كي نواجه الخطر : د. وحدي عبد المجيد

كي نواجه الخطر : د. وحدي عبد المجيد
كي نواجه الخطر : د. وحدي عبد المجيد

كي نواجه الخطر : د. وحدي عبد المجيد

مشهدان مختلفان اختلطا‏,‏ حيث كان ينبغي أن ينفصلا‏,‏ فخسرت ثورة‏25‏ يناير من جراء تداخلهما أحد أهم سماتها التي ميزتها‏.‏ فأما المشهد الأول فهو المسيرات والمظاهرات السلمية التي انطلقت من عشرات المواقع الي ميدان التحرير وغيره من ميادين الثورة أمس الأول‏.‏ وهذا هو المشهد الذي يعبر عن روح هذه الثورة وطابعها الأصيل‏.‏ أما المشهد الثاني فهو اقتحام عدد من المنشآت العامة في بعض المدن, وقطع طرق علي الأرض وتحتها في بعض محطات مترو الأنفاق. وهذا هو المشهد الذي تراكمت العوامل المؤدية إليه ببطء منذ أن بدأ الاعتداء علي مظاهرات أو اعتصامات في مارس2011, ثم تسارعت في الأسابيع الأخيرة خصوصا منذ الصدمة التي أحدثها إعلان22 نوفمبر الماضي. كان الاعتداء علي معتصمين سلميين أمام قصر الاتحادية نقطة تحول في الاتجاه الي العنف من جانب بعض الشباب الذين أطلقوا علي أنفسهم" بلاك بلوكس" ولعبوا دورا واضحا في صنع هذا المشهد الثاني, إلي جانب بعض روابط الألترس التي تبحث عن القصاص لشهداء مذبحة استاد بورسعيد التي وقعت في3 فبراير2012 ورفعت شعار" القصاص أو الفوضي". ولسوء الحظ, تم حجز قضية هذه المذبحة للنطق بالحكم فيها اليوم, أي غداة مرور عامين علي الثورة. الأمر الذي جعل من الصعب منع التداخل بين مشهدي المظاهرات السلمية وأعمال العنف. لم يكن ممكنا ارجاء فعاليات تجديد العهد بتحقيق اهداف الثورة بعد مرور عامين عليها, لأنها ليست ملك أحد سواء كان حزبا أو جماعة أو جبهة أو غيرها. ولا يتيسر في الوقت نفسه فصل هذه الفاعليات عن تحركات شباب احترقت قلوبهم لاستشهاد زملائهم أو باتوا يعتقدون بعدم جدوي النضال السلمي ويتهمون الأحزاب والقيادات التي تصر عليه بخيانة الثورة. وهكذا اختلط المشهدان وكان صعب فصلهما. لكن مازال ممكنا استعادة الطابع السلمي الأصيل للثورة عبر وضع حد للعوامل التي اثرت سلبيا عليه. وقد تكون الخطوة الأولي في هذا الاتجاه هي إجراء حوار وطني جاد علي أسس واضحة ومحددة بحيت تتحمل السلطة والمعارضة مسئولياتهما كل في مجاله. وهذا هو الطريق الذي لا بديل عنه لكي نواجه الخطر.