وجاءت ثورة الشام بالحق / بقلم د.عصام شاور

وجاءت ثورة الشام بالحق / بقلم د.عصام شاور
وجاءت ثورة الشام بالحق / بقلم د.عصام شاور

وجاءت ثورة الشام بالحق ... بقلم د.عصام شاور 

ستنجح الثورة في سوريا وسيسقط نظام بشار الأسد، إن شاء الله، ولكن سوريا مثل غيرها ستدخل مرحلة التجاذبات السياسية قبل أن يستقر الحكم فيها، ونعتقد أن تتشكل فيها حكومات ائتلافية إسلامية ووطنية، وربما علمانية، وسوف يخرج علينا حزب التحرير ليعلن اختطاف الثورة السورية من قبل أمريكا أو أي " لص" آخر.
أصدر حزب التحرير فيلمًا قصيرًا بعنوان: "وجاءت ثورة الشام بالحق"، عرض فيه بعض الصور للطغاة الهالكين وأخرى لقيادات عربية جاءت من رحم الثورة، وأكد حزب التحرير في ذلك الفيلم أن الثورة السورية هي ثورة الحق، أما المصرية والليبية والتونسية واليمنية فقد انحرفت وسرقت، وغير ذلك من الأوصاف التي تنزع عنها صفة الشرعية.
من ضمن ما جاء في الفيلم شعارات لثوار سوريا مثل: "هي لله هي لله"، وبعض الشعارات التي طالما رددتها جماعة الإخوان المسلمين والحكومة في غزة، وأيضًا تضمن بعض المشاهد المؤلمة لجرحى سوريين يعالجون في المشافي، وصرخات لمواطنين تظهر ألمهم وصبرهم وثباتهم، كل ذلك وأكثر شاهدناه في غزة في معركة الفرقان التي سماها العدو "رصاص مصبوب"، ولم يحاول حزب التحرير توثيق معاناة الشعب الفلسطيني ولا ثورته ضد الاحتلال (الإسرائيلي)، ولم يقف حزب التحرير مع أهلنا في القطاع كما وقف مع إخواننا في سوريا، ولهذا نسأل قيادة حزب التحرير: لماذا تبكون على ضحايا النظام الأسدي وما بكيتم يومًا ضحايا الاحتلال (الإسرائيلي)؟!
نحن نثمن وقوف حزب التحرير الإعلامي إلى جانب الثورة السورية، ولكننا نستهجن طعنهم للثورة في مصر وغيرها من الدول العربية، وكأني بهم يتبنون شعار: "الثورة السورية على حق ما لم تنتصر", على عكس موقفهم من الثورة الفلسطينية؛ فهي من وجهة نظر حزب التحرير على باطل، حتى قبل أن تتنصر.
نختم بالتعليق على عنوان جاء في موقع حزب التحرير الرسمي: "ثورة الشام تحتضن حزب التحرير"، مستدلين برفع الثوار لراية النبي (صلى الله عليه وسلمومطالبتهم بإقامة دولة إسلامية، ونحن نذكر حزب التحرير أن راية الرسول ليست حكرًا على حزب التحرير، وإقامة الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة هدف جميع الأحزاب الإسلامية، ولو أن ثوار سوريا تبنوا مبادئ حزب التحرير لتركوا سلاحهم وانتهت الثورة، ولذلك نتمنى على شباب حزب التحرير أن يحتضنوا الثورة والمقاومة بدلًا من انتظار من يحتضن أفكارهم وحزبهم

 

--