ماذا فعلت بهم يا تويتر ؟ عائشة سلطان

ماذا فعلت بهم يا تويتر ؟  عائشة سلطان
ماذا فعلت بهم يا تويتر ؟ عائشة سلطان
   

ماذا فعلت بهم يا تويتر ؟  عائشة سلطان

كلما ناقشت مواطناً عربياً في أحوال بلده بدا لك من خلال ردوده أن هناك احتقاناً من نوع ما: إما ضدك أو ضد بلده، فهو إما خائف قلق مما يجري إلى درجة فقدان الأمل في تحسن الأحوال وعودتها إلى مجراها الطبيعي، وإما شامت يخبئ حالة من الفرح بانتصار فرضية أو فكرة كان قد طرحها في الأيام الأولى للثورات، حين قال إن البلدان الثائرة لن تسير نحو الأفضل بل العكس، لكن أحدا لم يصغ إليه، وإذا ما تصفحت مواقع التواصل الإجتماعي الشهيرة (تويتر وفيس بوك والموضة الجديدة كييك) فإنك ستعلم كيف أن هؤلاء الذين يترددون على هذه المواقع أو يدمنونها يقعون ضحايا آراء وتوجهات وإشاعات لا تعد ولا تحصى، فهناك ضخ متواصل من الأخبار والآراء المتناقلة التي يتم قولبة الناس وفقها، وكثير من الناس يصدقون أو على أقل تقدير يتأثرون!
مصر اليوم تسير نحو افق ضيق لا يبدو له حل في المنظور القريب، فالحلول تكاد تكون معدومة، لقد انقطع حبل التفاهم وقبول الآخر بين أطياف المعارضة والعمل السياسي وبين رئاسة الجمهورية وتحديدا مع الرئيس محمد مرسي الذي كان آخر قرارته فرض حالة التجول ونزول الجيش والتهديد بالأكثر في مدن القناة (السويس والإسماعيلية) والتي لقيت استهجانا واسعا من شباب الثورة، ونحن إذ نبدي رأيا أو ننقل عن المصريين ما يدور بينهم فليقيننا بأن مصر تعنينا كما تعنيهم، ونحرص عليها كما نظنها تحرص علينا، ولا زلنا نثق بأن عروبتها قلبنا النابض وجيشها سياجنا والقاهرة عروس عواصمنا العربية وأهلها إخوتنا وأساتذتنا وأصدقاؤنا وكتابنا، والعلامات المضيئة في حياتنا العربية برغم ما آلت إليه أحوال مصر اليوم، لكن علينا في نهاية الأمر أن نتشبث بالأمل فما أضيق العيش لولا فسحة هذا الأمل، فالذين يغضبون من مواقفنا ويعتبروننا مزايدين او بعض الخليج متآمر ضدهم لابد أن يراجعوا ملفا ضخما من العلاقات ما كانت فيه دول الخليج إلا خير داعم ومعين ومحب لمصر وأهلها.
لابد من الاعتراف بأن مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت خلال الألفية الثالثة ما عرف بإعلام المواطن أو الإعلام الجديد قد أسهمت كثيرا في رفع سقف الحريات وإتاحة الفرصة لكل مواطن أن يصنع إعلامه ويتبادله مع من شاء وفق معاييره وبعيدا عن مقص الرقيب العربي، حيث أصبحت المعلومة متاحة وحقا مشروعا للجميع والخبر يأتي عبر طرق ووسائل ما عادت محكومة بوكالات الأنباء ومراسلي القنوات الرسمية، ومع ذلك ومع احترامنا لهذا الإنجاز فليس كل ما يرشح عن هذا الإعلام صحيحاً أو حقيقياً أو دقيقاً، فهناك مبالغات وأخطاء وميول وتشويهات، لا موضوعية في كثير من هذا الإعلام ولا حرفية، والاهم تأثيراته على متابعيه وشحنهم ضد بعضهم البعض وضد واقعهم ودفعهم لأتون مواجهات لا تحمد عقباها.
إن هناك حملات كراهية وتشويه لمواقف دول الخليج عبر مواقع التواصل، وهناك أشخاص يقودون هذا التوجه لمصالح معينة وربما نتيجة جهل أو ضيق أفق، لكن كل ذلك ليس في مصلحة احد في الوطن العربي، انه لصالح مشروع تشظي العلاقات والمشروع العربي الذي جمع العرب كل هذه القرون، هناك عمل دؤوب لخلخلة وإسقاط هذا كله من اجل شرق أوسط كما تريده إسرائيل !