لقاء الرئيس مع نتنياهو و الافراج عن الاسرى القدامى ..د. سفيان ابو زايدة

لقاء الرئيس مع نتنياهو و الافراج عن الاسرى القدامى ..د. سفيان ابو زايدة
لقاء الرئيس مع نتنياهو و الافراج عن الاسرى القدامى ..د. سفيان ابو زايدة

 

لقاء الرئيس مع نتنياهو و الافراج عن الاسرى القدامى ..د. سفيان ابو زايدة

وفقا لما تتناقله بعض الصحف الاسرائيلية فان الاتصالات متواصلة بين صائب عريقات و اسحق مولخو مبعوث نتنياهو الخاص لمحاولة ترتيب لقاء بين نتنياهو و الرئيس عباس، وان نتنياهو قد وافق  على اطلاق سراح خمسة و عشرين اسيرا من الاسرى القدامى وسيطلق سراح ما تبقى من اسرى ما قبل اوسلو حتى نهاية هذا العام.

اذا كان الامر كذلك، ولو كنت مكان الرئيس عباس لما ترددت لحظه في اجراء هذا اللقاء و لقاءات اخرى اذا كان الثمن هو اطلاق سراح الاسرى الذين امضوا اكثر من عشرين عاما في السجون الاسرائيلية.

اقول ذلك و انا على قناعة مطلقة بان عملية السلام التي بدأت في اوسلو قبل حوالي عقدين من الزمان لم تُبق  اسرائيل منها سوى الفتات، و ان المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، خاصة في ظل عهد نتنياهو و سيطرة اليمين لو استمرت قرن آخر من الزمان لن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم و لن تكون لهم دوله كنتيجة لهذه المفاوضات.

نتنياهو لا يؤمن بدولة فلسطينية في حدود 67 ، هو لا يؤمن حتى بدولة فلسطينية في حدود الجدار، و الممارسات الاستيطانية على الارض  تشير الى ان اليمين الاسرائيلي يسير باتجاه التخلص مما تبقى من مخرجات اوسلو.

نتنياهو يريد هذه اللقاءات فقط للايحاء للرأي العام الاسرائيلي و للمجتمع الدولي بان عملية السلام ما زالت تنبض و ان المحاولات للتوصل الى اتفاق ما زالت متواصلة و لا داعي الى اي تدخل او ضغط دولي.

الرأي العام الفلسطيني و المزاج الشعبي هو ضد هذه اللقاءات التي اصبحت بلا معنى  ليس فقط بلا فائدة، و من تظاهر في رام الله و امام المقاطعه عكس بشكل كبير هذا المزاج، و اي لقاء مع الاسرائيليين بغض النظر عن طبيعته و مستواه او مكان انعقاده هو امر غير محبوب و غير شعبي ان لم يكن مستنكرا و منبوذا، خاصة اذا كان بدون نتائج فورية.

لكن، اذا كان ثمن هذا اللقاء الذي يريده نتنياهو هو اطلاق سراح معتقلين امضوا زهرة شبابهم في السجون الاسرائيلية، ليس فقط من الحكمة ، بل من الواجب ان يتم حتى و ان كان يتناقض مع المزاج الشعبي.

القائد يستمع الى رأي الشعب، يراعي ذلك، و لكنه في النهاية يتخذ القرار الذي يعتقد انه في مصلحة الشعب. هناك شواهد كثيرة في التاريخ على قرارات اتخذها القادة رغم عدم رضى او معارضة شعوبها و اتضح فيما بعد انها كانت على صواب.

بن غوريون لمن لا يعرف ، عندما طرحت الامم المتحدة قرار التقسيم عارضته الغالبية العظمى من القيادات الصهيونية والسبب الرئيس للمعارضة ان القدس كانت خارج نطاق الدولة اليهودية.

قالوا له ان الشعب لن يقبل ذلك و ان الشعب يعارض ذلك و ان الشعب لا يريد ذلك، قال لهم بن غوريون جملة شهيرة يتعلمونها الان في كليات الحكم و السياسة " انا لا اعرف ماذا يريد الشعب و لكني اعرف ما الذي يخدم مصلحة الشعب".

 

ضغط بن غوريون على المعارضين من قيادة الحركة الصهيونية و اجبرهم على قبول القرار الذي رفضه العرب ليتضح فيما بعد انه كان على صواب و قراره كان في مصلحة الشعب اليهودي.

اذا كان ثمن اللقاء هو اطلاق سراح كريم يونس ابن بلدة عاره في المثلث الذي امضى في سجون الاحتلال اكثر من ثلاثين عاما لانه اختطف جندي اسرائيلي في عام 1980 هو و ابن عمه ماهر من اجل اطلاق سراح اسرى فلسطينيين، ان من واجبنا الاخلاقي ان نبذل كل جهد ممكن من اجل اطلاق سراحه.

معظم الاسرى القدامى الذين ربما سيكونون ثمن هذا اللقاء عمرهم الاعتقالي اكبر من العمر الزمني  لشبابنا الفلسطيني الذي تظاهر في المنارة وامام المقاطعة و الذي انحني احتراما و تقديرا لهم لاسماعهم هذا الصوت الوطني بعيدا عن بعض شعارات التخوين و الاساءة المرفوضة و التي سمعت هنا و هناك.

اللقاءات مع الاسرائيليين بلا هدف و بلا نتيجة مرفوضه و يجب ان يتم انتقادها و بشكل علني. لقاء الرئيس عباس مع نتنياهو اذا كان ثمنه الافراج عن المعتقلين القدامى هو من وجهة نظري واجب وطني التهرب منه هو اقل ما يكون سلوك غير مسؤول. اما اذا كان فقط استجابة للضفط الدولي، بلا ثمن و بلا نتيجة، هدفه اشغال الفراغ السياسي فهو مرفوض و يجب ان لا يتم.

szaida212@yahoo.com