خبر العالم يدعمنا.. ولكنه ليس موظفاً عندنا.. كتب نبيل عمرو

خبر العالم يدعمنا.. ولكنه ليس موظفاً عندنا.. كتب نبيل عمرو
خبر العالم يدعمنا.. ولكنه ليس موظفاً عندنا.. كتب نبيل عمرو

ما حملني على اختيار هذا الموضوع لمقالتي الأسبوعية، هو رد الفعل الرسمي من قِبل الناطقين باسمنا على لقاء ترمب نتنياهو، والتصريحات التي اعتبرت جديدة واستفزازية من جانب ترمب، وتأكيدات نتنياهو القديمة والمتكررة لشروطه لمجرد الحديث مع الفلسطينيين.

 

لم يقل أحد من الناطقين الرسميين باسمنا، ماذا سيفعل وما هي المبادرات التي ستتخذ، وما هي الرؤية الفلسطينية لما بعد اللقاء الاشكالي، والتحديات المتوقعة في الفترة القادمة.

 

تكررت جملة... على العالم ان يفعل كذا وكذا، وعلى الرئيس ترمب ان يقول كذا وكذا، وعلى مجلس الامن ان يفعّل قراراته التي لم تفعّل في الشأن الفلسطيني منذ القرار 242، وعلى إسرائيل ان تتعقل، وعلى أمريكا التي نصر على استمرار التعامل معها مثلما كان الامر عليه قبل اللقاء الاشكالي وبعده، ان تنقذ حل الدولتين، لا ان تهيل التراب عليه.

 

ما كان يصدر عن ناطقينا هو اشبه بأوامر مدير عمل الى مستخدميه، والعالم عرف سرنا فصار يعطينا ما يرضينا من القرارات اللغوية، والتصويت برفع الايدي كلما ذكر اسم فلسطين، بينما إسرائيل المعتدية والتي نقول اننا حشرناها في الزاوية، تتنعم باتفاقات فعلية مع معظم الدول التي تصوت لنا بما في ذلك حاكورتنا التي لم يكن ينازعنا احد على ملكيتها واستثمارها الا وهي الحاكورة الافريقية.

 

كثرة مطالبة العالم بأن يعمل كذا وكذا، إكراما للأخلاق والقيم الإنسانية والحضارية، جعل العالم محيداً عن التأثير الفعلي، فما دامت التصريحات الإيجابية تكفي، فلمَ شراء الخصومة مع إسرائيل ومن لف لفها؟

 

الكثير من دول العالم تتعاطف معنا بصدق، وتتمنى ان ترى ذات صباح دولة فلسطينية وقد قامت على الأرض بعد طرد الاحتلال، وكل العالم كذلك لا يعترف ولن يعترف بشرعية الاستيطان، ولكن أين نبيع هذه البضاعة ولمن؟؟ .. لأمريكا التي اعتبرت في آخر موقف لها بأن الاستيطان لا يعيق السلام ولكته قد يصعبه؟، ام لإسرائيل التي يصول ويجول فيها بينيت على نحو جعل ليبرمان سيد الوسط والاعتدال؟، ام لاوروبا الأقرب لنا من بين كل دول العالم ، والتي فرغّت بمؤتمر باريس مواقفها من محتواها العملي لتعيد تصدير التصريحات القديمة، وفوقها تصريحات مماثلة لوزير الخارجية الامريكية وهو على آخر درجة من السلم الذي غادر منه موقعه ووظيفته؟

 

مالذي يجري حقا؟ ما هي سياستنا؟ وليس ما هي خطاباتنا وشعاراتنا واوامرنا للعالم .

 

اذا كانت مواقف ترمب والطريقة الإسرائيلية لتفسيرها واستخدامها تبدو كارثية ومنذرة بمستقبل صعب، فأي خطوة بأي اتجاه اخذنا.. مؤسساتنا محطمة وتوشك على التلاشي، ووحدتنا الوطنية مزعزعة ولا أمل باستعادتها، وعلاقاتنا العربية مرتبكة، وبصراحة لم تعد ظهيراً قويا ومتحمساً لنا، ورغم ذلك كله ما زال خطابنا يبدأ بجملة وينتهي بذات الجملة " على العالم ان يفعل كذا وكذا " اما نحن... فلا علينا ان نفعل شيئا سوى اصدار الأوامر.