عباس يهنئ اولمرت و تبرئته تثير قلق ومخاوف نتنياهو وموفاز

عباس يهنئ اولمرت و تبرئته تثير قلق ومخاوف نتنياهو وموفاز
عباس يهنئ اولمرت و تبرئته تثير قلق ومخاوف نتنياهو وموفاز

 رام الله - مشرق نيوز

هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود اولمرت على البراءة من تهم الفساد والرشوة ، وقد جاء ذلك عبر مكالمة هاتفية بعد صدور قرار المحكمة المركزية الاسرائيلية في مدينة القدس.

يشار الى ان هذا الاتصال الذي لم يكن الوحيد حيث وصل اولمرت العديد من الاتصالات تهنئه بالبراءة دفع صحيفة "هأرتس" العبرية العودة الى المرحلة التي شغل فيها اولمرت رئيسا للحكومة الاسرائيلية، والمفاوضات التي جرت مع الجانب الفلسطيني واللقاءات التي جمعت أبو مازن مع اولمرت ، والدور الذي لعبته وزيرة الخارجية الامريكية انذاك كوندليزا رايس، حيث كان الطرفان قريبان من التوصل الى اتفاق نهائي ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي حسب موقع الصحيفة.

ولم يتطرق الموقع كثيرا لما دار بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس واولمرت عبر المكالمة الهاتفية أمس، الا بالتهنئة والتمني بحياة أفضل لاولمرت بعد هذا القرار من قبل الرئيس الفلسطيني، كذلك لم يذكر الموقع اسماء الشخصيات الاخرى التي اتصلت على اولمرت بالرغم من ذكره انها كانت بالمئات من الاتصالات الهاتفية.

من جهة اخرى طالب حاييم رامون القيادي في حزب كاديما بتشكيل لجنة تحقيق حول هوية الجهات التي اطاحت برئيس وزراء اسرائيل اولمرت ولاسباب سياسية كما قال.

الى ذلك ذكرت مصادر حزبية إسرائيلية مختلفة إن إحدى أولى تداعيات قرار المحكمة الإسرائيلية بتبرئة ساحة رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، هي القلق والمخاوف التي بدأت تساور كل من رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب كديما شاؤول موفاز، من التصريحات التي نقلها مقربون من أولمرت عن عزم الأخير العودة إلى الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل ، مما سيسمح له بالعودة إلى الحياة السياسية والعامة في إسرائيل.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الحلبة الحزبية والسياسية في إسرائيل  تساءلت أمس فقط عن دلالات قرار المحكمة، ومدى علاقته بقدرة أولمرت على العودة للساحة العامة. وأشارت في هذا السياق إلى أن أولمرت تلقى أمس كمّا هائلا من اتصالات أعضاء وناشطي حزب "كاديما" الذين طالبوه بالعودة إلى الحزب وقيادته من جديد.

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن موفاز كان من أوائل المتصلين بأولمرت إلا أنه يدرك أن تبرئة أولمرت من شأنها في حال عاد للحياة السياسية القضاء نهائيا على مسيرته كزعيم لحزب "كاديما"، خصوصا في ظل تضعضع مكانته وتراجع مكانة حزبه. واعتبرت الصحيفة نقلا عن ناشطين في "كاديما" أن عودة أولمرت هي وحدها الكفيلة بإعادة الروح للحزب وبالتالي جعله من جديد حزبا منافسا لليكود ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الليكود قوله: عودة أولمرت هي مصدر وجع رأس كبير لنتنياهو فقد تمتع نتنياهو لغاية الآن من كونه بدون منافس وبدون بديل، وهي قناعة سادت في صفوف الجمهور الإسرائيلي العام، لكن كل شيء قابل للتغيير الآن.

وفي هذا السياق لفت معلقون إلى أن "ما ينطبق في هذا المضمار على موفاز، يسري بدرجة أكبر على نتنياهو، الذي كان حتى قرار المحكمة أمس، السياسي الوحيد القادر على خوض الانتخابات لرئاسة الحكومة دون أن يواجه منافسا وخصما يعتد به، أما الآن ومع عودة أولمرت فإن نتنياهو يخشى من تبدل الحال كليا، لا سيما وأن تبرئة أولمرت ستزيد، كما بدأ منذ إعلانها أمس، من درجة التأييد الشعبي له، والسخط على النيابة العامة وفي مقدمتها المدعي العام موشيه لادور.  وقد يستغل أولمرت موجة التهاني له بالبراءة، والتأييد الشعبي والتعاطف مع من أبعد عن منصبه رئيسا للحكومة لمجرد نزوات عند مدعي عام طمح إلى اعتلاء سلم المجد على ظهر رجال السياسية".

و كرر الصحافي المخضرم، شمعون شيفر في مقالة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، ما كان أولمرت صرح به قبل شهور مع قناة "سي. إن إن" الأمريكية عندما اتهم جهات أمريكية بالوقوف وراء طالينسكي وتلفيق الملفات له، لإحباط اتفاق السلام الوشيك بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في العام 2008، لكن تقديم لائحة اتهام ضد أولمرت اضطرته إلى تقديم استقالته، وتقديم موعد الانتخابات في إسرائيل، وبالتالي تبخر أحلام السلام مع الجانب الفلسطيني.

وأشار شيفر في هذا السياق إلى أن أقوال أولمرت هذه تنطوي على دلالات خطيرة فهي توحي وتؤكد أن المال من الخارج الذي يصل إسرائيل مصبوغ بأهداف ومطامع سياسية، وبالتالي لا يمكن السكوت على هذا الفصل في ملف أولمرت، أو تبديد الشعور بأن رئيس حكومة في إسرائيل فقد منصبه، بسبب مؤامرة خارجية.

أما اولمرت نفسه فنقلت الصحيفة أن الرجل يتحرق للعودة للحياة السياسية العامة، وأنه لن يعود إلا من باب "كاديما" ورئيسا لها، وليس عبر أطر سياسية جديدة كالتي أعلن حاييم رامون عن تأسيسها، بل إنه من غير المستبعد أن يعود رامون عن حزبه الجديد في حال عاد أولمرت لقيادة دفة الحزب.