مباراة برشلونة.. موقف وطني وعزة يحسب للرجوب

مباراة برشلونة.. موقف وطني وعزة يحسب للرجوب
مباراة برشلونة.. موقف وطني وعزة يحسب للرجوب

مباراة برشلونة.. موقف وطني وعزة يحسب للرجوب

مباراة برشلونة.. موقف يحسب للرجوب لأحمد المشهراوي:

 

انتظر الجميع بشوق وتلهف.. وبنوايا مختلفة، انتظروا جميعاً وفرادى، الرد الذي سيقدمه اللواء جبريل الرجوب للضيف الذي قطع آلاف الأميال من إسبانيا.. تلك البلاد التي كانت تمثل عزة العرب والمسلمين.. موقف لا يحسد عليه ولا يعرفه إلا من كان في موقف الرجوب الذي يقف على رأس دفة الرياضة في الوطن، حقاً موقف ليس بالصعب، فسندرو روسيل الذي يقف على رأس أكبر نادٍ في العالم برشلونة، ليس بالإنسان العادي الذي من السهل أن ترد عليه بالرفض، وبرشلونة التي أرادت أن تنفصل بكيان مستقل بعد الانجازات التي حققتها على مستوى كرة القدم، ويعشقها الملايين من ديانات وألوان وألسن مختلفة يسعى الجميع لكسب رضاها.

لم ابتغ من هذا المقال أن أتزلف للسيد الرجوب ولا أن أحقق مصلحة مادية، فالرجل لا تربطني به الكثير من العلاقات، رغم مناصبه المغرية، لأنني – بصراحة- أجد معيقات في الوصول إليه والحديث معه، ولا أسعى لأي طلب، سوى أنني كإعلامي ومن قبلها مواطن فلسطيني، كنت واحداً من أولئك الذين انتظروا رده..


الموقف ليس بالسهل، فهزة رأس من السيد الرجوب أمام رئيس دولة برشلونة الكتالوني، كانت ستفتح الدنيا أمامه، وستدر الأموال، وستفتح مطارات العالم له، وسيوضع في صدور المجالس، وسيحقق مكاسب على المستوى الشخصي ومستوى المؤسسات التي يقودها من اتحاد كرة القدم، ولجنة أولمبية، ومجلس أعلى للشباب والرياضة.. غير أن الرجل الذي تعلم في مدرسة النضال خلف أسوار السجون، ونالت منه معتقلات الاحتلال، لم يكن بالخبء أو تحيطه السذاجة لتمر عليه خطوة رسمها بدقة منفذ مذبحة قانا، شمعون بيريس، الذي يتخفى خلف مؤسسة يدعي من وراءها السلام.

لقد أردك الرجوب خطورة الموقف رغم صعوبة الأمر، وحجم المغريات، وتبعات الرفض، ولم يرد أن يسجل على نفسه موقفاً يبقى على مر الأجيال، وخرج بحكمة وفطنة وبإجابات مقنعة بعيدة عن التشدد المفرط، أو الميوعة الضبابية، موقف نقله لمئات عدسات المصورين وأقلام الصحفيين بثقة اللاعب الوطني الذي أخذ موقعه في صفوف الفريق الوطني ليدافع عن مرماه، موقف نقل من خلاله الكرة إلى ملعب الاحتلال الذي حاول أن يتذاكى عبر أكبر مؤسسة كروية في العالم، تزيد ميزانيات لاعبيها عن دول بل ربما قارات بأكملها.. رد بثقة بالقول:  إن الفكرة جيدة، لكن الموانع تكمن لدى الطرف الأخر، الذي عليه أن يزيل المستوطنات، ويملكنا الكيان المستقل. لقد أراد الطرف الأخر أن يضع قادة رياضتنا بموقف محرج لأنه ربما يدرك الرد بالرفض، ويسجل علينا بأننا لا نسعى للسلام، فكان الرد بنفس الطريقة والحجم،  يحمل التحدي، بأنه عليكم إزالة مستوطناتكم

وتمكيننا من التحرك لنصل إلى ملاعبنا، وهو أقل القليل. إن موقف الرجوب الوطني، يحمل العزة والفخار لكرتنا التي لا زالت مكبلة، وتثبت أن قادة الرياضة، هم قادة السياسة، الذين تمرسوا في مواقع المقاومة، ولا تنطلي عليه مثل هذه الألاعيب.. إن موقف بيريس وقادة الكيان لن يتوقف عند هذه المحاولة، وستظل محاولاتهم ورمي شباكهم للاصطياد، لكن مكرهم سيردعليهم.. أخيراً " ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.