خبر حقيقة ما يجري في موسم الحاج.. تدخلات في القرعة وعراقيل متعمدة

خبر حقيقة ما يجري في موسم الحاج.. تدخلات في القرعة وعراقيل متعمدة
خبر حقيقة ما يجري في موسم الحاج.. تدخلات في القرعة وعراقيل متعمدة

محافظات: المشرق نيوز:

في محاولة لفهم التجاوزات التي تقع خلال موسم الحج، وتلافيا للمعيقات التي تضعها بعض الجهات الداخلية في سبيل عرقلة هذا الموسم الديني الهام، سلط الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة-أمان الضوء على جهود الجهات الرسمية الفلسطينية والاجراءات والتدابير المتخذة لمواجهة التحديات ذات العلاقة بإدارة خدمة الحج للعام 2016 انطلاقاً من مبدأ تعزيز الشفافية ونشر كافة المعلومات المتصلة بالخدمات التي تديرها الجهات الرسمية ومن ضمنها خدمات الحج.

مستشار مجلس ادارة ائتلاف أمان لشؤون مكافحة الفساد د.عزمي الشعيبي، أوضح أن اعداد طالبي التسجيل للحج أكبر بكثير من الكوتا المخصصة لفلسطين، الأمر الذي يفتح المجال للفساد ولطلب الواسطة والمحسوبية في التسجيل، ما يؤدي إلى اتساع أعداد المتذمرين ممن لم يحالفهم الحظ أو ممن لا واسطة لديهم.

وأكد الشعيبي ان أغلب الاحتجاجات تتركز في أنه رغم وجود القرعة، إلا أن الامر لا يخلو من الاستثناءات التي تفتح الباب أمام مزيد من الخروقات، خاصة فيما يتعلق بالمنح التي تتوفر بأعداد كبيرة في بعض الأحيان، وتقدر بـ1000 مقعد أو يزيد ما يوازي قرابة 20-25% من العدد الكلي المخصص لفلسطين. مشدداً على أن الحدث الأخير الذي دفع إلى التحرك باتجاه فتح هذا النقاش هو الاعلان الذي ورد في صحيفة القدس، الذي طالب المواطنين المقدسيين بمراجعة مكاتب حركة فتح للتقدم للمنحة الخاصة بالقدس.

الوكيل في وزارة الاوقاف زياد الرجوب شدد على استعداد وزارته المشاركة في أي نقاش بما يضمن الإجابة عن جميع التساؤلات المتعلقة بعملية إدارة الحج، مؤكدا على وجود تطور واضح فيما يتعلق بالإجراءات الناظمة التي وضعت حدا لنفوذ الوزراء والمتنفذين وتأثيرهم على صنع القرار، خاصة بعد ان تم تقديم مشروع لمجلس الوزراء يطالب بتقليص نفوذ وصلاحية المسؤولين، وتقليل عدد الحجاج من خارج القرعة إلى اقل من 10% من كل بعثة الحج، بحيث بدأ تطبيق هذا القرار منذ ثلاثة أعوام والعمل به وفق لائحة عمل منظمة.

وبالحديث عن الحجاج الذين يتم اعتمادهم خارج قرعة الحج، فأشار الرجوب إلى ان النسبة التي تم تحديدها بـ10% كحد أقصى تقسم بناء على عدة محددات ما بين مكتب الرئيس ومجلس الوزراء والحالات الانسانية والاعتبارية، مؤكداً انه لا ينفي بالمطلق وجود حالات تم فيها خروج عدد من اقارب المسؤولين كمرافقين لهم وعلى حسابهم الشخصي، ما يتنافى مع وجود اية شبهات فساد. وشدد الرجوب على أنه من أنصار تقليص هذه النسبة إلى ما دون 10%، ودافع أيضاً عن بعض الحالات التي يتم فيها اتخاذ بعض القرارات الاستثنائية الميدانية بناء على الحالات المختلفة والتقدير والاجتهاد الشخصي دون اعتداء على حقوق الحجاج في القرعة.

لا استثمار في الحج

وفيما يتعلق بالإدارة المالية لعملية الحج، شدد الرجوب على وجود تعليمات واضحة من الرئيس بمنع الاستثمار بالحج، بحيث يتم صرف كل ما يؤخذ من الحجاح لخدمتهم وتسهيل رحلتهم، على أن يتم وضع الفائض في صندوق الحج والعمرة والسحب منه في حالة النقصان. وفيما يتعلق بترتيبات الحج بين الضفة وقطاع غزة اعتبر الرجوب أن عملية التسجيل والاختيار والقرعة في غزة تتم بشكل محصور وايجابي دون وجود مشاكل تذكر، مشيراً إلى أن العمل على تنظيم الرحلات يدار بين الوزارة وشركات الحج والعمرة بتعليمات مبنية على قانون الحج الأردني لسنة 1966 فضلا عن الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف لتنظيم رحلات العمرة لأهالي القطاع من خلال معبر رفح او معبر بيت حانون كخيار ثانٍ قابل للدراسة واحتمالية التنفيذ في حال سمح القائمون على إدارة قطاع غزة به.

