مصدر يكشف دوافع "فتح وحماس" لاتمام المصالحة

مصدر يكشف دوافع "فتح وحماس" لاتمام المصالحة
مصدر يكشف دوافع "فتح وحماس" لاتمام المصالحة

غزة / وكالات/ مشرق نيوز

أكد مصدر موثوق به في حركة "حماس" جدية الحركة والرئيس محمود عباس في التوجه نحو المصالحة الوطنية وإتمامها، عازياً ذلك  الى عوامل واعتبارات كثيرة، من بينها عوامل ذاتية وأخرى موضوعية وثالثة  مصلحية، رافضاً الافصاح عن ماهية هذه العوامل. رغم ذلك، اشار الى أن دوافع  كل طرف منهما مختلفة عن الطرف الآخر.
 
واوضح المصدر لـصحيفة  "الحياة" اللندنية، أن الرئيس عباس يسعى من وراء المصالحة وتشكيل حكومة  جديدة وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، الى وقف تقدم الحركة وعدم تحقيقها أي  انجازات إضافية في أعقاب ما حققته من "اعتراف" بعض الدول والأطراف العربية  خلال الأعوام الماضية، اضافة الى "انجازات سياسية" تُوجت بما وصفته بـ  "الانتصار" في الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة المتمثلة في «مكاسب»  حققتها من خلال التفاوض عبر مصر مع اسرائيل، و»زيارات» قادة ومسؤولين عرب  الى القطاع.
 
وأشار الى أن الرئيس عباس استشعر اخيراً "تهديداً  جدياً" على وحدانية التمثيل الفسطيني الذي تمثله منظمة التحرير التي يرأس  لجنتها التنفيذية، وهو ما تدركه "حماس" ايضاً.

واضاف أن الرئيس عباس يرغب  من خلال المصالحة بعدما أصبحت فلسطين دولة بـ"صفة مراقب" في الامم المتحدة،  في العودة الى قطاع غزة و»ممارسة السيادة» في القطاع، الأمر الذي لم يتحقق  له في الضفة الغربية بسبب الاحتلال الاسرائيلي المباشر للأرض الفلسطينية  وتقطيع أوصالها، فضلاً عن "انسداد أفق المفاوضات" مع اسرائيل والأزمة  المالية الطاحنة التي تعصف بالسلطة الفلسطينية.
 
وتابع ان أحد دوافع عباس للمصالحة "عدم قدرته" على ادارة أوضاع حركة «فتح» التي يرأس لجنتها المركزية، في القطاع،

واشار  ايضاً الى الضغوط الخارجية التي يتعرض لها عباس والمترافقة مع التغيير في  العالم العربي وتصدر جماعة "الاخوان المسلمين" المشهد السياسي، خصوصاً في  مصر وفوز محمد مرسي برئاستها، و"انحيازها" تجاه "حماس"، علاوة على رفع  الادارة الأميركية الـ"فيتو" عن المصالحة، وهو ما أبلغه مرسي لطرفي  الانقسام خلال حوارات القاهرة الأخيرة، فضلاً عن أن اسرائيل لن تعارضها ولن  تعرقل عمل حكومة التوافق الوطني المزمع تشكيلها برئاسة عباس خلال الأيام  المقبلة.

وأوضح أن الادارة الأميركية برئاسة باراك اوباما بحاجة الى جماعة  "الاخوان" التي تعتبر الجماعة الأم بالنسبة الى "حماس"، وذلك من أجل التصدي  الى "عدويْن لدودين" لها هما الجماعات السلفية الجهادية المتشددة، و"المد  الشيعي" في المنطقة العربية.
 
في المقابل، قال المصدر ان "حماس"  تهدف من وراء تحقيق المصالحة الى أن تنتقل خطوة أو خطوات الى أمام على طريق  تحقيق مشروع اقامة الدولة الاسلامية الممتدة من المغرب غرباً الى  أندونيسيا شرقاً. و

شدد على أن دوافع "حماس" تتمثل في أن "مشروع غزة" أو  "مشروع دولة أو إمارة غزة" ثبت فشله، فيما وصلت الحركة الى قناعة باستحالة  السيطرة على الضفة بسبب الاحتلال الاسرائيلي المباشر.
 
وقال إن "حماس" تعتقد انه في حال غضت اسرائيل الطرف عن سيطرة الحركة على الضفة، فإن  دورها هناك لن يزيد عن "الدور الوظيفي الأمني»، لذا فإن الحل الأمثل  بالنسبة اليها هو أن تكون "شريكة في القرار السياسي" مع "فتح" وعباس، على  أن تبقى الحال على ما هي عليه في الضفة وغزة، أي استمرار سيطرة عباس و"فتح" على الضفة، و"حماس" على القطاع، الأمر الذي يُعد "انجازاً" للاخيرة.
 
وأضاف  ان "حماس" تعتقد أن على رغم أنها أقامت علاقات جيدة نسبياً مع عدد من  العواصم العربية والاقليمية لها، إلا أن هذه الدول تستقبل "رئيس حكومتها"  و"وزرائها" كقياديين في الحركة وليس كمسؤولين حكوميين، ما يعني أن الحركة  وحكومتها "تظل فاقدة الشرعية" التي تسعى اليها من خلال "الشراكة السياسية" و"الشراكة في التمثيل" مع "فتح"، خصوصا اذا انضمت الى منظمة التحرير  الفلسطينية.