مازلت خصماً شرساً لحماس

خبر دحلان: تشكيل لجنة وطنية لإدارة المشاريع الانسانية والخيرية بغزة

خبر دحلان: تشكيل لجنة وطنية لإدارة المشاريع الانسانية والخيرية بغزة
خبر دحلان: تشكيل لجنة وطنية لإدارة المشاريع الانسانية والخيرية بغزة

غزة-المشرق نيوز/

أجرت صحيفة لوموند الفرنسية حواراً مع النائب بالمجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان تناول طبيعة خلافه مع الرئيس محمود عباس وعلاقته بحركة المقاومة الاسلامية حماس ونظرته لمؤتمر حركة فتح السابع،بالإضافة لنظرته للعلاقة مع إسرائيل وعملية السلام معها.

وجاء كالتالي:

س : ماذا تنتظرون من مؤتمر فتح الذي سيعقد في اخر الشهر لتجديد هياكل القيادة المسيرة للحركة  ؟

 

ج : ابومازن  يريد التخلص من كل الاصوات المعارضة له.  انه يريد تدمير فتح كما دمر كل مؤسسات السلطة الفلسطينية. بالنسبة لي فتح اهم من السلطة. انها الحركة  التي انخرطنا فيها  طواعية وبإرادة  ومستعدين ان نكون شهداء او أسرى  وليس أن يكون لنا اي راتب. لا احد يمكن ان يطرد من هذه الحركة  الا بطريقة شرعية وفق النظام وما يفعله عباس من طرد ليس شرعيا . في زمن عرفات كان مؤتمر فتح فرصة لتخفيف حدة التوترات الداخلية وكان يتم  التوصل الى حلول. ابومازن يفعل العكس انه يرهب كل معارضيه. لا احد يقدر على معارضته في فتح أو في  المجلس الوطني. فكيف لنا ان نعيد بناء فتح في مثل هذه الظروف ؟! 

 

س : ما هي اسباب خلافكم مع محمود عباس ؟

 

 ج : خلافي مع عباس سياسي وليس شخصي. السلطة الفلسطينية اليوم هي افريقيا في خمسينيات القرن الماضي ... أي صفر ديمقراطية. تخيلوا لقد وقع تعين  اشخاص لتتبع المدونين الذين ينتقدون عباس على صفحات الفايسبوك. كل المال مصادر من قبل ابناء عباس. بالنسبة لنا  نحن الفلسطينيون هذا شيء غير مقبول.

 

س: هل كنتم تقبلون المشاركة في جنازة الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيرز في اخر سبتمبر كما فعل ذلك عباس رغم الانتقادات العنيفة.

 

ج:  ان المسؤولية الاولى للقائد هي ان يأخد بعين الاعتبار مشاعر شعبه. لكن ابو مازن يهتم اكثر بإسرائيل من شعبه. انه سلبي للغاية. يوجد فرق كبير بين السلام والاستسلام. وهذا ما نعيشه اليوم احتلال بدون تكاليف انه استسلام فاخر.

 

س: هل تتحملون المسؤولية عن ذلك  وانتم قد شاركتم في كل مفاوضات اوسلو ؟ 

 

ج: لست ضد الاتفاقيات لأنها مهمة لكن ما جدوى اتفاقيات تدوم اكثر من خمس وعشرين سنة. المحادثات مع الاسرائيلين بدأت  سنة 1991 في مدريد ثم  في اوسلو سنة 1993 والى حدود سنة 2000 كانت هذه الاتفاقيات صالحة حسب السنوات. على الاقل اسرائيل ارجعت لنا الاراضي فكان لنا بعض الامل. لكن بعد موت ياسر عرفات (رئيس السلطة الفلسطينية من سنة 1996 الى سنة 2004) هدم وسقط كل شيء. نحن اليوم في 2016 والجنود الاسرائيليون يواصلون التجول براحتهم في الارضي الفلسطينية والمستوطنات تنتشر وعملية ضم القدس الشرقية تحتدم وتشتد.  

 

 س :هل  تواصلون الاعتقاد في ان المفاوضات هي الحل ؟

 

انا اريد مفاوضات فعالة لا تقتصر على مجرد الصور. ثوابت معاهدات السلام معروفة. لقد ذهبنا حتى الى ادق التفاصيل. ما نريده هو القرارت. لكن بنيامين ناتنياهو رئيس الوزراء  الإسرائيلي لا يؤمن  بحل الدولتين . انه يدفعنا نحو الدولة الواحدة والرجل الواحد والصوت الواحد.

