شجاعة الطيب وتقية نجاد ... بقلم محمد يوسف

شجاعة الطيب وتقية نجاد ... بقلم محمد يوسف
شجاعة الطيب وتقية نجاد ... بقلم محمد يوسف

شجاعة الطيب وتقية نجاد

بقلم محمد يوسف

هذا الأزهر الشريف يتكلم ، وعلى الجميع الإنصات له ، تماماً كما أنصت الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ، فالعلم هنا ، والحقيقة هنا ، والتاريخ هنا ، والإمام الشيخ أحمد الطيب أيضاً هنا .
منارة العلم ، وحصن الإسلام الحامي للسنة النبوية المطهرة ، والمدافع عن الحق ، الرافض للظلم ، المتصدي للزيف ، والمتسامح مع فكر الغير والقصد الذي لا تحركه أطماع شريرة أو نوايا خبيثة ، هذا الرمز الراسخ في قلب أرض الكنانة غير قابل للميلان ، لا تأخذه أهواء البشر شرقاً أو غرباً ، ولا تقيده مجاملات الدبلوماسية وبروتوكولات أهل السياسة .
لله درك يا أبن الطيب ، ليتني أراك لأقبل رأسك ، نيابة عن كل الذين أشفيت غليلهم ،   وأوصلت بأسمهم رسالة إلى نظام الملالي في طهران , وهي رسالة تلخص لهم مبادئ الشقاق التي بنوا عليها حكمهم منذ 1979 ، وهي تتعارض مع ركائز ديننا ومعتقدنا الذي توافق عليه أتباع سيد البشر المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، فهذا الرئيس ، رئيس جمهورية إيران الإسلامية ، وهى الدولة ذات القومية الضيقة ، والمتكبرة بتاريخ غابر ، والمتلحفة بمذهب توسعي ، يقول إنه لا يفهم ولا يعرف عن الإختلافات الدينية ، إنه يمارس "التقية" علناً ، ويجافي الحقيقة ، ويحيلنا إلى علماء النجف ، وتجنب "قم" ومن فيها ، وكأن القاصي والداني لا يعلمون إن مرجعيتهم أصبحت هناك وليست بأرض العراق ، ولا يخجل من القول بأنه جاء إلى الأزهر للحديث عن الوحدة الإسلامية ، وقد ردها إليه شيخنا الطيب وذكره بمعوقات إنطلاق مسيرة التفاهم بين إيران من جانب ومصر ومعها الدول العربية والإسلامية من جانب آخر ، فأي وحدة إسلامية مع دولة تتدخل في شؤون دول الخليج العربي ولا تحترم شؤون الدول العربية وخصوصاً البحرين ، وأي وحدة مع دولة تسلب أهل السنة والجماعة من مواطنيها كان أحمدي نجاد ونظامه يأملان في إختراق الأمة من قلبها ، ولكن القلب النابض يأبى إلا أن يضخ دماً جديداً ينعش كل جسم الأمة ، فهذه القاهرة التي لا تشيخ ولا تكبر وإن عانت من الأمراض حيناً ، وقد خاب ذلك الذي أراد أن يستغل الظروف ، وأن يلعب على التناقضات ، فقد أعادته مصر إلى مكانه الصحيح ، مصر الإسلامية العربية بأزهرها وشيخها ، وشعبها الذي أسمع نجاد ما لا يحب أو يتمنى ، فخرج غاضباً وهو الذي كان يظن أنه سيستفز الجميع ، ومعه أيضاً تلك الجماعة التي ما زالت تتعلم في مدرسة إدارة الدول والجلوس على كراسي السلطة ، والذين يبدو أن الحيلة قد أعيتهم ، ولهذا إستخدموا ورقة إيران بأسلوب "الابتزاز السياسي" ، فانقلب السحر على الساحر ، وفقدت زيارة نجاد بريقها مع نداءات اللإحتجاج بين أبناء مصر الذين تواجدوا خلال جولته على "مساجد آل البيت" .
وأقول للإخوان ، من كان منهم في السلطة ومن كان خارجها ، إن مجلس الشورى الإيراني ، وهو البرلمان ، قرر في نفس يوم "غزوة" نجاد الفاشلة للقاهرة إرسال وفد من أعضائه في جولة تفقدية لجزر دولة الإمارات الثلاث المحتلة ، أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى ، وهي خطوة إستفزازية للأمة كلها وليس للإمارات فقط ، وفي نفس الوقت تعكس الطريقة التي يدير بها نظام الملالي في طهران الأمور ، وكيف يفكر ، وعلى أي تناقضات يلعب ، وللأسف الشديد ، فإن بعضنا ما زال يعتقد بأن اللعب مع إيران وعقد التحالفات السرية سيوفر له صديقاً داعماً في المستقبل ، ويمنحه في الحاضر خيوطاً يستطيع أن يحركها كما يشاء لتحقيق مآربه وخططه الحزبية !! 
محمد يوسف