تحرش سياسي! كاتب المقال: د. وحيد عبدالمجيد

تحرش سياسي!  كاتب المقال: د. وحيد عبدالمجيد
تحرش سياسي! كاتب المقال: د. وحيد عبدالمجيد

 تحرش سياسي!

كاتب المقال: د. وحيد عبدالمجيد

 

ليس تحرشا جنسيا ذلك الذي حدث لفتيات وسيدات مساء يوم الذكري الثانية للثورة والأيام التالية له‏.‏ إنه تحرش سياسي يهدف إلي إرهاب النساء وتفزيعهن حتي لا يشاركن في أي عمل عام‏,‏ وليس فقط في المظاهرات والمسيرات وغيرها من الفعاليات الثورية‏.‏ كما أن هذه ليست المرة الأولي التي يحدث فيها تحرش سياسي يأخذ شكلا جنسيا. فقد بدأ بعيد تخلي حسني مبارك عن السلطة وإحالتها إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة. وكانت كشوف العذرية في مارس2011 هي الخطوة الأولي في اتجاه اللجوء إلي استخدام التحرش الجنسي أداة للقمع والقهر. وتنطوي هذه الأداة الوحشية علي نظرة مسكونة بركام هائل من التخلف, لأن أصحابها لا يستوعبون وجود المرأة في الشارع. كما تعبر عن خوف هائل من دور المرأة في النضال الوطني الديمقراطي. فقد ساهم هذا الدور في تحرير شعوب كثيرة من الاستبداد والقهر والظلم والاستغلال. ولذلك فإذا أردت أن تعرف من يقف وراء التحرش السياسي بالمرأة بهذه الطريقة الإجرامية, فلتبحث عن المستفيد من ترويعها لكي تنسحب وتتوقف عن ممارسة هذا الدور لإضعاف الحركة الوطنية الديمقراطية التي تتشبث بتحقيق أهداف الثورة. ولذلك ينبغي أن تستمر الاحتجاجات ضد هذا التحرش; والتي بدأت بمسيرة امس الأول الي التحرير. فلا تكفي البيانات والتنفيس عن الغضب في برامج تليفزيونية لا تفيد بل قد تضر لأنها قد تحقق- دون قصد بالطبع الهدف من وراء هذا التحرش. فتعميم المعرفة به علي أوسع نطاق هو أقصر طريق لتحقيق غرضه. ولنذكر ما حدث في مواجهة تعرية امرأة خلال أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر.2011 فقد تم تنظيم مسيرة نسائية كبيرة وملهمة في10 ديسمبر انطلقت من أمام نقابة الصحفيين إلي ميدان التحرير بمشاركة عدد من السياسيين والمثقفين. كما كانت جمعة رد الاعتبار في13 ديسمبر اسما علي مسمي. غير أن ما نحتاجه الآن ليس مجرد رد اعتبار بل تأكيد علي حضور المرأة في قلب النضال الوطني الديمقراطي ومقاومة المحاولات المتواصلة لجعلها ضحية الثورة التي ساهمت بدور رائع فيها.