خبر لو قرر ترامب نقل السفارة الى القدس .. كتب نبيل عمرو

خبر لو قرر ترامب نقل السفارة الى القدس .. كتب نبيل عمرو
خبر لو قرر ترامب نقل السفارة الى القدس .. كتب نبيل عمرو

وضعنا الرئيس الأمريكي الاشكالي أمام اختبار لم نكن نحب أن نوضع فيه، وعلى افتراض انه أوفى بوعده ونقل السفارة الى القدس حتى لو كانت القدس الغربية ، فما الذي يمكن ان نفعله حيال ذلك؟

 

الإسرائيليون الذين يشجعون ترامب للاقدام على هذه الخطوة ، يقللون من انعكاساتها سواء على الصعيد الفلسطيني او العربي او الإسلامي ، فقد ارسلوا لترامب رسائل عدة طمأنوه فيها على ان هذه الخطوة لن تؤدي الى اشتعال المنطقة كما يهدد الفلسطينيون ، ولا الى تغيير علاقات أمريكا بدول العالم الإسلامي التي كما قيل تحتاج أمريكا اكثر مما تحتاجها أمريكا.

 

الاختبار الفلسطيني سيكون تحت الأضواء الكاشفة، ولا اغالي لو قلت انه سيكون مفصليا، على الصعيدين الشعبي والسياسي ، على الصعيد الشعبي يتوقع العالم انتفاضة سلمية، شريطة أن يكون  المشاركين في أنشطتها يعدون بمئات الألوف، وسياسياً فإن نقل السفارة سيلزم القيادة السياسية الفلسطينية بإجراءات جراحية تجاه إسرائيل وامريكا، مثل رفض الوساطة الامريكية من الان فصاعداً على عكس كل ما كان في احقاب العملية السلمية منذ بدايتها حتى اليوم ، واسرائيليا جرى التهديد بسحب الاعتراف الفلسطيني الذي انجب أوسلو ، والذي أقيمت عليه بنىً كثيرة أهمها السلطة الوطنية .

 

إن كلا الموقفين الفلسطينيين ينطوي على اثمان يتعين على الساسة والخبراء توقعها او استنتاجها، سواء على صعيد العلاقات مع أمريكا وهي الممولة الرئيسي للسلطة بصورة مباشرة وغير مباشرة، اما إسرائيل فربما تعلن سخطها الشكلي على قرار سحب الاعتراف بها، الا ان الائتلاف اليميني فيها سيكون سعيدا لأنه وجد مبرراً لاتخاذ إجراءات انتقامية ومواصلة الكذبة الشهيرة بأن لا شريك فلسطيني.

 

لا شك انه اختبار صعب ولكن لا مناص من خوضه، ذلك ان نقل السفارة الامريكية الى القدس التي تصر إسرائيل على انها الموحدة والعاصمة الأبدية لها، مما يجعل بناءها ولو على حافة القدس الغربية، ليس مجرد انتقال من مكان الى آخر بل هو في حقيقة الامر حسم امريكي لقضية القدس التي لم تعترف أي بلد في العالم لا بضمها ولا بتوحيدها ولا بالتعامل معها كعاصمة لدولة إسرائيل.

 

ان باباً إضافيا لابواب الصراع الكثيرة مع إسرائيل قد يفتحه ترامب ، ومع ضعف الجهد الاستباقي عربيا واسلاميا وحتى دوليا لمنع هذه الخطوة، الا ان الأمور ستكون اكثر تعقيدا حين تتم ، وحين تكلل بدعم الكونجرس الأمريكي وتبنيه لهذا الاجراء الراديكالي والمأساوي .

 

مواجهة اختبار كهذا لن تكون مقنعة للعالم إن لم تكن على مستوى الحدث وابعاده، والنجاح في اختبار كهذا يتطلب تكاملاً فعالا وحيوياً بين جميع فئات وفعاليات الشعب الفلسطيني ، مع تطوير موقف عربي إسلامي مدعوم بموقف دولي .

 

لقد هيأ مؤتمر باريس لمثل هذا الموقف وهيأ قرار مجلس الامن 2334 لتصعيد الجهد الدولي في مواجهة قرار كهذا ، وبقيت الحلقة الرئيسية ، هل سيكون الامتحان مجرد امتحان للفلسطينيين ام للعرب والمسلمين والعالم.