لن ينجو أحد ... بقلم: عبد المعطي احمد

لن ينجو أحد ... بقلم: عبد المعطي احمد
لن ينجو أحد ... بقلم: عبد المعطي احمد

لن ينجو أحد ... بقلم: عبد المعطي احمد

لم يحدث أن مرت مصر بفترة سيئة ومرتبكة كالتي تشهدها الآن‏. لم يحدث أن مرت مصر بفترة سيئة ومرتبكة كالتي تشهدها الآن‏.‏ لم أكن أتصور أن أعيش اليوم الذي أري فيه مصر الموحدة‏,‏ منذ مينا الفرعوني‏,‏ منقسمة بهذا الشكل المزري‏!‏ لقد استسلمنا لوهم التغيير الذي كان من المفترض أن يكون للأحسن, لكن الواقع الحالي يقود إلي الأسوأ. فلم يكن في حسبان من نزلوا من شباب التحرير أنهم مجرد حطب لوقود سطو الإخوان علي السلطة, وأن يكون خروجهم للميدان هو الخروج الأخير للتعبير عن الحرية التي خطفها الحاكم الجديد, وتحولت إلي أضغاث أحلام. وبدلا من أن يستوعب الإخوان المسلمون المعارضة, ويبحثوا عن نقاط الالتقاء, اصطدموا بأعلي سلطة قضائية في مصر, ثم انطلقت أفواههم بفتاوي وآراء جعلت التيار الليبرالي يشعر بالخوف علي ضياع الدولة المدنية, خاصة بعد الهجوم الشرس علي الفنانين والأدباء. وكان يتعين علي الإخوان أن يفتحوا الأبواب علي مصاريعها للآخر لكي يتم احتضان كل الآراء المختلفة بعيدا عن التشدد والتعصب. لقد أخطأوا عندما استأثروا بالسلطة, وصادروا الآخر, وكان يمكن للشارع أن يتقبلهم فيما لو طبقوا قاعدة التوافق وليس المغالبة علي أساس أن الوطن لابد أن يكون للجميع, وبالتالي لا يمكن لفئة أن تحتكر كل شيء فيه. وأخطأ الإخوان أيضا عندما لوح بعضهم بإمكان تصفية الآخر, ونشر لائحة بأسماء من يعارضونهم فاستدعوا بذلك صور التنكيل بمعارضيهم في الماضي عندما اغتالوا القاضي أحمد الخازندار عام48, ومحمود فهمي النقراشي في العام نفسه. واليوم يحاول الإخوان استدعاء الماضي وإعادة إنتاج الظاهرة المخيفة. إننا في مركب واحد, ومهما تكن الاختلافات والآراء, فلن يستطيع أحد أن يبحر بجزء من المركب وحده, بل إن وجود ثغرة صغيرة فيه سيغرق الجميع, ولن ينجو أحد.