من لبنان إلى مصر بقلم : وحيد عبد المجيد

من لبنان إلى مصر  بقلم : وحيد عبد المجيد
من لبنان إلى مصر بقلم : وحيد عبد المجيد

من لبنان إلى مصر

بقلم : وحيد عبد المجيد

اللبنانيون معنيون بمتابعة أوضاع مصر وسوريا لسباب مقلقة تعنيهم ابد أن ننتبه إلي مغزي اهتمام اللبنانيين بالوضع في مصر عندما أحيوا خلال الأيام الماضية الذكري الثامنة والثلاثين لحربهم الأهلية الضارية التي اندلعت في‏13‏ أبريل‏.1975‏ فإذا كان ما يحدث في سوريا يقلقهم لأسباب تختلف بتباين اتجاهاتهم وانتماءاتهم, فالوضع في مصر يزعجهم خوفا عليها وعلي بلدهم في آن معا. قال لي أحدهم ما معناه إنه عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان أرسلنا أهلنا إلي مصر, فماذا نفعل إذا ابتليت هي بمثل ما عانينا منه. فقد لمست خلال زيارة خاطفة إلي بيروت قبل أيام أن اللبنانيين الذين يتابعون الوضع في مصر يضعون أيديهم علي قلوبهم خوفا من تداعيات الأزمة المستحكمة فيها وقلقا من طريقة إدارتها. وهم يستغربون حين يعرفون أن المصريين لا يشاركونهم الخوف. وسمعت من أحدهم نصيحة ملخصها عدم الاستهانة بالمقارنة بين مصر اليوم ولبنان قبيل تصاعد الصراع وتحوله إلي اقتتال أهلي. والحال أنه عندما يخشي اللبنانيون المجربون ألا تكون مصر بأوضاعها المتردية اليوم مختلفة عن بلدهم قبل نحو أربعة عقود, لابد أن نقلق بل أن نفزع. فاللبنانيون خائفون, إذن, علي بلدهم وبلدنا. فهم يخشون تجدد الحرب عندهم. وعندما نسمع ونقرأ بعض أسباب هذه الخشية, لابد أن تدهشنا بلادتنا0 فقد تعلموا من تجربتهم, وغيرها بالطبع, أن الناس لا يتخذون قرار الاقتتال, ولكنهم يصنعون دون أن يقصدوا الأسباب المؤدية إليه. والمهم, هنا, أن اللبنانيين يخشون تجدد هذا الاقتتال لأسباب يوجد عندنا الآن مثلها وربما أكثر. ولذلك فعندما نعرف نوع المشكلات التي تثير أشد القلق لديهم الآن, ربما ننفض عن أنفسنا حالة الاستهانة بما يماثلها عندنا. فهم يخافون مثلا تداعيات العجز عن تشكيل حكومة كفء, ويعلقون آمالهم علي رئيس مجلس الوزراء المكلف تمام سلام بعد أن تراجع رافضو تشكيل حكومة جديدة عن عنادهم الذي استمر لعدة أشهر0 كما يخشون مغبة فشلهم في التوافق علي قانون انتخاب صحيح ومقبول من مختلف الأطراف. غير أنه ليس هناك ما يدل علي أن الرسالة التي بعث بها اللبنانيون إلينا خلال إحياء ذكري13 أبريل وصلت إلي من يعنيه الأمر في مصر.