تحسينات جوهرية

وفي جزئية سكن حجاج فلسطين اتفق الرجوب مع التوجهات التي تحدثت عن الوضع السيء الخاص بسكن حجاج فلسطين من ناحية بعده عن الحرم من جانب وتدني الخدمات فيه من جانب آخر، مشيراً إلى أنه تم الانطلاق لتحسين الوضع في المدينة المنورة بهدف تحسين السكن مع زيادة قدرها من 60-70 دينارا، بعدها تم الانتقال الى مكة المكرمة بالانتقال من غرفة تتسع لـ 8-10 حجاج إلى الاكتفاء بـ6 حجاج كحد أعلى فضلا عن استبدال الغرف بشقق فندقية تحتوي على خدمات داخلية. التحسن الثاني تمثل أيضا في خدمات نقل الحجاج بحيث تم وضع مواصفات متقدمة والالتزام بها ترتقي بمستوى الخدمة. وتطرق الرجوب إلى الحديث عن الية شراء الخدمات الخاصة بالنقل والتي مرت بمراحل عدة بدءاً بطرح العطاءات التي كانت لا تضمن جودة الخدمة مرورا باستدراجات العروض التي كانت تقيد عمل اللجنة، وانتهاء باعتماد نهج الدمج بين الشراء المباشر واستدراج العروض لضمان أفضل جودة.

 مكرمة الأسرى

من جانب آخر تطرقت اريج عياش من وحدة الرقابة الداخلية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى ضرورة المطالبة باستمرار مكرمة عائلات الأسرى أسوة بعائلات الشهداء التي كان من المعتاد أن يتم منحها لـ1000 أسرة سنويا وتوقفت منذ 3 سنوات. وأشار الرجوب في هذا الصدد إلى أن توقف مكرمة الأسرى هو قرار سعودي لا علاقة للجانب الفلسطيني فيه، وجاء بسبب إشكاليات ميدانية داخلية تمثلت في سلوكيات بعض مرافقي الحجيج، مؤكداً ان الوزارة تجدد مطالبتها للسعودية سنوياً بإعادة هذه المكرمة إلى سابق عهدها.

أما نائب رئيس مؤسسة رعاية أسر الشهداء خالد جبارين، فأوضح أن مكرمة الحج لأهالي الشهداء بدأت منذ عام 2000 واستمرت لثلاثة أعوام وجددت منذ عام 2009 لتنتظم حتى هذا العام. وفي المعايير التي تحكم آلية اختيار الحجاج من هذه الفئة اشار جبارين إلى أنه يتم تقسيم أسر الشهداء إلى فئتين هما: الشهداء القدامى وشهداء الانتفاضة الثانية، ففي حين يتم اعتماد تاريخ الاستشهاد لشهداء الانتفاضة فإن اختيار الحجاج من ذوي الشهداء القدامى يكون بناء على عمر المستفيد من الشهيد.

وأكد جبارين أن العدد الكلي لهذه المكرمة هو 1000 مقعد مقسمة بالتساوي بين الضفة وغزة، بحيث تتحكم المؤسسة في الضفة بـ310 مقاعد (حوالي 155 أسرة بمعدل شخصين لكل شهيد)، في حين يذهب 40 مقعدا لصالح مكتب الرئيس، 130 لصالح شهداء الساحات الخارجية، 20 للمرشدين والإداريين.

الحالات الخاصة

وأكدت النقاشات على ضرورة العمل بإجراءات مكتوبة وواضحة يتم اعتمادها كنظام من مجلس الوزراء يحكم عملية ادارة الحج ما يعكس شفافية الجهات التي تديرها وتقلل من نسبة الشكاوى، فضلا عن تخفيض نسبة الذين يتم اختيارهم من خارج القرعة لحساب مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء والأجهزة الأمنية والقدس والحالات الخاصة من 10% إلى 5% كحد أقصى، بالإضافة إلى إعادة التفاوض مع الجانب الأردني لوقف العمل بنظام الناقل الوحيد وإرجاع الأمور إلى سابق عهدها والى التفاهمات التي كانت سائدة حتى 2009.

 

 

المصدر- فلسطين الآن