طوبى للمكرونة  والجراد والفول        بقلم/ توفيق أبو شومر في ظل حالة الكآبة التي تسود العالم العربي، وفي أجواء الصراعات الحزبية، والموت والدمار، فإننا لا نعدم بعض الأخبار التي تثير الضحك، وبعض الأخبار التي تستدعي الكآبة والألم، فقد التقطت الأخبار الطريفة التالية خلال الساعات الفائتة:  نشرت معظم الصحف المصرية خبرا على لسان وزارة الزراعة المصرية التي تلاحق أسراب الجراد يقول الخبر:  " تمكنت وزارة الصحة المصرية من إبادة 17452 جرادة بالتمام والكمال، وبالتفقيط( سبعة عشر ألف وأربعمائة واثنتين وخمسين جرادة فقط لا غير" وليس سبعة عشر ألف وأربعمائة وستين مثلا!!! انتهى الخبر ولم تنته التعليقات الساخرة في المواقع والفضائيات المصرية حتى الآن، بعضها يسخر من دقة وزارة الزراعة، وبعضها الآخر يسخر من الواقع المرير الذي تعيشه مصر اليوم، وكيف تمكن المصريون من توظيف نكبة الجراد ضمن نكبة الواقع السياسي الذي تعيشه مصر،حتى أن صحيفة مصرية قالت:  نقترح لحل أزمة مصر تشكيل حكومة [تكنوجراد]!! أما عن أخبار الاقتصاد والبطون في العالم العربي فقد نشرت كثيرٌ من المواقع الإلكترونية أخبارا تتراوح بين الفرح والحزن منها، أن السعودية ستوقف  زراعة القمح عام 2015 على أن تستورده من الخارج، وكنت أحسب أن السبب يعود إلى مشكلات بيئية كاستهلاك المياه الجوفية في الري، فاتضح أن عدم زراعة القمح ستدفع الفلاحين لزراعة الأعلاف الخضراء البديلة مما يسبب استهلاك مياه أكبر بكثير من زراعة القمح، ولم أعثر بعد على إجابة شافية!! ونشرت الصحف أيضا أخبارا مفرحة من ميناء الإسكندرية حيث وصلت إلى الميناء باخرة تحمل علم جزر الباهاما وعلى متنها سبعة وعشرون ألف طن من الفول من إنتاج بلغاريا، بعد أن ضعف إنتاج الفول المصري رغم المياه الحلوة والتربة الخصبة بسبب الخلافات الحزبية والاضطرابات، وانصراف الفلاحين المصريين من الزراعة إلى السياسة!!  اعتدتُ أن أتابع ما يكتبه الشاعر المبدع فاروق جويدة في الأهرام فقد كتب يوم 16/3/2013 مقالا عن شيء غريب يحدث في مصر: " إن منع إخراج العملة الصعبة من مصر  إلا في حدود عشرة آلاف دولار، هو قرارٌ منطقي ومُبرَّر لحماية المخزون من العملة الصعبة، أما أن يُمنع السائحون القادمون إلى مصر من إدخال أية مبالغ تزيد على عشرة آلاف دولار فهذا أمر عجيب!!!  فقد اضطر سائح عربي قدم إلى مصر للعلاج ، وهو يحمل مبلغا وقدره ستون ألف دولار ليجري عملية جراحية ، بعد أن خيَّرته سلطات الجمارك بين مصادرة خمسين ألفا منها أو العودة ، فعاد أدراجه من المطار إلى بلده!!" ومن الأخبار العربية أيضا : " قرر المؤتمر الوطني الليبي أن ينقل مقرّه من طرابلس إلى مدينة البيضاء، ولا يعود السبب في هذا النقل إلى توزيع المؤسسات والوزارات بين مناطق ليبيا، بل إن السبب يعود إلى أن أعضاء المؤتمر الوطني فشلوا في حماية أمن الأعضاء في طرابلس، فقد اعتُدِيَ عليهم بالضرب، لذا فإنهم سيهربون إلى مدينة البيضاء في الشرق الليبي البعيد"!!  ومن طريف الأخبار الفلسطينية أيضا: "أن بعض رؤساء البلديات الفلسطينيين قرروا المشاركة في اجتماع مع رؤساء بلديات إسرائيليين في مدينة روما الإيطالية، وظهر في الصورة التذكارية صور رؤساء البلديات الباسمين المتوافقين المتحابين المتمردين على السياسيين!! يوم 6/3/2013 وهؤلاء المجتمعون للأسف الشديد من رؤساء بلديات فلسطين آثروا السفر المجاني والإقامة المدفوعة، وجمال الطبيعة في روما، على عذاباتهم وغربتهم  وضائقة بلدياتهم ومجالسهم المحلية!  فطوبى للمكرونة الإسبكيتي، وللمضيفات الجميلات!!