رسالة تفاؤل في مسار المصالحة .. بقلم د.مازن صافي

رسالة تفاؤل في مسار المصالحة .. بقلم د.مازن صافي
رسالة تفاؤل في مسار المصالحة .. بقلم د.مازن صافي

رسالة تفاؤل في مسار المصالحة .. بقلم د.مازن صافي

 علينا أن نعترف أولا وقبل كل شيء، أننا أقوياء بالمصالحة المنشودة والمنتظرة، وأننا بالمقابل خسرنا الكثير في ظِل الانقسام، لهذا يجب أن نكون أقوياء في حديثنا عن وجوب المصالحة الفلسطينية، ولنعالج كل العثرات والعقبات والأمور التي تعكر صفو الوصول إلى عقل المصالحة وقلب المواطن .. من الأهمية أن نتحدث بإبتهاج وسعادة وإشراق عن وحدتنا المطلوبة، ولنخصص يوميا حديثا إيجابيا مع عشرة أشخاص محيطين بنا أو يعملون معنا أو تربطنا بهم علاقات أو نتبادل معهم الآراء .. ليعلو بالقول وبصدق أن الذهاب إلى الشعب هو كالذهاب إلى حفلة فرح في مناسبة عظيمة تسعدنا جميعا .. وليشعر كل منا بأنه محل تقدير في ميزان المصالحة وان مجتمعنا الفلسطيني بخير ويحمل في داخله الصفات المميزة والتي يتميز بها دوما ويقدره العالم من خلالها .. لنغلق أبواب التشاؤم ولنذهب للجانب المضيء في مواقفنا وتصريحاتنا وأفكارنا وحضورنا وإعلامنا ومناقشاتنا .. ازرع التفاؤل في كل مكان، ازرع الورود الوطنية في أدمغة التلاميذ والطلاب والعمال والفلاحين والكادحين والفقراء والأغنياء والمنتظرين بارقة أمل تعيد لهم قطار الحياة الآمن ليركبوا عرباته إلى المستقبل هؤلاء خريجينا الذين يتكدسون بمئات الآلاف ويزيدون بلا توقف .. المصالحة هي الأفضل فلنفكر في الأفضل ونعمل من أجل الأفضل ونتوقع دائما ان القادم أجمل وأفضل .. هل هذا صعب .. ليكن أضعف الإيمان أن نستشعره ونعيشه حتى في أحلامنا ويومنا وأمنياتنا .. ليعتبر كل منا جماهير وقيادة أن نجاح المصالحة هو نجاح للجميع للمجتمع للأجيال لواقع يجب أن يكون وليكن أيضا نجاح شخصي لكل منا، وكل منا يمكنه ان يؤسس لنجاحه الشخصي .. لنرتدي جميعا ثوب الوطن مزينا بمطالبنا المشروعة وثوابتنا التي لن نحيد عنها، وهذا الثوب لن يكون جميلا في سرادق عزاء أو في حرائق حزن، بل سيكون مشرقا في مناسبة الفرح والبهجة والسعادة بتحقيق المصالحة العرس الوطني الذي تنتظره القدس وكل مدن فلسطين .. لنعطي للنجاح وقتا أكثر من تفكيرنا في الفشل .. لننمي كل عوامل الوصول إلى وحدة مؤسساتنا وعملنا ووطنا ولنتعرف على قدرتنا بالفعل لا بالحديث والتصريحات .. إن المصالحة وكما يؤكد الجميع جازمين أنها انجاز للحاضر ومعالجة للماضي وأخطائه وسعيا للمستقبل بكل ما يحمله لنا .. إن الانقسام اوجد في كل منا القلق والأرق والتخوفات والسلبية في الانتظار، وهذا إحساس أو واقع مشروع لكنه يجب لا يتوغل فيها ليتحول إلى غول يرهبنا ولا يمكننا الفكاك منه .. لنكن اكبر من الانقسام والقلق وأكثر نبلا من الغضب ومن الانتصار للأنا وأقوى من الخوف والتخوفات والهواجس ولنتخطى الصعاب جميعها .. لنواجه الانقسام بالمصالحة ولنستمر في الهجوم التصالحي حتى الوصول إلى الوحدة الوطنية .. مؤسسة واحدة ، حكومة واحدة ، بنيان واحد ، وطن ينتظرنا جميعا .. علينا أن نخرج جميعا من القالب الانقسامي الذي دخلنا فيه وسجل بأسمائنا جميعا .. فلا يمكن أن يبقى أطفالنا رهائن مستقبل مظلم أو واقع مرفوض ..

 

ملاحظة : ربما أقرا الكثير من التعليقات التي تدلل على ان كاتبيها لازالوا متأكدين انه لا تفاؤل يمكن أن ينبت في واقع الانقسام .. ولكنني ابحث أيضا على من يبدؤون في تسجيل تفاؤلهم المطلوب .