كارني : الثورات مثل مباريات كرة القدم يفترض أن تلعب قبل معرفة نتائجها

كارني : الثورات مثل مباريات كرة القدم يفترض أن تلعب قبل معرفة نتائجها
كارني : الثورات مثل مباريات كرة القدم يفترض أن تلعب قبل معرفة نتائجها

الثورات مثل مباريات كرة القدم يفترض أن تلعب قبل معرفة نتائجها

بواشنطن / المشرق نيوز

قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في معرض حديثه عن مصر مؤخراً: "من الواضح، أن هذا لا يشكل حلاً دائماً". فقانون الطوارئ فرض في ثلاث مدن مصرية، وهي السويس والإسماعيلية، والمدينة الأهم، بورسعيد، حيث لاقى عشرات الأشخاص حتفهم أخيراً، فيما كان المصريون يتعلمون أن من الأمور الكثيرة التي لم تكتشف حكومتهم الجديدة كيفية التعامل معها بعد، العنف الذي تسببه كرة القدم.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أيضاً بحسب وكالة "أسوشييتد برس"، إن أميركا "كانت تراقب تطور الأوضاع طبعاً". وكان واضحاً بالقدر نفسه أن هذا ليس المكان الذي أملت الإدارة الأميركية، أو معظم دول العالم، أن تكون مصر قد وصلت إليه الآن. منذ سنتين، كان المحتجون في القاهرة يزدرون بحظر التجول، أما الآن، فإن شوارع بورسعيد هي التي امتلأت بالناس بعد حلول الظلام .

ومنذ فترة قصيرة، ظهر الرئيس المصري محمد مرسي على شاشة التلفزيون ليتحدث عن أعداء الثورة، وكتب بيتر هسلر مقالة عن مرسي إلى مجلة "نيويوركر" قبلها. ومنذ ذلك الحين، فإن علاقة مرسي بأميركا ازدادت تعقيداً ليس إلا، بسبب أفلام الفيديو العائدة لعام 2010 التي طفت على السطح، والتي يمكن أن يشاهد خلالها مرسي وهو يدلي بملاحظات وصفت بأنها معادية للسامية، ثم الآن، بكل وضوح، بسبب أزمة بورسعيد.

ويمكن أن يتساءل المرء كم كانت العلاقة أقل تعقيداً بالفعل عندما وجدت أميركا نفسها بشكل غير متوقع مع نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، مع كل أمراضه السلالية. لكن ترك الأمور عند هذا الحد الآن يتجاوز حدود السهولة قليلاً: فقانون الطوارئ لمصر لا يعود لمصر وحدها، وبعض الوضوح الكلامي من إدارة أوباما سيكون مساعداً بحد ذاته.

وهذا الأمر لم يكن مطابقاً لما كان لدينا. فقد قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيراً على برنامج "60 دقيقة" عندما سأله المحاور ستيف كروفت عن مصر: "تعلم أنه عندما يتعلق الأمر بمصر، أعتقد انه لولا القيادة التي أظهرناها، كان بالإمكان أن ترى نتيجة مختلفة هناك"، مضيفاً: "مع الإدراك أيضاً أننا لا نقدم خدمة لأحد باندفاعنا نحو وضع أو قرار من دون النظر بكل التبعات الممكنة، بمعنى عندما نأخذ الأمور من دون التفكير بشكل عميق في النتائج المترتبة عليها".

وأخيراً، تداعت بورسعيد بعد أن أدين 21 من مشجعي كرة القدم العنيفين المعروفين باسم "التراس المصراوي" بالبدء بمشاجرة مع "التراس الأهلي" من القاهرة، مما أدى إلى مقتل 74 شخصاً وجرح الألوف من الأشخاص. واندلع الشغب في 1 فبراير 2012، مما يعني أن الإدانة تصادف الذكرى السنوية للانتفاضة. والرجال من بورسعيد حكم عليهم بالإعدام على وجه السرعة بحسب صحيفة "تايمز" التي تقول:

كان الناس ينتظرون الحكم بتخوف شديد، لأن أي حكم كان يخاطر بإغضاب الـ "ألتراس" في كل من بورسعيد أو القاهرة. وللتحذير من غضبهم الشديد إذا ما تمت تبرئة المتهمين من بورسعيد، فقد نظم "التراس الأهلي" في القاهرة احتجاجات صاخبة عدة أخيراً تحسباً لهذا الحكم، مغلقين الجسور وخطوط المترو بشكل مؤقت، ومهددين أوضاع البورصة المصرية.

ومضت المحكمة مع القاهرة. والمدينتان كانتا في حالة من الغضب. وكل ما فعلته المحكمة على ما يبدو كان إيضاح أن العدالة والقانون لم يتماشيا بعد في مصر، فلا أحد من نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بما في ذلك مبارك نفسه، حصل على حكم بالإعدام مثل هذا.

فما الذي يحسب كحالة طوارئ في مصر الآن؟ وإحدى الشكاوى العادلة والعظيمة للمحتجين في ميدان التحرير هي أن البلاد كانت تحت قانون الطوارئ لأكثر من ثلاثين عاماً. ولقد استغرق رفع حالة الطوارئ أكثر من سنة إثر سقوط مبارك. لكن حتى لو تم فرض حالة الطوارئ الآن في منطقة واحدة بدلاً من البلاد بأسرها، فإن مصر في موقف غريب، لأنه ما يمكن أن يحسب على أنه عام انتقالي فوضوي، كان في الواقع قد شمل الأشهر الوحيدة التي عاشتها البلاد دون حالة طوارئ في غضون جيل بكامله.

ربما الأمر الوحيد الواضح الآن هو أن الثورات، مثل ألعاب كرة القدم، يفترض أن تلعب إلى النهاية قبل معرفة كيف ستنتهي.