هل تستطيع الانتخابات اخراج عالمنا العربي من ازماته؟!! احمد السبعاوي

هل تستطيع الانتخابات اخراج عالمنا العربي من ازماته؟!! احمد السبعاوي
هل تستطيع الانتخابات اخراج عالمنا العربي من ازماته؟!! احمد السبعاوي

هل تستطيع الانتخابات اخراج عالمنا العربي من ازماته؟!! احمد السبعاوي

 الانتخابات , هل تصلح لعالمنا العربي؟
 
ما حثني علي التفكير بكتابه هذا المقال ما يحدث في مصر هذه الايام من اضاعه للوقت والموارد وانتشار للازمات والانشقاقات والتشققات في العزيزه مصر. وهنا اود ان ابدا بفكره الانتخابات كوسيله وحيده للوصول الي السلطه عبر صناديق الاقتراع وبالتالي الفئه الفائزه تذهب الي الحكم مدعمه بالشرعيه من الاصوات التي حصدتها واوصلتها الي سده الحكم لفتره معينه او لحين الانتخابات التاليه بعد عده سنوات .والجهه التي لم تفز تذهب الي المعارضه البناءه والقيمه علي تصحيح مسار اداره البلد والمساهمه من خلال مراقبه اداء الحكومه او اداء الجهاز التنفيذي ولفت انتباه الشارع لهذه الاخطاء وبالتالي يكون الاداء اقرب الي الصواب . وبما ان السلطه المطلقه مفسده مطلقه فبالتالي هناك حاجه بنيويه للمعارضه سواء بالبرلمان او في الصحافه او في الشارع ولكن دائما يجب ان تكون المعارضه وطنيه واخلاقيه وبناءه وجاده ايضا في العمل علي تحسين الاداء وتقويمه بالطرق السلميه.
وايضا علي الاداره المنتخبه او الرئيس المنتخب في حاله النظام الرئاسي ان تاْخذ كامل فترتها وتمارس كامل صلاحيتها بدون عوائق ا و محددات تمنعها من تنفيذ برنامجها التي وعدت ناخبيها به لا ان يتم فرض واقع يمنعهم من اداء مهمتهم بسبب لونهم او فكرهم الذي نختلف معه او يختلف مع فكرنا..
ان مارأيناه خلال الفتره السابقه ان الانتخابات تسببت حتي بعد حصولها وفوز طرف علي الاطراف الاخري بازدياد التقسيمات وازدياد النعرات سواء كانت طائفيه او قبليه او اتجاهات فكريه مختلفه , ومعظم الاسباب التي تثير تلك النعرات او الانقسامات والتشققات داخل الشعب الواحد بسبب نفسي في بدايه الامر وهو عدم القدره علي تقبل الهزيمه بروح طيبه من اجل الشعب, لا تتقبل فئات كبيره من القوي الوطنيه ان تعيش في الصفوف الخلفيه او ان تعترف بالهزيمه وتعيد بناء نفسها من جديد. ما رأيناه ان القوي المعارضه لاتهتم كثيرا بمصلحه الشعب وبدلا عن ذلك تبحث عن اثاره الشارع لاسقاط الرئيس بعد اربعه اشهر من انتخابه , وسواء كان ذلك بحاله مصر ام بحاله تونس فان المعارضه تلجاْ الي التخويف من الاحزاب الدينيه الحاكمه وتلجاْ في بعض الحلات بتشويه صوره هذه الجهات ويطالبوهم بمطالب تتناقض مع مبادئهم رغم انهم منتخبين علي اساس هذه المباديْ .ويؤدي ذلك الي تشويه صوره البلد والايحاء للعالم الخارجي بان هذه البلد غير مستقره ومن ثم تفقد الاستثمارات والسياح والقوه الناعمه المهمه في الصوره الخارجيه, فبدلا من ان تعطي الممارسه الديموقراطيه الي اعاده احياء لهذه الدوله وتعطيها قوه انطلاق تراها تترنح في الانقسامات والخلافات الداخليه...
ان اول تجربه ديموقراطيه تم الانقضاض عليها من الجيش كانت في الجزائر عام 88 حيث فازت الجبهه الاسلاميه للانقاذ ولم يتم منحهم اي فرصه ليحكموا او ان يكونوا طرفا في الحكم فانقلب عليهم الجيش وادت تلك الفتره الي دمار ودماء لم تستطع الجزائر تحمل تكلفتها لفتره طويله من استقرارها ورفاهيه شعبها...وراْينا في التجربه الفلسطينيه انتخابات برلمانيه نزيه فازت بها حماس عام 2006 وتم الانقضاض علي التجربه بوضع الكثير من العراقيل امامها بسبب او بدون سبب خارجيا وداخليا سواء من قطع الاموال الي حصار غزه الي النتائج المترتبه علي الانقسام والتحارب امام العالم والكوارث التي حلت بالقضيه الفلسطينيه من وراء ذلك لم ينتهي الشعب الفلسطيني من دفع تكاليفها لغايه الان خاصه غزه التي اشبعت حروب وحصار وقتل واستفرادا بسبب رفض التعايش بين الفصيلين او بين من فاز ومن كان حاكما ولم يفز في تلك الانتخابات..
