مستقبل مخيف ... بقلم: هاشم عبده هاشم

مستقبل مخيف ... بقلم: هاشم عبده هاشم
مستقبل مخيف ... بقلم: هاشم عبده هاشم

مستقبل مخيف ... بقلم: هاشم عبده هاشم

 

لا يوجد بلد هادئ في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.. هدوءا كاملا.. ومطلقا.. دون منغصات من أي نوع كان..•• لكن الأمر يتفاوت تفاوتا كبيرا بين بلد وآخر.. وبين مجتمع وثانٍ.. وإن كان الجميع يعاني.. وإن كان الجميع يشكو.. وإن كان الجميع لا يبدي رضاء كاملا بما هو فيه وعليه..•• وهذه مسألة طبيعية.. وغير مستغربة.. لأسباب عدة.. حقيقية وملموسة.. ولا تغيب عن فطنة أحد..•• ويأتي في مقدمة تلك الأسباب.. عدم توصل الدول الأبرز إلى اتفاق «جنتلمان» فيما بينها.. على أن تتعايش مع بعضها البعض.. وتتكامل في أداء الأدوار.. وتتقاسم المغانم والمغارم كما يقول الفقهاء.. مقابل توفير ضمانات مشتركة بالتعاون المتبادل.. وتنسيق دائم وشامل فيما بينها..•• حدث هذا بسبب تفاقم الصراع وليس التنافس بين الدول الأبرز في المنطقة.. للسيطرة عليها والتدخل في شؤون بعضها البعض ونشر البؤر في أرجائها..•• والأسوأ من ذلك أن ذهبت بعض الدول إلى تمكين فئة واحدة من الهيمنة على سائرها والتحكم في مفاصل الحياة السياسية، وربما الأمنية فيها، فضلا عن الهيمنة الفكرية عليها أيضا..•• وسوف تكتشف دول المنطقة الرئيسة في النهاية أن اللعب على التناقضات الداخلية.. أو إثارة الفتن بين الدول نفسها سوف لن يحقق لبعضها الغلبة والتفوق والسيطرة التي تعمل على تحقيقها.. كما تفعل إيران مثلا.. لأنها وإن حققت مكاسب مؤقتة في الخارج إلا أن ذلك كان وسيظل على حساب أوضاعها واستحقاقات شعوبها في الداخل.. في وقت كان يمكن لها أن تكون قوية في الداخل بصورة أفضل.. وتهيئ مناخات تصالحية أفضل مع جيرانها ويتجه الجميع إلى تحقيق معدلات تنموية أعلى ليس في داخل أوطانهم فحسب وإنما في المنطقة بأسرها..•• وإذا استمر هذا الحال فإن الاستقرار الكامل والشامل سيصبح مستحيلا. وذلك في النهاية يخدم استراتيجيات أبعد وأخطر بإعادة «جغرفة» المنطقة وتقسيمها على أسس مغايرة لكل ما هو موجود وقائم.. ولصالح حسابات القوى الأكثر تنفذا في هذا العالم..•• فكيف يخدم البعض مصالح هذا الغير ويلحق الضرر بمصالحه هو.. ومصالح جيرانه أيضا؟•• وأي غباء تمارسه دول يمكن أن توفر على نفسها وسواها كل هذه الخسائر المريعة أيضا؟!.