آيدكس 11/2013 بقلم : ناصر الظاهري

آيدكس 11/2013  بقلم : ناصر الظاهري
آيدكس 11/2013 بقلم : ناصر الظاهري

 آيدكس 11/2013

بقلم : ناصر الظاهري

يعد معرض آيدكس الذي أصبح عنواناً جميلاً للإمارات، وحدثاً تقليدياً تستضيفه العاصمة أبوظبي كل سنتين، من أهم المعارض التي تستقطب أرباب صناعة التسليح وإمداد الجيوش، بحيث أصبح مدرجاً على خرائط المعارض المتميزة في العالم، وهذا تطلب جهداً في بدايته غير عادي، ودعماً غير مسبوق، ورهاناً على النجاح كان وراءه سمو الشيخ محمد بن زايد، وطموحه للغايات الكبار، وصبره على الأشياء، ومعرفته بالنجاح وإدراكه.

واليوم.. قادرون نحن في الإمارات على أن نمنح هذه التظاهرة الدولية بعدها الإعلامي والترويجي والسياحي، مثلما قدرنا أن نواكبها في السنوات الأخيرة بالأبحاث والدراسات المتعلقة بنشاطاتها ومجالاتها المتخصصة، وهو نوع من الإطار الثقافي والفكري يصب في نجاح وتميز معرض آيدكس عن المعارض العالمية الأخرى.

آيدكس، هو شبيه بالعرس الذي تفرح به العاصمة كل سنتين، وهو ملتقى للإبداع، وعندما نصفه بالعرس، فلأننا نفهم المعرض برعايته وحضوره ومكوناته وضيوفه والمشاركين فيه بما هو أكبر من سوق سلاح، إنه ملتقى للإبداع العسكري، والحوار السياسي، وللوقوف على ما يقدمه عدد من كبريات الشركات والمؤسسات العالمية، وما تتطلبه حاجتنا وحاجة المنطقة من وسائل دفاعية، كما أننا نفهم آيدكس كرسالة من الإمارات إلى العالم، بأننا نحب السلام، ونسعى إليه، ونحرص على توفير مقوماته، ومنها: العامل الدفاعي، ورسالة يشاركنا في صنعها العديد من الأصدقاء والأشقاء، فيأتون بلادنا ليلمسوا حجم التقدم والازدهار في ربوعها، ولنخوض معاً حوار الثقافات والمساهمات في النهوض الإنساني والنهوض الحضاري، قبل رفع السلاح أو التهديد به شأن غير المتعقلين، ولا الحكماء، والساعين نحو وهم السيطرة والتوسع على حساب خرائط جيرانهم الجغرافية.

وفي المناسبة من الفرص ما يساهم في تمكين المنطقة من أداء دورها ورسالتها في التوازن الإقليمي، واستقطاب نوع مميز من رؤوس الأموال، واتجاهات الاستثمار الحديثة، فالمؤسسات العسكرية والشركات الكبرى لم تعد محصورة في دورها العسكري، بل امتد دورها ليشمل الاستثمار وبناء العلاقات الدولية وإقامة المشروعات، والمساهمة في البحث العلمي من أجل خدمة الإنسان.

الكثير من الاختراعات العسكرية أخذت الآن بعداً عالمياً، وخرجت من سريتها لتخدم الحضارة الإنسانية مثل الإنترنت وغيرها.. لنشارك آيدكس أفراحه ونجاحه المتوقع بأكثر من الأرقام الخاصة بالعقود والاتفاقيات، وبما يستحقه هذا المعرض من تقدير بعدما شب عن الطوق، وترعرع في ربوع الإمارات، كأكبر تظاهرة في التصنيع العسكري، وملتقى يدعم سبل السلام ألف مرة قبل أن يشهر السلاح مرة واحدة.