وتراجع أمن الإسرائيليين في منطقة الغلاف".

وأشار إلى أن "الإيرانيين والسوريين ومليشياتهم المنتشرة يرون أن الردع الإسرائيلي وصل أسوأ مراحله، ما قد يشجعهم على تنفيذ أعمال ميدانية معادية، وهو ما يطرح السؤال: لماذا دعا رئيس الحكومة، وقائد الأركان، وجنرالات الجيش، ووزراء الكابينت، لضبط النفس وعدم التصعيد؟".

واجاب بن يشاي عن السؤال بالقول إن "غادي آيزنكوت قائد الجيش رغب بأن يضبط نفسه بسبب الضربات الصعبة التي وجهها لحماس في قلب القطاع، أو أنه يتحضر لتوجيه ضربة قوية ضد مصانع الصواريخ في لبنان، الكفيلة باندلاع حرب شاملة، وربما أراد إنجاح جهود مصر وقطر في تهدئة غزة، وعدم الدخول في مواجهة امتلكت فيها حماس كلمة البداية، وفقدت فيها إسرائيل عنصر المفاجأة".

وأكد أن "التهدئة لو لم تنجح فإن الجيش سيبادر لتوجيه ضربات قوية لحماس لن تنتهي بالمآل الذي توقفت عنده في الجولة الأخيرة، وفي الوقت ذاته لا تؤدي إلى تحول الوضع في غزة إلى ما يشبه الفوضى".

ويرى فيما يتعلق بنتنياهو، "من الواضح أن أسبابه لضبط النفس واضحة، فهو لا يريد حربا في عام الانتخابات، كما أنه استمع لنصائح الأمريكيين بعدم الدخول في حرب فيما يسعون لتحقيق ترتيبات سياسية في المنطقة تحضيرا لإعلان صفقة القرن، لكنه في الوقت ذاته أرسل لموسكو رسائل بكبح جماح حلفائها في المنطقة ، خشية أن يصاب صاحب البيت في إسرائيل بالجنون" وفق ترجمة "عربي 21".