بوابات شمس الحرية في فلسطين بقلم/ توفيق أبو شومر

بوابات شمس الحرية في فلسطين  بقلم/ توفيق أبو شومر
بوابات شمس الحرية في فلسطين بقلم/ توفيق أبو شومر

بوابات شمس الحرية في فلسطين     بقلم/ توفيق أبو شومر

لقد نجحنا في استحداث لون نضالي جديد، وهذا النضال الجديد الذي شرَّعه أهلُنا المقهورون  وشبابُنا المحبطون من الاحتلال، هو النضال الحضاري الفلسطيني الجديد الذي غزا كل إعلام العالم يوم 11/1/2013 ليُنعش مرة أخرى ملفَ قضيتنا الفلسطينية العادلة!

  فهل نحن قادرون على إدارته بالشكل المناسب؟

إنها فكرة وطنية فلسطينية من إبداع الجينات الفلسطينية النضالية، وجدت صداها بسرعة البرق في أوساط الفلسطينيين، ممن أحسوا بأن العالم لم يتمكن من الضغط على إسرائيل وأن إسرائيل لم تعد تقيم وزنا لأي اتفاق سلام، وأن نهب الأرض هو سياسة إسرائيل المركزية!

هؤلاء المبادرون الذين تمردوا على التقليد السائد، حولوا رواية باب الشمس لإلياس خوري إلى حقيقة واقعية، وإلى  عمل نضالي يستحق الاحترام والتقدير، إنهم شباب فلسطين وشيوخها الذين اعتادوا دوما مفاجأة العالم بنضالهم الطاهر الشريف!

 وحتى لا يتحول نضال باب الشمس لنضال تقليدي مُكرر يصيب المناضلين الفلسطينيين بالملل، يجب أن يُراعي المعطيات التالية:

يجب عدم السماح لمقاولي النضال، ممن اعتادوا ركوب موجة النضال وتحويلة من نضال وطني مشروع إلى استثمارات نضالية حزبية أو مؤسساتية أو احتكارات حكومية، كما حدث في النضال في الاحتجاج على أبشع أسوار الفصل العنصري في الألفية الثالثة(جدار الفصل العنصري) حيث ركب بعضهم من مقاولي النضال هذا النضال الوطني، فأصبحت هناك جهات (خاصة) وأحزاب ومؤسسات ربحية تمول الاحتجاجات في نعلين وبلعين وغيرها، واحتكرتْ وجوهٌ كثيرة هذا النضال، وحولته من نضال شعبي فلسطيني، إلى نضال شخصي وحزبي روتيني!

يجب أن تُشكل لجنة وطنية غير حزبية أو حكومية لإدارة ملف نضال أبواب الشمس تعتمد الشباب الفلسطيني كمحرك رئيس لهذا النضال الوطني الشريف.

ينبغي ألا يكون النضال ردا انفعاليا على تصرفات المحتلين، بل يكون جدولا لإقامة قرى باب الشمس في كل قطعة أرض صادرها المحتلون وأقاموا فوقها مستوطناتهم، بحيث يصبح نضال أبواب الشمس مقدمة لانتفاضة شعبية فلسطينية هي انتفاضة أبواب الشمس.

يجب السعي لجذب الرأي العام العالمي في كل أنحاء العالم للمساهمة في هذا النضال الوطني المشروع باعتباره نضالا عالميا ضد الظلم والقهر الذي تمارسه حكومة إسرائيل المتطرفة، فعلى سفاراتنا في الخارج أن تقوم بدور الدعاية لهذا المشروع النضالي الحضاري، وكذلك كل التجمعات الفلسطينية في الخارج!

 يجب ألا نظل أسرى إقامة الخيام في المناطق الفلسطينية المحتلة والمبيت في الأمكنة فقط، بل يجب علينا أن نقوم بحملات واسعة لزرع أشجار الزيتون في المناطق التي تنوي إسرائيل اغتصابها، أو يقوم المستوطنون بخلع أشجار الزيتون وحرقها وقطعها  في ظل شعار:

 شجرتا زيتون تزرع في مقابل كل شجرة تُقلع .

ألا نجعل هذا النضال مكررا بأيام محددة وساعات محددة، بل يجب أن ندعو إليه كلما جدَّ جديدٌ !

ولا يجب أن نُغفل الدور الإعلامي الذي يجب أن يُرافق نضالنا، فعلينا أن نستقطب كل وسائل الإعلام بكل اللغات لنتمكن من استقطاب الرأي العام العالمي، وألا نظل في مربع الخطاب الفلسطيني الموجه للفلسطيني، وألا نسمح لأية وسيلة إعلامية رسمية باحتكار هذا الحدث النضالي المشروع!