دراسة: "لابيد" يميل لإقصاء فلسطينيي 48

دراسة: "لابيد" يميل لإقصاء فلسطينيي 48
دراسة: "لابيد" يميل لإقصاء فلسطينيي 48


القدس المحتلة / مشرق نيوز

اكدت  دراسة فلسطينية جديدة أن رئيس حزب "يش عتيد" الإسرائيلي يائير لبيد تتبدى منه عنصرية بغيضة وميل إلى إقصاء فلسطينيي 48، وعدم الاعتراف بشرعيتهم.

ونوهت الدراسة التي أعدها "مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية" ونشرت الخميس إلى التصريحات المبكرة التي أدلى بها لابيد عقب ظهور نتائج الانتخابات حين قال: "لا أنوي أن أشكل كتلة مانعة مع حنين زعبي".

وحنين زعبي نائب عن التجمع الديمقراطي للتغيير والمساواة في الكيان الإسرائيلي، وواجهت حملة تحريض إسرائيلية منظما فشلت في منعها من خوض انتخابات الكنيست الأخيرة.

وأشارت الدراسة إلى أن موقف لابيد بخصوص الصراع مع الفلسطينيين يتلخص في بقاء الكتل الاستيطانية في أيدي "إسرائيل"، وعدم تقسيم القدس المحتلة، وألا تقام مستوطنات جديدة، بينما يستمر البناء في المستوطنات القائمة.

وفي السياق، ألمحت الدراسة تحت عنوان "فلسطين في الانتخابات"، إلى أنه "باستثناء حركة ميرتس فإن حزب "الحركة" بزعامة تسيبي ليفني هو الوحيد الذي جعل من موضوع الصراع مع الفلسطينيين يقف على رأس أجندته، وعرض نفسه بصفته الحزب الوحيد الذي يكافح في سبيل الوصول إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين، وقدمت تسيفي ليفني مبادرة للتسوية رأت فيها "الأمل" في بقاء "دولة إسرائيل". 

وبينت أن "قلة طفيفة فقط من المقترعين حوالي 5%-10% صوتوا لليفني، و 5% صوتوا لحركة ميرتس، اهتموا بموضع "التسوية السياسية" مع الفلسطينيين ورأوا فيه أولوية عليا، مقابل الأغلبية الكبرى التي رأت في "الأجندة المدنية" الأولوية العليا".

لكن باقي الأحزاب، حسب الدراسة، حصرت عنايتها في شؤون اقتصادية - اجتماعية داخلية، حتى حزب العمل الذي اعتبر تاريخيا أكثر الأحزاب المهتم بحثا عن معالجات المواضيع الأمنية والسياسية تجاهل هذه المرة الشأن السياسي مع الفلسطينيين.

وفي إضاءات حول الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، قالت "دراسة أطلس" إن نتائج الانتخابات شكلت صدمة لبنيامين نتنياهو، وعلى عكس توقعاته بأن يلتف الناخبون حوله ويصبح رئيس الوزراء الأقوى في تاريخ الدولة، اتضح أن الناخبون فروا من حوله، ليجد نفسه رئيس الوزراء الاضعف في تاريخ الدولة.

كما أن "تحالف نتنياهو - ليبرمان تلقى صفعة مدوية في هذه الانتخابات، فقياسا إلى الكنيست السابقة والتي كان رصيدهما معا يتكون من 42 نائبا، هبط إلى 31 فقط، بمعنى أنهما فقدا 11 نائب من قوتهما المشتركة"، كما ما أن كتلة اليمين خسرت 5 مقاعد قياسا بحالها في الكنيست السابقة.

وفي تقدير "أطلس"، فإن الجمهور في إسرائيل تحفظ من اندفاع نتنياهو وحزب الليكود من معسكر اليمين التقليدي إلى اليمين المتطرف، وما قد يشكله من استفزازات للمجتمع الدولي قد تضر بصورة إسرائيل وتجلب العزلة لحكومة نتنياهو- ليبرمان، فضلا عن قلق الناخبين من السياسة الاقتصادية لنتنياهو، والتي أدت إلى عجز في الميزانية بلغ 40 مليار شيكل.

وبحسب كثير من المراقبين، كما أبانت الدراسة، فإن الرسالة التي أرسلها الناخب الاسرائيلي إلى حزب الليكود تحديداً أنه توجد حدود لانزياح الليكود نحو اليمينة، فمن غير المسموح الغلو بشكل يجلب ضررا على مستقبل الكيان، وهو ما يستدل عليه من كثرة الأصوات اليمنية التي فضلت رئيس حزب لابيد.

والظاهرة الأخرى الناشئة هي أن أفيغدور ليبرمان فقد بريقه وقوته، فليبرمان الذي اعتبر قبل أربع سنوات الزعيم المستقبلي لإسرائيل فقد بريقه وأفل نجمه، والمنتصر الحقيقي في هذه الانتخابات هو يائير لبيد، ما يعزز الزعم بأن جمهور الناخبين الإسرائيليين في عمومه يفضل حكومة يمين- وسط.

وترى دراسة "أطلس"، أن أبرز الامور التي أثرت على اختيارات الناخبين الإسرائيليين هي: الموقف الأوروبي والأمريكي الرافض لسياسات نتنياهو، والانتقادات المتكررة من أبرز قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لنتنياهو وطريقة قيادته، وتحذيرات متكررة أنه يمضي بإسرائيل للهاوية خاصة في موضوع معالجته للنووي الايراني.

"كما أن من الواضح أن الاحتجاجات التي جرت في صيف 2011 تركت أثراً على المجتمع الاسرائيلي وتوجهاته المستقبلية، اذ أن الجمهور ركز على الاصلاحات في الميادين الاجتماعية والاقتصادية، ولم تعد المسائل المرتبطة بالاعتبارات السياسية والأمنية هي وحدها التي تهيمن على بؤرة تفكيره".

وبالمجمل، ترى دراسة أطلس أن "اليمين أعاد تشكيل نفسه بوجه آخر جديد، كلما غاب وجه برز وجه آخر جديد يوهم المجتمع الدولي أن القديم قد اختفى، وما ذلك الا لأن الوجه القديم القبيح استهلك".