الانتفاضة الثالثة. دعوها فإنها مأمورة / بقلم م.أحمد أبو العمرين

الانتفاضة الثالثة. دعوها فإنها مأمورة / بقلم م.أحمد أبو العمرين
الانتفاضة الثالثة. دعوها فإنها مأمورة / بقلم م.أحمد أبو العمرين

الانتفاضة الثالثة. دعوها فإنها مأمورة / بقلم م.أحمد أبو العمرين

تتعالى وتتضافر المطالبات الشعبية والجماهيرية والفصائلية بإطلاق "الانتفاضة الثالثة"، وفي ذلك تعبير عما يدور في الضمير الجمعي الفلسطيني والذهنية الوطنية، ورغم توفر كل مقوّمات الانفجار نتيجة سياسات الاحتلال القمعية ووصول الملفات السياسة لطريقٍ مسدود وانعدام أي افق لتحريك القضية الفلسطينية الراكدة منذ سنين طويلة، إلا أنه يصعب وضع سيناريو قطعي بمآلات الأحداث الراهنة التي تعم الضفة الغربية.

لكن هذه المطالب الـ "السطحية" تغفل عن طبيعة مجرى الأحداث تاريخياً وطريقة تفجُّر الأحداث الهامة كالثورات والانتفاضات الجماهيرية. فمثل هذه الأحداث التاريخية تندلع بشكل عفوي عندما تنضج ظروفها دون أن يتوقعها أحد، وهذا ما تثبته كل التجارب السابقة: وتذكروا هل كان يتوقع منا أحد اندلاع انتفاضة الحجارة 1987 أو الأقصى 2000 او أيٍّ من الثورات العربية 2011 ؟؟

إن اندلاع الثورات لا يتم بمجرد الدعوات الإعلامية، وأدعو هنا الجميع ألا يرهقوا أنفسهم بالدعوة للانتفاضة أو الثورة، وألا يرفعوا سقف التوقعات بأهالي الضفة لئلا يتسبب ذلك في إحباطنا وسوء ظننا بالجماهير وصدمتنا عندما تمر الشهور والسنين دون أن تندلع هذه الانتفاضة المنشودة، ولكن "دعوها فإنها مأمورة " تسير بظروفها وأحوالها المقدّرة لها، وتكون في وقتها المناسب الذي يختاره الله لنا كما صنع بنا من قبل في انتفاضاتنا السابقة، التي لا يمكن أن يدّعي أحد أنه كان هناك موعدٌ أفضل لاندلاعها، إنها لحظات تاريخية فاصلة لا يستطيع أياً منا –جماعات أو أفراد- صناعتها أو التنبؤ بحدوثها.

فرفقاً بأنفسكم .. ورفقاً بأهلكم في الضفة .. وصدقوني: "دعوها فإنها مأمورة".