اللهم اوعدنا برحلة نحتجز بالمطار أيام لا ساعات!!

اللهم اوعدنا برحلة نحتجز بالمطار أيام لا ساعات!!
اللهم اوعدنا برحلة نحتجز بالمطار أيام لا ساعات!!

اللهم اوعدنا برحلة نحتجز بالمطار أيام لا ساعات!! / لـ أحمد المشهراوي

تألمت كثيراً، وتجدد الحزن في قلبي، حزن دفين سرعان ما يتجدد لسماع مثل هذه الأنباء، إنه نبأ احتجاز النائب الأول للمجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر من قبل سلطات مطار القاهرة لعدة ساعات مع نائبين آخرين.. ألم الطائر الذي يحنو للانعتاق والحرية.

وأنا كغيري من أبناء الشعب الفلسطيني –خاصة- في قطاع غزة المحاصرة من 4 اتجاهات- مهما كان توجه  هذا الفلسطيني ومشربه تختلط هذه الأحزان في أضلعه، أضلع لم تهن على مر الأزمان.. لأننا يجب أن نشعر بطعم الحرية وحق السفر كغيرنا من أبناء هذه المعمورة، كيف وإن كان المُحتَجز هذه المرة على رأس السلطة التشريعية، وحل بمنصبه باختيار عبر صناديق الاقتراع التي شهد لها العدو قبل الصديق، إنه منصب كبير برئاسة مجلس النواب أعلى سلطات السلطة. 

.. لكن ألا تدري يا سيدي أن هناك المئات، بل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني يتوقون لحق الانعتاق والسفر، وأن ينعموا بالحرية التي أصبغها الله على رجالات السلطة والحكومة؟!!، ألا تدري أن هناك الآلاف من هؤلاء محرومين- سواء بقصد أو بغير قصد، ويتوقون لتنسم هواء الجهة الجنوبية من معبر رفح. 

إن كنت لا تدري – يا أستاذي- أجل فالدكتور بحر درسني مساقات النحو في الجامعة الإسلامية قبل أكثر من عقد- إن كنت لا تدري فيجب أن تدري، لأن هذه الرحلات أو السفريات تخصص لأشخاص بأعينهم، ويتحكم أولى الأمر من أصحاب رحلات السفر برقاب الناس، وفي النهاية تسجل أنها لكل أبناء الشهب الفلسطيني وفئاته من المثقفين.. يجب أن تدري أنه قد يسافر الواحد مرات ومرات دون حسيب أو رقيب.. أعرف همومك وأدري بمشاغلك.. لكن اعتبرني يا سيدي بغلة العراق التي تعثرت في شوارع غزة. 

ألم أتقدم إليك- يا سيدي- بشكوى مكتوبة بخط يدي، وممهورة باسمي يتبعها رقم هاتفي الخليوي بشأن هذا الموضوع، ولا زلت أنتظر أن يرد ديوان المظالم بمجلسكم العتيد على شكواي التي بهت حبرها-ولو بالسلب، كما طلبت في ختام رسالتي، التي لا زلت أحلم بوصولها للديوان، وأن تقع بيد فاروق العصر لينصفني. 


قد يتساءل أحد، مَنْ أنت، وهل د. بحر ملزم بسفرك، أقول: أنا صحفي إعلامي منذ 16 عاماً- وهنا لا أريد أن أحول الأمر شخصياً، وأتكلم عن نفسي، لكن أنا- أستعيذ بالله من كلمة أنا- أنموذج لواحد من هؤلاء الغلابة، لم أتمكن طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم أن أخرج من القطاع.. بل حتى اقترب من معبر أبو هولي، الذي كان يقسم قطاع غزة شطرين، ولم تسمح لي الظروف أن أحقق حلمي طوال السنوات السبعة الماضية من قبل وصولك إلى منصبك. 

أنا كصحفي ومثقف، ألا يحق لي أن أنعم بتلك الرحلات إلى تركيا- الدولة العثمانية المرتقبة، التي استضافت قبل عدة أشهر مجموعة من الصحفيين سبقناهم لهذا الميدان.. نعم سيدي: رحلة إلى دولة قطر- نصيرة أهالي قطاع غزة، ألا تعلم أن رحلات مستمرة ومتواصلة لهذا القطر العربي، عبر خط رفح الدوحة. 

ألا تدري أن هناك وفداً صحفياً عتيداً في الدوحة من الشبان، قدر لهم أن تكون هذه الرحلة الثالثة لهم على الأقل، إن كنت لا تدري، فعليك أن تدري بذلك، ولن أغفر ما حييت، وفي ترابي هذا الظلم!! يجب أن يتحسس نواب أمتنا الهموم والظلم، وهنا لا استطيع أن أفصح عن كل شيء!!. 

سيدي الكريم- أنا على استعداد  للسفر وأن أنتظر في مطار القاهرة، لا ثلاث ساعات وأربع، على استعداد الانتظار أيام وهذا لن يؤلمني، سيدي.. لا زلت أنتظر الرد على رسالتي التي بعثتها قبل أكثر من عامين بعد خطبتك بمسجد السيد هاشم بحي الدرج، التي سبقت موسم الحج قبل الأخير بنحو شهرين. 

لا زلت وانا استطيع ان أوصل صوتي، فهناك الآلاف لا يملكون ذلك، شكوى أرفعها من فئة- إلى حد ما- مثقفة، فهل تحسستم معاناة من لا يستطيع فك الخط ولا يحسن لغة الضاد.. ارجو أن لا تضاف هذه الرسالة لسابقتها، وبالمناسبة هذا الطلب لم أتوجه به للسيد بحر فقط، بل لسلطات أعلى ونواب آخرين، ولو قلت لكم عن الرد فإن الهم سيكون أكبر، لأنني على طيبتي صدقت ردهم وتتبعت ما سجلوه على خطابات أخرى، ولم أجد إلا السراب.