في قطاع غزة.. شرطي يستحق التقدير / بقلم أحمد المشهراوي

في قطاع غزة.. شرطي يستحق التقدير / بقلم أحمد المشهراوي
في قطاع غزة.. شرطي يستحق التقدير / بقلم أحمد المشهراوي

في قطاع غزة.. شرطي يستحق التقدير

بقلم- أحمد المشهراوي:

في غزة، التي أقيم فيها الكثير من أفراد الشرطة والعاملين في السلك العسكري، أو المدني يستحقون الاحترام والتقدير لدورهم في خدمة وطنهم وأهلهم.. لكن شرطي واحد شاهدته بصورة حية، وهو يعطي صورة مشرقة لرجل الشرطة الفلسطيني الذي انتقل من خنادق القتال إلى العمل المدني فأبدع، شاهدته وهو لا يرضى الضيم لأحد، ولا يرضى أن يتعدى أحد على حق الأخر مهما كان موقعه، شاهدته وهو يتعامل بأخلاق رجل الأمن الوطني صاحب الرسالة.. أجل شاهدته وهو لا يتنازل عن مكانة القميص الأزرق الذي يرتديه.. لا أعرفه، ولم ألتقه من قبل.. لكنه أعطى صورة طيبة تحمل معاني الاحترام من جهة، والقوة في الحق من جهة أخرى.

ومن هنا أوجه دعوة للعميد تيسير البطش قائد الشرطة، دعوة من مواطن عاصر ثلاثة مراحل لرجال الشرطة، الشرطة التي عملت في عهد الاحتلال الإسرائيلي، والشرطة في عهد السلطة السابقة في قطاع غزة، والشرطة الحالية، وفي كل كان لرؤيتي المتواضعة موقف.


قصة هذا الشرطي، حدثت أمامي ولم يحدثني بها أحد.. في ظهيرة يوم الخميس 11 إبريل- نيسان الجاري، الساعة الواحدة إلا 10 دقائق كنت أسير في شارع الشرطة الذي يمر من أمام مجمع الجوازات الواصل بين المجلس التشريعي وجامعة الأزهر.. حدثت مشادة بين سائق سيارة إحداهما سوداء قادمة من جهة الأزهر، وقابلتها أخرى بيضاء تسير بعكس الطريق..ثم ما لبث أن غير صاحب السيارة البيضاء طريقه ولحق بصاحبه، فما كان من صاحب السيارة السوداء إلا الاستنجاد بالشرطي الواقف بمنتصف الطريق لتنظيم السير.. فخرج الأخر قادماً صوبه يتوعد على مرأى من رجل الأمن الواقف وحيداً، خرج بالبنطال الكاوبوي، والقميص المشمر بصورة يمكن تشبيهها بأفلام رامبو، فطلب الشرطي منه أن يهدأ ليعرف ما حدث.. لكن صاحب السيارة البيضاء لم يعجبه، واقترب من السائق الأخر وطلب منه أن يعطيه اسمه ليسجله على قصاصة كانت بيده دون تقدير للشرطي الذي أخذ يطلب منه الهدوء، لكنه أخذ يثور أكثر، وتوجه إلى مقدمة السيارة السوداء وضربها بكلتا يديه بقوة، والشرطي كاظم غيظه، ويطلب منه أن يخفف من روعه أمام أكبر مقر للشرطة في محافظات غزة، يضم عدداً كبيراً من إدارات ودوائر الشرطة.

أخذت أقترب لأرى ما يحدث مثل الكثير من المارة بفضول الإعلامي، ولا يزال الشرطي يطلب من صاحب السيارة البيضاء أن يتركه لأداء عمله، فما كان إلا المستغرب، حيث طلب "رامبو" هذه المرة من الشرطي أن يعطيه على عجل اسمه والإدارة الشرطية التي يعمل بها ليسجلها على قصاصته.. عندها لم قف الشرطي مكتوف اليدين، وتعامل معه بعزة وكرامة.. لكن بصورة مؤدبة وأوقفه واستدعى مزيد من الشرطة لمتابعة الأمر قانونياً.. عندها تركت المكان، وأنا أفخر بمثل هذا الشرطي، الذي قام بدوره دون أن ينقص حق أحد، خاصة المواطن الأول صاحب السيارة السوداء.. وبمشهد أعطى كل من يتقول على الشرطة في غزة، أعطى الشرطي ورفاقه الذين وصولوا للمكان صورة بأنك أمام شرطة حضارية، فأنت تستطيع أن تحكم على قيادة الشرطة من أصغر أفرادها.

سيدي العميد أبو مصعب.. حقيقة لا أعرف أيّ من الأشخاص الثلاثة، لكنهم جميعاً أبناء شعبي، وهذه شرطتي، والحق أن يكرم المجتهد ويعاقب المخطئ.. وأود أن أذكر موقفاً حدث في نفس الشارع في عهد اللواء غازي الجبالي في السلطة السابقة، والشرطي معروف حي يرزق ( م. د) من حي التفاح، كان ينظم السير في شارع الشرطة المشار إليه، وأراد أحد الاشخاص أن يمر من الشارع، الذي كان مغلقاً في السابق، فأعاده الشرطي بناء على طلب مسؤوليه، لكن الرجل تعامل معه بسخرية واحتقار، وطلب منه أن يفتح الطريق، وأبلغه أنه سيكون الخاسر أي الشرطي، وبالفعل عندما توجه صاحب النفوذ لقيادة الشرطة، تم معاقبة الشرطي بنقله إلى منطقة شمال غزة.

 وفي موقف أخر لا أريد أن استشهد بأعدائنا اليهود، لكن قرأت ذات مرة عن شرطية أوقفت قائد شرطة الاحتلال في أحد شوارع مديمة "تل أبيب" وسجلت له مخالفة لتجاوزه، فكانت النتيجة تعزيز وترقية هذه الشرطية، وتقديم الشكر لها.. لا نعني أن يتمرد الشرطي على أحد، ولكن أن ينفذ القانون الذي يمثل لبنة مهمة في رفعة الدولة.. وانظر سيدي للموقفين السابقين!!

ختاماً أقول أعانكم الله، ولا بد أن يكون الجميع سواسية تحت القانون، وأن يرتقى دوماً ويعزز الشرطي، لأنه يعطي الصورة لكل جهاز الشرطة.. ومثل هذه الأخطاء تحث في كل مكان في سويسرا بلد الشرطة وغيرها، وهذا لا يقلل من أحد، ولكن العبرة في المحاسبة.. وأنا على استعداد أن أدلي بشهادتي لرفعة دور الشرطة وإحقاق الحق، كما تواجد في المكان أخوة كرام ممن يعملون في إدارات الشرطة.. والله من وراء القصد.