منع شلح و"جوانب مظلمة" في "اتفاق النصر"! ..للكاتب حسن عصفور

منع شلح و"جوانب مظلمة" في "اتفاق النصر"! ..للكاتب حسن عصفور
منع شلح و"جوانب مظلمة" في "اتفاق النصر"! ..للكاتب حسن عصفور

لحظة سياسية هامة أن تطئ اقدام خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق أرض قطاع غزة، مشعل يصل اليها قادما من الدوحة، زيارة وقتية تحاول حركة "حماس" وبعض الأطراف الإقليمية الاستفادة منها قدر المستطاع لـ"ترسيخ حقائق" لها صلة بالمشهد المقبل، زيارة تتزامن مع ذكرى انطلاقة حماس الـ25 بعد انطلاق الانتفاضة الوطنية الكبرى في العام 1987، تمكنت خلال تلك السنوات ان ترتقي بمكانتها في الحضور الفلسطيني لتصبح رقما مؤثرا على المسيرة الوطنية، وحققت عام 2006 ما لم يكن متوقعا بهزيمة حركة "فتح" انتخابيا لتفوز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي، لتقفز الى موقع "القيادة السياسية"، حتى لو تتمكن من المحافظة عليها بالطريقة المناسبة، حتى وصل بها الأمر الى قيادة الانقسام الوطني الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية عام 2007 بطريقة عسكرية، كان به أسباب ساهمت في تحقيق سيطرتها على القطاع، وما زالت بالقوة العسكرية الجبرية..
 
وستبالغ حركة "حماس" الاحتفاء بزيارة مشعل، كونها أبرز ثمار "نصرها العسكري – السياسي" الأخير، وقد وصفته كل قياداتها وناطقيها بأنه "ثمرة للنصر الأخير"، كان لحماس أن تحتفي بأعلى درجات الإحتفاء بقدوم قيادتها السياسية لتزور أرض فلسطين عبر البوابة الجنوبية، وأن تمنحهم ما تريد من الأوصاف والألقاب، لكن "التواضع" مطلوب ايضا في "وصف الحقيقة"، من أجل "المصداقية" التي أصيبت بكثير من الخدش في صياغة "اتفاق التهدئة – وقف الأعمال العدائية"، وهو ما تعمل "حماس" على اخفائه عن الشعب الفلسطيني..
 
وجاء "الفيتو" الاسرائيلي على دخول د. رمضان شلح قائد "الجهاد الاسلامي" الشريك الرئيسي في معركة غزة الأخيرة، ومنعه من الدخول ونائبه زياد النخالة وأحد قيادات حماس المركزية صالح العاروري ليكشف أن "ثمار النصر" ليست تلك التي تقدمها حماس وسياسيها واعلامها وأنصارها الإقليميين بخصوص ما توصلوا اليه في "الاتفاق الأخير"، وأن دولة الاحتلال لا زال لها "اليد الطولى، في تقرير قضايا هامة.. التهديد الإسرائيلي الذي كشفته حركة "الجهاد الاسلامي"  وأكدته مصادر مصرية، يؤكد أن هناك بعضا من "ملامح سرية" لذلك الاتفاق، لا تتوافق مع ما نشرته  أو تشيعه "حماس"..
 
كان الأجدر بقيادة "حماس" أن تعلن رفضها للتهديد الإسرائيلي وتعلم الشعب الفلسطيني به، دون أن تؤجل زيارة مشعل وأبو مرزوق للحضور الاحتفالي، فهي فرصة يجب الاستفادة منها، لكن التأخي السياسي لشريك "الانتصار" كان يفرض عليها استنكار وادانة الموقف الإسرائيلي – الأمريكي واعتباره "خرقا صريحا"، لا تقبل به، وليس الصمت عليه وعدم الحديث عنه، ولولا جرأة د. شلح وقيادة "الجهاد الاسلامي" لكشف التهديد، لتاهت "الحقيقة" في صخب الاحتفال والاحتفاء، وربما لم تتوقع "قيادة حماس" أن يتم الكشف عن حقيقة "الفيتو"، بل أن المتتبع لكل وسائلها الاعلامية لن يجد أثرا لذلك "الفيتو" وكأنه حدث في "كوكب آخر"  وليس مع "شركاء السلاح" كما يحلو الترداد دوما وبلا ملل..
 
كان الأجدر والأنسب لحركة "حماس" أن تعترف للشعب الفلسطيني بالحقيقة التي توصلت لها، مع الطرف الاسرائيلي وليس الاستمرار في تضليله في جوانب لن يطول تغييبها، وها أن أحدها قد ظهر سريعا، أما اعتماد المكابرة وسياسية التجاهل، كما حدث مع "فيتو" منع شلح ونائبه، تؤشر الى أن "المصداقية" و"التواضع السياسي" لا زال باهتا، وهو شرط لا بد منه لو أريد حقا السير بتنفيذ اتفاق " المصالحة الوطنية"، كيف يمكن أن نعتقد بصدق الكلام عن المصاللحة وقيادة "حماس" تخلت سريعا عن أبرز "شريك" لها في "نصر حجارة السجيل" كما تقول حماس أو "السما زرقا" كما تصفها الجهاد.. بل أنها تتصرف وكأنه لم يكن أصلا.هناك منع وتهديد. تجاهل لا يستقيم مطلقا عن  مواصفات "المنتصر" ايا كان شكل الانتصار!
 
لعل مشعل وقيادة "حماس" تقوم اليوم، قبل الغد بكشف "الحقائق" للشعب الفلسطيني في الاحتفال الهام بذكرى انطلاقة حماس، وتستنكر ما قامت به تل أبيب وواشنطن ضد شلح ورفاقه، وتعلن أنها لن تقبل بعد اليوم، تكرار ذلك، فالصدق هو بوابة النصر وليس غيره..!