تقرير: جميع الأسرى خلال السنوات الخمس الأخيرة تعرضوا للتعذيب

تقرير: جميع الأسرى خلال السنوات الخمس الأخيرة تعرضوا للتعذيب
تقرير: جميع الأسرى خلال السنوات الخمس الأخيرة تعرضوا للتعذيب

غزة – مشرق نيوز

دعا الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إلى ضرورة الكشف عن حجم جرائم التعذيب الجسدي والنفسي، التي تُرتكب بحق الأسرى في التحقيق، وغرف السجون، والتي لا حدود لها، ولا رقيب، أو حسيب.

وأشار في تقرير، وصل "مشرق نيوز" نسخة عنه، الأحد، لمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، الذي يصادف يوم 26 من شهر حزيران، استنادا للإحصائيات المتوفرة خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلى أن كل من اعتقل تعرض لشكل من أشكال التعذيب أي بنسبة 100%، وأن جميع الأسرى تعرضوا للمعاملة المهينة السيئة واللاإنسانية، وإلى الشتائم وتكبيل الأيدي وعصب الأعين.

وبين التقرير أن 91% ممن اعتقلوا تعرضوا للدفع والصفح والضرب، و82% تعرضوا للحرمان من النوم، فيما تعرض 85% للوقوف فترة طويلة، و68 % تعرضوا للشبح، و95% لم يتلقوا طعاماً مناسباً أو شراباً صحياً وفي الوقت المناسب، و57% تعرضوا للبرودة أو الحرارة الشديدة، و47% تعرضوا للمكوث ساعات وأياما في ما تعرف بالثلاجة، وأن أكثر من 63% تعرضوا للضرب والضغط على الخصيتين.

وكشف عن الأساليب اللاأخلاقية التي استخدمها الجنود والمحققون مع الأسرى، موضحا أن 90% من الأطفال تم التعامل معهم بطريقة عنيفة جدا، بضربهم والتنكيل بهم، بينما وصلت محاولات تهديدهم جنسيا إلى 16% من حالات اعتقال الأطفال، فيما تحولت المستوطنات لمراكز للتعذيب والابتزاز والمساومة، لا سيما مع الأطفال، منوها إلى أنها شكلت ظاهرة في الأعوام الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أصناف أخرى من التعذيب، تعرض لها البعض بنسب أقل ومتفاوتة، مثل التعرض للهز العنيف، والتكبيل على شكل موزة، وإجبارهم على القرفصة، وتقليد أصوات الحيوانات، وشرب البول أو الماء الساخن، والاعتداء بالهراوات، والغاز المسيل للدموع، والرصاص، والضرب بوحشية  بواسطة البنادق على كافة أنحاء الجسم، واستغلال أماكن الإصابة أو الجرح، والصعق بالكهرباء، والحرمان من زيارات الأهل، والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي، وإحضار أحد الأقارب كالزوجة والشقيقة أو الوالدة.

وأوضح أن التعذيب اعتمد في البدايات على التعذيب الجسدي، ثم استحدثت أساليب التعذيب النفسي، وتطورت تدريجيا وأصبح هناك مزج فيما بينها.

وأشار التقرير إلى أن الإحصائيات تفيد بأن 70 أسيرا استشهدوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967، من مجموع 202 معتقل استشهدوا منذ العام 1967 ولغاية اليوم، بالإضافة لعشرات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم بأيام وشهور، نتيجة الإهمال الطبي، والتعذيب، وبسبب أمراض ورثوها عن السجون جراء التعذيب والإهمال الطبي.

وأوضح أن هناك الآلاف من الأسرى السابقين، سيما الذين تعرضوا للتعذيب الشديد أو الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر، ما زالوا يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة، ورثوها عن سجون الاحتلال، والمئات منهم استشهدوا جراء ذلك، وبعد تحررهم بشهور، أو سنوات، والنماذج كثيرة.

وكشف عن شهادات عديدة أكدت مشاركة بعض الأطباء بتعذيب الأسرى والأسيرات، وبشكل مباشر وتخليهم عن أخلاقيات المهنة، وانتحالهم صفة المحقق، أو غير مباشر، من خلال الصمت أمام تعذيب الأسرى المرضى، وما يمارس ضدهم، وفي بعض الأحيان تحولت عيادات السجون لأمكنة للتحقيق والتعذيب والمساومة والابتزاز.

وبين التقرير أن التعذيب لم يقتصر على الأسرى في سجون الاحتلال، وإنما امتد وطال ذويهم وعائلاتهم وهم في طريقهم لزيارة أبنائهم، مشيرا إلى أنهم يتعرضون للتعذيب، والإهانة، والتفتيش العاري، والتحرش الجنسي أحيانا، أثناء دخولهم للزيارة ، بهدف إذلالهم وامتهان كرامتهم وإلحاق الأذى بهم.

يذكر أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة كانت قد أقرت في الثاني عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام1997، يوم السادس والعشرين من شهر حزيران، يوما عالميا لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه وتأهيلهم، تحييه وتحتفل به سنويا، ومعها كافة المنظمات، والمؤسسات الناشطة في مجال حقوق الإنسان في العالم، باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م.