خبر نساء رهن الاعتقال السياسي- سهيلة عمر

خبر نساء رهن الاعتقال السياسي- سهيلة عمر
خبر نساء رهن الاعتقال السياسي- سهيلة عمر

 نساء رهن الاعتقال السياسي- سهيلة عمر

كلنا فجعنا باعتقال المناضله النائبه في المجلس التشريعي خالده جرار على يد الاحتلال بسبب آرائها ا مواقفها لسياسيه وحتى اليوم لم نستطيع ان نستوعب سبب اعتقالها بحجة مواقفها السياسيه بينما مواقفها تماثل مواقف جميع السياسيين في كافة الفصائل الفلسطينيه وعامة الشعب الفلسطيني، فلماذا تستهدف هي والقانون العالمي ينص على الحفاظ على كرامة المرأه وعدم اعتقالها على خلفيه انتمائها السياسي.

لم اكن من المتابعين لخالده جرار فساحتنا الفلسطينية تعج بالعديد من المفكرين والسياسيين. الا اني اذكر اخر لقاء لها كان عام 2014 على قناة فلسطين اليوم ولم اتابعه جيدا بسبب مشكلة الكهرباء لذا لا اذكر تفاصيله، لكن اذكر انني بهرت كثيرا بشخصيتها وتحليلها الواقعي للوضع الفلسطيني. لم تكن تتحدث عن سلطات او مناصب او كراسي او رواتب موظفين كما يحدث اليوم بمعظم مقابلات السياسيين من حماس وفتح، بل لم تتحدث باسم فصيلها وهو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكنها كانت تركز في حديثها عن ممارسات الاحتلال بأسلوب جدا شيق يشد الجميع لسماعها ويعكس تاريخها النضالي ضد الاحتلال، وكانت تتحدث عن الانقسام بوعي شديد. مع انني عاده اتخذ موقف من الغير محجبات انه ينقصهن شيء من الوعي الديني، لكن المناضلة خالده جرار شذت عن هذه القاعدة فالمقابلة كشفت لي انها تستحق ان تكون رمزا للمرأه الفلسطينيه بوعيها ونضالها السياسي. تساءلت حينها هل يعقل ان تترك اسرائيل امرأه بهذا الفكر النضالي حره طليقة لتنشر الوعي وسط المجتمع الفلسطيني بحقوقه وتحارب الفساد وتناضل ضد الاحتلال ؟؟ جاءت الإجابة سريعة ان تم اعتقالها على يد الاحتلال على خلفيه مواقفها السياسية.

حتما الاحتلال يدرك قدراتنا الفكرية والنضاليه ولن يترك امرأه مناضلة كخالده جرار حره طليقه. لذا تنتصر نظريه حماس في اهميه المقاومة ووجوب تكثيف الانتفاضة في الضفة لطرد الاحتلال كما حدث في غزه فلا يتجرأ الاحتلال ان يدخل الضفة ليقيم الحواجز ويعتقل ويعدم كما يشاء.

اناشد جميع المسئولين التدخل لا طلاق سراحها، فهذه المراه نموذج مشرف للمرأة الفلسطينية، واعتقلت خصيصا للجم لسانها وتكميم فاهها بعد ان تيقن الاحتلال ان لديها فكر ووعي وكاريزما تشد الشارع الفلسطيني اليها. خالده جرار مكانها ليس في السجون، نحن بحاجه لها بيننا لتزيدنا وعيا ونشاطا ونضالا.

 اما في غزه، فقد طرأ حدث جديد في ساحة غزه يتمثل في اعتقال الناشطة الفتحاوية مروه المصري ومن ثم رايت انه من واجبي التعليق على هذا الامر حتى لا تستشري ظاهرة الاعتقالات السياسيه للنساء في غزه. علما انني لا اعرف هذه الناشطة ولا اعرف اسباب الاعتقال، واكتب من منطلق ما شاع في وسائل الاعلام انها اعتقلت لاسباب سياسيه.

