خبر مدينة القدس بين ماضٍ عظيم وحاضر أليم بقلم : أ . عاطف صالح المشهراوي

خبر مدينة القدس بين ماضٍ عظيم وحاضر أليم   بقلم : أ . عاطف صالح المشهراوي
خبر مدينة القدس بين ماضٍ عظيم وحاضر أليم بقلم : أ . عاطف صالح المشهراوي

مدينة القدس بين ماضٍ عظيم وحاضر أليم

 بقلم : أ . عاطف صالح المشهراويكاتب من غزة

إنها القدس .. ما أروعها من كلمة تتردد على الألسنة بذكرها والتمتع بجمالها ، فهي المدينة التي يشتاق إليها كل حر ، ويتعطش لزاد جمالها ورونقها كل محب ، ما أروعها من  مدينة تَسعد بها النفوس وتقربنا من الرب القدوس ، ما أجملها من كلمة تتحرك بها الشفاه وتسجد بها الجباه ، ما أبهاها مدينتنا عاصمتنا ! ما أحلاها ! لا يمكنني أن أعبر عن مدى حبنا إليها ، فهي واقعاً ملموساً في حياتنا ، ونبراساً يضئ لنا طريقنا في دياجير الظلام الحالك .

مدينة القدس لها مكانتها العظيمة والمرموقة بين مدن العالم ، فهي مهبط الأنبياء والديانات السماوية ، وهي ملتقى الرسالات ، و مسرى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ، إذ قال الله تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"  فهذه المكانة المقدسة المباركة للمسجد الأقصى هي مكانة دينية عظيمة استقرت في قلوب المسلمين فأصبحت جزءاً من عقيدتهم ، لاسيما أنها تغزو أفئدتهم بالشوق والمحبة ، فهي التي تمثل ديننا الإسلامي السمح .  

هي المدينة المقدسة التي إذا نظرت إلى آثارها العظيمة تستحضر مباشرة ماضٍ عظيم وتراث  أجدادنا الفلسطينيين ، فحيثما أرسلت طرفك أو نقّلت خطاك وجدت حجراً يكلمك ، أو أثراً يلهمك ، أتدري كم مرة طلعت علية الشمس ؟ وكم نظرة نظر إليه الأخيار ؟ وكم سالت علية دماء شهدائنا الأبرار ؟ أليست هذه المعالم والآثار دليل حضارة أجدادنا الفلسطينيين والمسلمين ؟

إنها مدينتنا عاصمتنا الأبدية التي تقف شامخة برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها وشيوخها ومجاهديها .. تقف شامخة تلاطم جرائم موج بني صهيون ، فالمتأمل والناظر إليها يرى تاريخاً عظيماً مشرفاً حافلاً بالذكريات التي تبعث بالعز والمجد إلى نفوسنا ، منها نستمد عزيمتنا وقوتنا ، فهي التي ما زالت رغم ألمها ترضعنا حباً وعشقاً لها .

ستبقى القدس جزءاً من هويتنا وقضيتنا نحملها جرحاً وألماً ، وأملاً في مستقبل يليق بها .. ستبقى رمزاً دينياً وتاريخياً لا يمكن أن يُنسى مهما كثرت المحن واشتدت الفتن ، ومهما كثر الهرج والمرج ، ستبقى عاصمتنا تحيا في قلوبنا بمعالمها وبأقصاها ذو المكانة الهامة في نفوسنا ، ستبقى الدعم لنا لتعزيز ثباتنا في وطننا وصمودنا وتصدينا للتحديات التي تواجهنا .

أيها الناس إنها قدس الأقداس نطالبكم ونطالب الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع بأن لا تتجاهلوها أو تتركوها للأعداء خاصةً في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي تمر بها والتي ما زالت تضيع في الزحام وسط التآمر بين اللئام ، تموت ألف مرة في هذا العالَم الظالم الذي يحكمه الأقزام ، لكنها بمشيئة الله ستفجّر الفولاذ في قلوب و أوردة أعداؤنا الظُلام .

سيبقى الولاء لها والحق لنا ولها قوة جبارة من قوى الديان ، ستسخر من الطغاة الظُلام وتمهلهم قليلاً ثم تسحقهم ، وتجعلهم وكأنهم لم يكونوا ، فمهما تآمر المتآمرون ومهما طال الليل فأن خيوط الفجر قادمة لا محال ، حيث أن تحريرها سيبقى من أولويات أعمالنا ، وما تقدمه المقاومة المباركة من جهاد واستشهاد حق لمدينتنا وحفاظاً عليها لتبقى عاصمتنا الأبدية . 

هكذا هي القدس ستظل العبرة والفكرة .. فهي التي فرضت نفسها في وجدان كل إنسان كبيراً وصغيراً ، تماماً كما فرضت نفسها في قصص التاريخ وأحداث الحاضر وآمال المستقبل .. هي القدس المكان والأمان التي جمعت الإنسان والزمان والأديان .. هي القدس التي تتزاحم معها المآسي والمشاكل والأفكار القديمة والجديدة  ، لا يمكن أن تغيب عن أذهاننا ، فهي التي تعود دائماً لتتصدر الاهتمام لأنها القضية المحقة والبذرة الناضجة الجميلة التي تُزهر بأرواحنا الخير والبركة ، فإذا كنا نحمل بذرتها داخلنا فالخير فينا .