 

س :  هل انتم مع مثل هذه الحلول ؟

 

ج : انا شخصيا لست ضدها لكن عندما يتوقف الاحتلال. لكن ماذا عن المسئولين الاسرائيليين  عندما يرفضون دولة فلسطينية على 22% من ارض فلسطين التاريخية هل تعتقدون انهم يقبلون بحل الدولة الواحدة ؟ ما يقترحه المسئولين الإسرائيليين علينا هو الاحتلال بدون نهاية, أي سجن كبير لأربعة ملايين نزيل . بديهي ان ينتهي الوضع الى الانفجار .   الإسرائيليين يدفعوننا نحو ذلك .

 

س :  ماذا عن علاقاتكم بحماس في قطاع غزة؟ لقد  ذهبت زوجتكم  اخيرا من اجل مشاريع خيرية وما كان يمكن لها ذلك  بدون مباركة الاسلاميين ؟

 

زوجتي تعشق قطاع غزة وتعتقد انه أجمل من  جنوب فرنسا ، انا مازلت معارضا شرسا لحماس ،  ولن اعقد اي اتفاق سياسي معهم. لكن الوضع في عزة صعب جدا ولا يمكن لنا البقاء مكتوفي الايدي امام  هذا الوضع. لذلك اقترحت تكوين لجنة وطنية تضم كل النواب الغزاويين واوكلت لها مهمة ادارة المشاريع الانسانية والخيرية.

 

س : الصحافة الاسرائيلية توكد انكم على اتصال بوزير الدفاع اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، هل هذا صحيح ؟

 

ج: بالتأكيد هذا غير صحيح. عندما كنت في السلطة لم تكن لي خطوط حمراء ، كنت اقابل من اريد. لكن وانا خارج السلطة لا اقابل مسؤولين اسرائيليين ولا حتى امريكان. وعلى فكرة فان امريكيا ترفض منحي التأشيرة منذ 2004. انهم يكرهونني لاني انتقدت تدخلهم في العراق.

 

س : هل انتم مرشحون لخلافة محمود عباس ؟

 

ج:  انا لا ارغب في هذا المنصب. لكن سأدعم  كل شخص قادر على تحمل هذه المسؤولية وقادر على تلبية طموحات الفلسطينيين. مثل مروان البرغوثي (قائد الانتفاضة السابق المحكوم بالسجن مدى الحياة في اسرائيل) ،  لكني لن اكرر الحماقة مرة أخرى  بانتخاب ابومازن آخر . اريد ادارة مشتركة تلك التي تقدم الحلول عوض ان ترفع الشعارات.

 

س: في حزيران 2017 تمر خمسون سنة على احتلال الاراضي الفلسطينية ،  الا تعتقدون انها فرصة لمراجعة الاستراتيجية الفلسطينية؟

 

ج:  لنا الحق في مقاومة الاحتلال ولكن من واجبنا الاتفاق على طرق المقاومة. بالبنادق او بالطرق السلمية؟ على المجتمع الدولي أن لا ينظر الينا على اننا مجرمين . حق المقاومة المشروعة يجب ان يكون بأقل الاثمان وبالجدوى القصوى.

 

س : المجتمع الاسرائيلي ينحو اكثر نحو اليمين. هل مازال السلام ممكنا؟

 

ج: الإسرائيليين هم عاطفيون كالعرب تماما. من وجهة نطري اعتقد انهم يريدون السلام. من يساندون ناتنياهو هم انفسهم الذين ساندوا اسحاق رابين زمن مفاوضات السلام ونفس اليهود ساندوا ايهود بارك عند انسحابه من لبنان. المهم هو ما يريده المسئولين الإسرائيليين. نتياهو اليوم يشبه اي طاغية عربي مع بعض الرتوش  الديمقراطية. يسيطر على 100% من الحياة السياسية الاسرائيلية. للأسف لا في حزب الليكود او لا في حزب العمل  ارى احد قادر على مخالفته  واي احد قادر على فرض القرارات الضرورية للسلام.

 

المصدر : صحيفة لوموند