ما القصة؟ بقلم: محمد سلماوي

ما القصة؟  بقلم: محمد سلماوي
ما القصة؟ بقلم: محمد سلماوي

ما القصة؟

بقلم: محمد سلماوي

تحركات غريبة تجرى من حولنا على ساحة الأمن الداخلى للبلاد، فما قصة الإضرابات التى تقوم بها قوات الأمن فى أكثر من مكان؟ إن تلك الإضرابات لم نسمع بها من قبل، ويبدو للمراقب أن قيادات الداخلية لا تتصدى لها بأى شكل من الأشكال، إن أى جهة يقوم العاملون فيها بمثل هذا الإضراب تحاول التفاوض معهم للوصول إلى اتفاق ما ينهى الإضراب، لكنى مررت بالأمس أمام أحد أقسام البوليس فوجدت قوات الأمن واقفة على بابه، حاملة لافتات الاحتجاج كأنها على سلالم نقابة الصحفيين، وحين سألت عن المأمور قالوا إنه فى مكتبه داخل القسم!! ما هى قصة انسحاب الشرطة رسميا من بعض المواقع بهذا الشكل الذى يدعو للشك والريبة؟ إن الشرطة حين انسحبت فى الأيام الأولى للثورة كان ذلك وسط حالة الاضطراب العام والهجوم على السجون وأقسام الشرطة ولم تنسحب طواعية هكذا. ما قصة شركات الأمن الخاصة التى سيسمح لها باستخدام السلاح رغم أن الدستور - القديم والجديد - يحظر تكوين تنظيمات عسكرية أو شبه عسكرية؟ وما هى قصة الجماعة الإسلامية التى أعلنت رسميا أنها مستعدة لتولى حفظ الأمن فى المواقع التى تنسحب منها الداخلية؟ هل هذا مسموح؟ هل يمكن لأى جهة غير رسمية أن تحمل السلاح وتقبض على من تريد وتعتقل من تريد؟ ثم هل هى مصادفة أن يجرى الاستعداد للسماح بشركات الأمن المسلح الخاصة، فى الوقت الذى تعلن فيه الداخلية انسحابها من بعض المواقع بحجة إضراب أفرادها؟ إن مثال شركة «بلاك ووتر» الأمريكية فى العراق مازال حاضرا فى الأذهان بكل ما ارتكبته قواتها من أهوال. «بلاك ووتر» شركة أمن خاصة تأسست عام 1997 بولاية فيرجينيا واستخدمتها قوات الاحتلال الأمريكية فى العراق لحفظ الأمن بعد أن دمرت جهاز الشرطة والجيش العراقى تدميرا كاملا، ولأنها شركة خاصة غير تابعة للحكومة فإن الإدارة الأمريكية لا تعتبر مسؤولة عن أى فظائع ارتكبتها هذه القوات، وأى انتهاك للقوانين لا يمكن الرجوع فيه على الحكومة الأمريكية. وإذا كانت قوات «بلاك ووتر» قد تم جلبها من خارج العراق، فإنه ليس خافيا على أحد أن هناك تنظيمات فى مصر لديها ميليشيات سرية مسلحة يمكن أن تقوم بالمهام المطلوبة بعيداً عن المساءلة الحكومية، وقد رأينا مثل هذا بعد قيام الثورة، لكن السلطات كانت تغض الطرف عن ذلك وتكتفى بتسمية من يقومون بهذه الأعمال «الطرف الثالث»، فهل حان الوقت الآن، بعد وصول الإخوان إلى الحكم، لأن يفصح هذا الطرف عن وجهه ليقوم جهاراً نهاراً بالمهمة التى ظل يستعد لها طوال السنتين الماضيتين؟.. ربما، لكن سيكون غريبا حقا أن يتم ذلك بمعاونة من قيادات الداخلية!!