وفي الازمه الحاليه الدائره في مصر الان والتي من الواضح ان الرئيس مرسي حاول القيام بما عليه القيام به من عمليه التطير والاصلاح عبر اقاله النائب العام المفروض عليه من زمن مبارك ومن اصلاح جهاز القضاء المتربص به بسبب او بدون سبب. ان ما نتج عن محاوله الرئيس مرسي اصلاح وتنفيذ مطالب الثوره ووعود انتخابيه عليه ان ينفذها ان ثارت القوي الوطنيه الاخري لتشكل جبهه الانقاذ ولتطالب بالغاء الاعلان الدستوري وترفض الاستفتاء بل وتطالب باسقاط النظام ورحيل الرئيس مرسي بعد اقل من 5 اشهر علي توليه المنصب .
لقد سببت هذه الاحداث الي خسائر فادحه للاقتصاد المصري وانهيار الصوره القويه لمصر ديموقراطيه ورئيس منتخب اضافه الي الارواح والعداوات التي خلقت من نتائج هذه الاحداث, وهنا لابد من الاشاره الي حق المعارضه في الاختلاف والتصحيح بالسبل الديموقرطيه وحق الرئيس في تنفيذ برنامجه الذي انتخب علي اساسه .
ومهما كانت نتائج العمليه الانتخابيه فان هناك مطلب اضافي يجب ان يتحقق في العالم العربي وهو التوافق , اي علي الفائز في الانتخابات ان يتوافق مع من هم في المعارضه والوصول الي سياسه متفق عليها او موافق عليها من الاغلبيه وحتي لا ترفض هذه القوي اي مقترح من قبل الحكم وكي لا تحدث هنا الكارثه وتتحول العمليه الديمقراطيه الانتخابيه الي عمليه فارغه ,فلاهي اعطت الرئيس الصلاحيه ليقود البلد ويطهرها او يصلحها ولا المعارضه مارست الدور الايجابي ولا الشعب استفاد وخرج الي مرحله البناء الجاد بعيدا عن التجاذبات الفئويه وهنا المعضله ...ماذا نفعل الان؟ لن اقدم وصفه سحريه للخروج من الازمات والمشاكل النفسيه والاجتماعيه التي تعيشها القيادات السياسيه والاجتماعيه والقبليه والطائفيه في الشرق الاوسط ولن اشير هنا الي القوي الخارجيه التي تسخر بعض القوي المحليه لافساد الحياه السياسيه وقتل اي نهضه ممكنه او حتي انتعاشه نفسيه تساعد علي التفكير في برامج تنمويه نهضويه تعالج مشاكل البلد بشكل جدي ومن ثم التطلع للامام .
ان الشعوب العربيه وفي زمن الربيع العربي تواقه الي الاصلاح والتنميه والديمقراطيه والانتعاش الاقتصادي وهنا ان لم تلتزم الاحزاب والقوي بنتائج العمليه الانتخابيه وتتعامل بايجابيه مع مصالح الوطن قبل مصالحهم فان الازمه ستتواصل في الدول الاخري اللاحقه مثل سوريا والعراق واليمن ويمكن السعوديه .. وهنا لابد من ايجاد القياه المشتركه الوحدويه بانتخابات او بدون وحسب قدره كل حزب او فصيل علي العطاء الوطني والمساهمه في النهضه الشامله للامه والشعب طبعا هنا نفترض حرص الجميع علي الوطن..ان القياده المشتركه الواعيه والمخلصه لشعبها كفيله بتحييد الاختلافات الضيقه والمصالح الخاصه واتخاذ القرارات بشكل جماعي قادر علي ان يساهم في رفع شان الامه والالتزام بتحقيق رفاهيه المواطن وامن الوطن. هناك طرق وتجارب يمكن الاستفاده منها بخصوص القياده المشتركه مثل الاتحاد الاوربي والحكومات الائئتلافيه, اي ان تتحالف الاحزاب لمافيه تحقيق الاجندات الوطنيه ورفض التدخلات الخارجيه من خلال بعض الاحزاب او القوي.
وهنا يجب الاشاره الي ان القوي الغربيه لايجب ان يكون لها اي دور في قضايا بلداننا الداخليه وليس من حقها ان تعارض او تؤيد ايا من الاحزاب او ترفض ذلك الحزب لعدم تبنيه اجنداتهم المتعارضه مع مصالحنا الوطنيه .وكان واضحا الدور الخارجي الرافض لنتائج الانتخابات عام 88 في الحزائر او عام 2006 في فلسطين وما مارسته ضد الفائزون في هذه الانتخابات.
.
نهايه فاذا كانت الانتخابات لا تؤدي للخروج من ازماتنا, سواء بسبب تعارضها مع النفسيه القابله للهزيمه في المجتمع العربي اوبسبب الهيمنه الخارجيه والتبعيه الداخليه لهذه الجهات الخارجيه , وبسبب عدم قدره قيادات المجتمع واحزابه علي الاعتراف بالهزيمه بشكل ديموقراطي وايجابي امام من انتصر وحصد غالبيه اصوات الناخبيين فاننا نؤكد علي ضروره بحث خيارات وبدائل قد تناسب وضعنا اكثر في هذه الفتره العصيبه من تاريخنا ...وهذه البدائل تتمثل في القياده المشتركه او التوافق الوطني او الاجماع العام علي القرارات المصيريه والهامه لمستقبل الوطن