نحن لا نعفي النساء من المخالفات الجنائية كالاختلاس او السرقة او الزنا او حيازة المخدرات او القتل، لكن لا نستطيع ان نستوعب ان تعتقل امرأه لم تثبت عليها أي مخالفه جنائية لمجرد نشاطها السياسي مع حزب معين. هل اقر الاسلام اعتقال النساء على اراءهن او نشاطهن السياسي ؟ بل حتى نساء الرسول كن يعارضونه ويطالبونه بزيادة النفقة فطلب الله تعالى من الرسول ان يعتزلهن شهرا ثم يخيرهن بين البقاء معه او الفراق وانزل الله تعالى الآية: ((يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ( 28 ) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما )).

من هنا نجد ان الله لم يجبر الرسول على تحمل الحياه معه ولم بعقابهن بالحبس او الضرب لترويضهن، بل طلب الله تعالى من الرسول احترام رغبتهن في الحياه. لذا لا استطيع ان اتفهم لماذا لا نحترم نشاط المرأه السياسي او آرائها او خياراتها طالما انه لا يوجد فيه أي تعدي على شخص بعينه. وحتى مصر التي عرفت بسياستها الشاذة بترحيل الفلسطينيين من المعبر للمطار حتى لا يدخلوا مصر، الا انه يمنعها القانون الدولي من ترحيل النساء بتاتا الا برضاها في حال مرافقتها لعائلتها. ثم انني لا اعرف ما هو الجدوى من اعتقال امراه لم تعتدي على احد اعتداء واضح صريح على خلفيه مواقفها ونشاطاتها السياسية.

المرأه في قطاع غزه هي اصلا معتقله في منزلها بحكم العادات والتقاليد والفطرة، ولا تخرج الا مجبره للدراسة بهدف التعلم او للعمل لكسب الرزق، ثم تعود لمنزلها ولا تخرج منه. هل رأيتم امرأه تخرج طشات مع زميلاتها كما يحدث مع الرجال؟؟ بل حتى لو شاءت المراه شراء شيء من الدكان القريب من بيتها لا تخرج وترسل من يشتريه لها. اما اذا الهدف من الاعتقال منعهن من التواصل مع السلطة او استخدام الانترنت لممارسة نشاط سياسي او ابداء آرائها عبر المواقع الاجتماعية، فالتواصل مع السلطة ليس جريمة يعاقب عليها الشرع او القانون طالما لم تؤذي احد من خلال تواصلها، والانترنت لا يعني للنساء كثيرا والمرأة تستخدمه من قبيل التسلية اذا وجدت وقت او حاجه له، واما النشاط السياسي فالنساء يمارسهن في الغالب من منطلق حب الظهور فلا تعنيهن السياسة من قريب او بعيد لكن وضع الاحتلال والانقسام جعل حتى الاطفال ملمون بأدق تفاصيل السياسة لا نه يمس حياتهم ومستقبلهم. كما ان معظم الكتاب وعامة الناس في المواقع الاجتماعية الذين عرفوا بصدقهم في ابراز معاناة الفلسطينيين هم بدون انتماء سياسي ويكتبون وللنقد واصلاح الاوضاع الخاطئة، فكيف ممكن تبرير اعتقال أي منهم ؟؟

لمن لا يعرف في عالم النساء، النساء عرفن برغبتهن في الثرثرة وحب الطبخ والازياء والعناية بأبنائهن ولا يأكلن الا ما يثقن بجودته، فهل ستتحمل المعتقلات توفير ذلك لهن ؟؟ ارجو ان اكون بكلماتي هذه اوصلت رسالتي ان الاعتقال السياسي للسيدات امر شاذا جدا لا يقبله المجتمع الو الدين او القانون، فأرجو اطلاق سراح جميع المعتقلات السياسيات في غزه والضفة واسرائيل ليعدن سالمات لبيوتهن وابناءهن.

الكاتب / سهيلة عمر