مكانة مصر فوق الإخوان ... محمد يوسف ...كاتب إماراتى

مكانة مصر فوق الإخوان ... محمد يوسف ...كاتب إماراتى
مكانة مصر فوق الإخوان ... محمد يوسف ...كاتب إماراتى

مكانة مصر فوق الإخوان ... محمد يوسف ...كاتب إماراتى

 مكانة مصر ليست محلاً للنقاش عند الغالبية العظمى من العرب، ومصر لم تكن فى يوم من الأيام فئة أو مجموعة من الناس أو فكراً سياسياً أو دينياً، والعرب لا يختلفون مع مصر بل يخالفون الاتجاه الضيق لمن يظن أنه يملك مصر أو يحكمها، وما يحدث اليوم يفسر ما أقول.

 قبل أسبوع انتخب الصحفيون العرب ممثلين فى نقاباتهم وجمعياتهم المهنية رئاسة جديدة للاتحاد العام للصحفيين العرب من خارج مصر لأول مرة، وقد تابعت ردات الفعل من الصحف الوطنية والكتاب وأصحاب الرأى، وللأسف كانت أغلبها تركز على «خسارة مصر» لذلك المنصب، بينما كان البعض دقيقاً لوضع النقاط على الحروف وتحدث عن رفض الصحفيين العرب تسليم اتحادهم لفئة ذات أفق ضيق، وهى جماعة الإخوان المسلمين، وهذه حقيقة ما حدث، فقد شاركت فى صنع الموقف شبه الموحد للنقابات والجمعيات الصحفية العربية للوقوف فى وجه أية محاولة لسيطرة الفكر الفئوى المنحاز على مقدرات الاتحاد وكنا على قناعة بأن وصول رئيس إخوانى يعنى تحول الاتحاد خلال عام واحد إلى «بؤرة إخوانية». بعد معايشتنا للواقع فى الدول التى سيطر عليها هذا التنظيم الاقصائى الذى لا يقبل بأى رأى أو فكر يخالفه، ويضع  نفسه فى مرتبة تعلو كل المراتب، وينظر من فوق إلى الآخرين على أنهم ليسوا على حق حتى قبل أن يتكلموا!!.<

لم يكن موقفنا مبنياً على رئاسة مصر للاتحاد، بل على العكس، وتشهد أروقة «فيرومونت هليوبوليس» بأننا وحتى اللحظة الأخيرة كنا ننتظر ترشح شخصية ذات مكانة مرموقة فى الوسط الصحفى المصرى، وكان قرار المجموعة الخليجية واضحاً منذ أكثر من أربعة شهور، وهو سحب ترشيح الرئيس إذا توافرت تلك الشخصية المصرية، وقبلها كان قرارنا بقطع الطريق على أى صوت يتحدث عن نقل مقر الاتحاد من مصر، فنحن نشرف بأن تكون مصر هى الحاضن للاتحاد، ولا نريد ان نستبق الأحداث ما دام الاتحاد يعمل باستقلالية وتقدير من الدولة المضيفة.

نحن لسنا «عبدة فرعون»، هذه هى الرسالة التى بعثنا بها من مصر الجديدة الى السيد المرشد فى المقطم، نحن حملة الأقلام، ناضلنا بالكلمة الحرة الشريفة،وواجهنا على مستوى الأمة كل صنوف التمييز والإقصاء والاضطهاد وتقييد الحريات،وتصدينا لكل أشكال الفساد، بأقلامنا وأفكارنا وعبر الوسائل المتاحة لنا، وقبلنا بالإخوان المسلمين بيننا، واعتبرناهم جماعة فكرية، أما اليوم فنحن لن نقبل، أبداً لن نقبل بأن يكون الإخوان سادتنا، من هناك، من المحيط الأطلسى وحتى هذا فى الخليج العربى، فكل بلد من بلداننا اختار أسلوب حياته وشكل نظامه،وارتضى الجميع خطهم الوطنى داخل أوطانهم، وقد تكسر أقلامنا حيناً، وقد يحجر على فكرنا حيناً آخر، فنصلح القلم ونجد البدائل لإيصال الفكر، فكيف يراد لنا أن نختار وضع مصيرنا في يد أصحاب أجندات «ذبح الصحافة وإهانة الصحفيين»؟ كيف نختار الإخوان اليوم بيننا وهم يعتبروننا «عبدة فرعون»؟ كيف نقبل بهم وهم الذين تركوا «الأزلام» يهاجمون «الوفد» فى ليلة غادرة ودون أن تقبض حكومة الإخوان على و

فى آخر مقال كتبته بـ«الوفد» قبل شهرين تقريباً طالبت الإخوان المسلمين بمراجعة أسلوبهم فى إدارة شئون البلاد التى يحكمونها، وكذلك مراجعة فكرهم الإقصائى العنصرى، واليوم، وبعد رسالة الصحفيين العرب، أقول لهم، إن الغرور والاستقواء وتضخم الذات أمراض ابتليتم بها،فإما أن تطلبوا العلاج، وإما أن تشهدوا معنا نهاية هذا الصعود نحو الهاوية.