امي ومنصور ويوم الحشر والصابرون...اين نحن ؟

امي ومنصور ويوم الحشر والصابرون...اين نحن ؟
امي ومنصور ويوم الحشر والصابرون...اين نحن ؟

امي ومنصور ويوم الحشر والصابرون...اين نحن ؟

بقلم : علاء المشهراوي

لمحته ساهما يستمتع باشعه شمس شباط المتسلله من بين الغيمات اللواتي تجمعن في سماء حديقه الجندي المجهول وسط غزة ، كان يجلس على مقعد اسمنتي ، تحت شجره مورقه تكللها زهور الشتاء قبالة نافورة المياه ، القى بعكازيه المعدنيين بجواره ، كنت في عجلة من امري ، اسارع الخطى تحت وطاة واجبات العمل وثقل المهام التي لا ولن تنتهي حتى لو انتهى بنا الاجل ، رمقته بنظره اكثر عمقا ، قابلني بابتسامه اكثر سحرا رسمها بوجل على محياه الوسيم ،  كانت الابتسامه بالنسبه لي تعني الكثير ... استوقفتني !!! .

 نسيت كل شيء رجعت بخطى وئيده بعد ان تجاوزته ، القيت عليه التحيه ، رد التحيه بصوت عذب، ولكنه لاحظ نظراتي المركزه نحوه ، صافحته على عجل ، عرفته بنفسي ، اخبرته على الفور ان ابتسامته شدتني اليه وان اعاقته بل اصابته هي وسام شرف من الله يختبر فيه صبره ورضاه بقضاء الله وسيكون له الثواب العظيم يوم القيامه مذكرا اياه بقوله تعالى : انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ، وذلك يوم الحشر العظيم حيث يكون الموقف عصيبا والامر شديد والحاله رهيبة ، الا انه ينادى على اهل البلاء ان ادخلو الجنه بما صبرتم من غير ميزان ولا حساب فيتمنى الاصحاء عندئذ انهم لو قرضوا بالدنيا بمقاريض من حديد لما لقاه الصابرون من ثواب جزيل وفوز عظيم .

كان الشاب اليافع منصور القرم يتابع انفعالي ببسمه ساحره تزداد روعه كلما ازدت حديثا ومواساة له ، اخبرني بكل هدوء انه انسان مجاهد اصيب في العام 2011 شرق الشجاعيه بصاروخ طائرة استطلاع مجرمه افقدته ساقه اليمنى وانه يتقبل قدر الله ويقبل ابتلاءه وانه يتسلح بالصبر ليتابع حياته من اجل الفلاح باخرته .


اخبرته ان امرا اخر شدني اليه ، انه يتشابه مع والدتي المبتورة الساق اليمنى ، يا الهي ، يا لقدر الله غدا الاثنين 18 شباط 2013 ايضا الذكرى الثالثه لبتر تلك الساق الغاليه على قلبي وروحي ، تلك الساق التي تشرفت كثيرا بتقبيلها فالجنه تكمن تحتها كما قال حبيب الله صلى الله عليه وسلم – الجنه تحت اقدام الامهات – احسست بدفء يسري في نفسه يواسيه ، سارعت بالاتصال عبر هاتفي الجوال بامي الحبيبه اخبرتها بحال صاحبي سارعت بالحديث معه ، كم كنت سعيدا وانا ارقب ابتسامته الرائعه التي تزداد وسامه على وجهه الجميل .

بعد تلك اللحظات المريحه لقلبي انتابتني حاله من النشوة احسست بانني اديت واجبي تجاه هذا البطل الصابر ، لم انسى ان اتبادل معه رقم هاتف الجوال وان اطلب من احد الشبان التقاط صورة اتشرف بها معه راجيا منه كما ارجو من امي الحبيبه ان يدعو لي بات يجمعني واياهم مع الصابرين المحتسبين .... امين يا رب العالمين