الغاء نائب الفاعل ... بقلم : عبداللطيف الزبيدي

الغاء نائب الفاعل ... بقلم : عبداللطيف الزبيدي
الغاء نائب الفاعل ... بقلم : عبداللطيف الزبيدي

الغاء نائب الفاعل

بقلم : عبداللطيف الزبيدي

أخطر الأخطار هو ألا يحس الإنسان بالخطر . ولا حاجة إلى توصيف الحال عند من يصل إلى هذه الهاوية . الأمة الآن هكذا . وعلى من يشك في الأمر أن يشك في سلامة مداركه، قبل كل شيء . لم يراودني الشك قط في أن الأمة ستقلب الطاولة على رؤوس أعدائها نهاية المطاف، في منعطف ما، في منعرج ما . منعرج غير ذي عوج ولا عرج، منعرج فيه العروج إلى البروج .

لكن، من الضروري أن تعي الشعوب المنزلقات التي تهوي بها إلى مهاوي الردى . ببساطة: كانت للأمة منظومتا قيم متداخلتان، مترابطتان متآمرتان، إحداهما جسد والأخرى الروح: العروبة والإسلام، الآن تعمل الحراب والمعاول في المنظومتين معاً . وما ذلك بالهزل .

لم يحاول العرب البحث عن الأسباب التي أدت إلى وأد كل الطموح الوحدوي الذي كان يتقد في صدور أكثر من جيلين ماضيين . ثمة هولاكو افتراضي اعتباري مجازي ألقى بمكتبة الوحدة العربية في أنهار البلدان العربية، لتمر فوقها خيول التبعية والاستلاب، لتسود عقدة الخواجة الذي يعدنا بجنة نصبح فيها “أوادم” . جنة لم نر منها سوى الخرائب والغرائب . ألهذا أنشأنا جامعة الدول العربية؟ “ولكنه ضحك كالبكاء” .

الجانب الروحي أغرب . فبعد انهيار منظومة القيم العربية العروبية، صحونا، على رأي أم كلثوم “ليت أنا لا نفيق”، على انجرافات وانحرافات تدعي الإسلام، وهي تعمل على هدمه من الأساس: التطرف والعنف والتكفير وإباحة إهراق الدماء، حظر الفكر، كم الأفواه والقضاء على الحريات . بإيجاز: طلبنة العالم العربي . لم يعد العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة . الانفتاح على الحضارات كفر . والفنون والآداب استهتار . والرصاص هو القاضي العدل . والتنمية تقليد للكفار وارتداد . وعندما يمسك هؤلاء بالمقاليد، يصرخ الخواجة: لقد امتطى ظهوركم الإرهاب وخلاصكم على يدي . وتكون الطامة الكبرى .

هل ستتحول الأمة إلى قطعان أغنام في طريقها إلى المدية والوضم؟ ألا يقول لنا العقلاء متى يجب أن يتوقف هذا الانخداع المزري؟ العالم العربي تهدم فيه الأعمدة والدعائم تباعاً وبلا هوادة . ومراكز القوة العربية تنهار بانتظام: “تعددت الأسباب والشغل واحد” .

لزوم ما يلزم: لماذا يرضى المغرّر بهم من أبناء الأمة بأن يكونوا نائب الفاعل؟ على فقهاء لغتنا أن يلغوا نائب الفاعل من النحو العربي