خبر هذا ما حدث مع إبن أحد العملاء بعد الحكم بإعدام والده ؟

خبر هذا ما حدث مع إبن أحد العملاء بعد الحكم بإعدام والده ؟
خبر هذا ما حدث مع إبن أحد العملاء بعد الحكم بإعدام والده ؟

غزة/المشرق نيوز/

صدمة كبيرة أصابت الشاب "أحمد" 26 عاماً –اسم مستعار- حين تم اعتقال والده، وزادت الصدمة حين علم بالحُكم على والده بالإعدام من قبل الأجهزة الأمنية على خلفية التخابر مع العدو الصهيوني وتورطه بالإبلاغ عن أماكن للمقاومة الفلسطينية تم استهدافها وارتقى على إثرها عدد من الشهداء.

أصبح أحمد يداري وجهه من جيرانه وأصدقاءه خشية معايرته بوالده الذي تورط بفخ العمالة، فهذا موجود في طبيعة الانسان حيث لا يرضى على نفسه ولا أهله أن يتصف بالعمالة، ولكن ما الذنب الذي اقترفه أحمد لكي يخفي وجهه عن المجتمع؟

العادات السيئة

لقد فرضت العادات السيئة –المتعارف عليها في قطاع غزة- على المجتمع الفلسطيني حظر التعامل مع ذوي العملاء الذين وقعوا في فخ العمالة مع العدو الصهيوني، الأمر الذي أثقل كاهل المجتمع على مدار الأعوام والسنين السابقة.

فموروثية هذه التقاليد السيئة عن الآباء والأجداد تشكل تحدياً كبيراً أمام بناء المجتمع الفلسطيني وتماسكه، حيث يرى ذوي هؤلاء الأشخاص (العملاء) أنفسهم مهمشين وغير مرحب بهم في المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني حتى في المؤسسات الدينية والمساجد، الأمر الذي يؤثر سلباً على شخصياتهم وبالتالي صدور ردود أفعال قد لا يُحمد عقباها.

لا أحد معصوم

وانطلاقاً من أرضية أن الجميع معرض للوقوع في الخطأ يجب التعامل مبدئياً مع المخطئين على مبدأ كشفهم لإنقاذهم من التورط وليس كشفهم لفضحهم، ومحاولة سحب الذرائع من الجميع لعدم الوقوع فريسة سهلة لمخابرات الاحتلال.

ومن أجل تجنّب التورط في العمالة، يجب وضع مخافة الله بين أعيننا في السر والعلن، إضافة إلى الحذر الشديد من التعامل مع أية اتصالات خارجية من شأنها الإيقاع في فخ العمالة.

فأجهزة المخابرات الصهيونية لا تراعي دين ولا أخلاق في استخدام الأساليب والطرق التي تؤدي إلى التورط في العمل معها، حسب القاعدة المشهورة "الشيطان يدخل من تسع وتسعون باب خير ليوقع الانسان في باب شر واحد".

"ولا ترز وازرة وزر أخرى"

هذا ما أوصى به الدين الإسلامي الحنيف، ألا يتحمل شخص وزر شخص آخر وقع في الخطأ حتى ولو كان قريب من الدرجة الأولى، فمن غير المعقول أن يسيء أحدنا ويتحمل إساءته أحد أبنائه أو إخوانه، فما بال بعض فئات المجتمع الفلسطيني تجدهم يرفضون التعامل مع شخص له قريب قرابة بعيدة تورط في العمالة.

ذوي العملاء

وبذلك أضحى أحمد ضحيةً سهلةً للابتزاز والمساومة على العمل مع العدو الصهيوني بعدما تورط والده بالتخابر مع جيش الاحتلال وتم إعدامه، خاصةً أن بعض فئات المجتمع غير متقبلة فكرة انخراط ذوي العملاء معها.

وهذا التفكير بحد ذاته –عدم قبول ذوي العملاء في المجتمع- يشجع هؤلاء الأبناء على سوء التصرف مع الواقع المعايش، وحتماً ستنصاع الضحية إلى الجلاد وتصبح آلة بين يديه، وبذلك يكون المجتمع قد دمّر أسرة بكاملها بسوء تصرف من بعض فئاته.

نصائح عملية

وهنا يكمن دور المجتمع الفلسطيني بكافة فئاته في التصدي لمحاولات أجهزة المخابرات الصهيونية للإيقاع بأكبر قدر ممكن من المجتمع ضحايا الابتزاز والمساومة على العمل معها.

ويقدم "المجد الأمني" النصائح التالية في التعامل مع ذوي العملاء؛

أولاً: يتوجب على كافة فئات المجتمع الفلسطيني احتواء أبناء العميل وعائلته، والتعاطي معهم في الأمور الحياتية خاصةً في المعاملات الاجتماعية، خاصةً أنه عائلته جزء أصيل من المجتمع.

ثانياً: على المؤسسات الحكومية التكفل بالأمور التي تخص الصحة والتعليم لأبناء العميل وعائلته.

ثالثاً: على المؤسسات الخيرية توفير مصدر دخل ثابت تسد هذه العوائل حاجتها المادية لحين توفر فرص عمل للعائلة أو أحد أفرادها.

رابعاً: على خطباء المساجد والشخصيات الدينية توعية الناس من خلال خطبة الجمعة أو الدروس العامة بضرورة التعامل بكل إحسان مع ذوي العميل، والتحذير من خطورة نبذهم وعدم قبولهم.

وفي النهاية.. يُوجّه "المجد الأمني" رسالة إلى المجتمع الفلسطيني ككل بضرورة التعامل والأخذ بهذه النصائح بكل إيجابية لأن ذلك من شأنه أن يقوي من تماسك المجتمع الفلسطيني، وفي الجانب الآخر إن لم يتم التعاطي مع هذا الموضوع بإيجابية، فإن العد الصهيوني سيستغل حالة ضعف ومهانة ذوي العميل في تجنيدهم وابتزازهم.