بقلم :منذر ارشيد

(مسرحية القرن) هل صبت الزيت على النار ..!؟

(مسرحية القرن) هل صبت الزيت على النار ..!؟
(مسرحية القرن) هل صبت الزيت على النار ..!؟

(مسرحية القرن) هل صبت الزيت على النار ..!؟ بقلم :منذر ارشيد

لا أعتقد أن هناك من فاته المشهد الكبير لمحاكمة مبارك وجماعته , وأعتقد أن معظم من شاهدوا الحدث أصبح لديهم قناعات كبيرة وربما كثيرة تتفاوت نسبيا بين المتفاجئن والمندهشين أو الرافضن والمستنكرين, طبعا ً هناك من هم راضون ..( لأنهم يعرفون ..!)

ولكن لا أعتقد أن عاقلاً اقتنع بما جرى في الجلسة الأخيرة التي هي جلسة النطق بالحكم
وكأحد الناس ممن شاهدوا الجلسة لم يكن استهجاني أو استنكاري للأحكام التي صدرت فقط
وإنما ما أذهلني هو التناقض الذي وضع نفسه به السيد المستشار رئيس المحكمة
والتناقض هنا ليس في الأحكام لأن الأحكام كما بررها إستندت إلى حقائق مثبتة على الورق
ومن خلال إنتفاء الأدلة القانونية حسب ما هو معمول في القضاء متجاهلاً الإثبات الأعظم
وهو مقتل أكثر من ألف من البشر بالرصاص والدهس والمعس والسحل والطعن
ولست هنا بصدد تفنيد أي مسألة قانونية لأني لستُ أهلاً لذلك
وما أنا إلا أهلاً لأبداء الرأي خارج القانون كمواطن عربي ممن يحمل في رأسه عقلاً وفي داخله ضميراً ووجدانا ً
بإختصار ...رأيت مهزلة ما بعدها مهزلة لقاضٍ تم تعريفه عبر وسائل الإعلام بأنه من أكفأ وأنزه وأعدل وأصدق وأطهر قضاة مصر , وكنا كمتابعين حريصين على أن يأخذ العدل مجراه في أخطر وأكبر قضية من قضايا العصر والتي دفع الشعب المصري فلذات أكبادهم من أجل الحرية والعدالة والكرامة ,خلال ثورة ٍ كانت أروع الثورات التي حددت أهدافها بإسقاط فرعون
أولاً وما زالت في طريقها لتحقيق باقي أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة .
كنا نشارك أهلنا في مصر مشاعرهم بكل صدق ومحبة وانتماء , ولا داعي لأن نطرح الأسباب ويكفي القول أن مصر أم العرب جميعاً ومنها وبها ربما سيكتمل الحلم العربي ,

وكنا أيضا ً سنقبل الحكم الذي ستصدره المحكمة لثقتنا بأنها محكمة عادلة غير مسيسة
لأن الأصل في الموضوع أن يبقى شيء يعتمد عليه الشعب المصري بعد أن كاد يضيع كل شيء وهذا الشيء هو القضاء المصري الذي يمثل رمزية من رموز الدولة كالجيش .

ولو أن السيد المستشار المحترم هذا القاضي النزيه وبما يحمل من الصفات التي كادت أن توهمنا أنه من صنف الملائكة , لو أنه اعتمد في هذه الجلسة المهنية المطلقة لخرج وأخرج المسألة برمتها بسلام وخاصة أنه غلف محاضرته بايات من القرآن تحث على العدل والانصاف والحق ,
وبما أن الجلسة كانت جلسة النطق بالحكم , فلوأنه إختصر المسألة كما هو العرف والعادة في المحاكمات وقال ...
بسم الله الرحمن الرحيم
بمقتضى ما جاء في حيثيات القضية وما توصلت إليه هيئة المحكمة من إثباتات حكمت المحكمة على التالية أسمائهم بكذا وكذا وكذا ...رفعت الجلسة
لكان أفضل له ...ولا يعني هذا أنه أفضل لغيره ... لا بل له شخصياً
أما وقد أخذ ما يقارب من الساعة وهو يلقي خطبة عصماء لم أسمعها من أي سياسي معارض ولا حتى من شباب ميدان التحرير ,وقد أفاض في شرح الفساد والاستبداد والظلم
لا بل رجع إلى ثلاثين عام مضت من السجون والمعتقلات وهتك الاعراض ونهب المال العام
ووصف حكم مبارك وأبنائه بالحكم الظلامي المستبد والذي روع الأمنين واستأثر بموارد الدولة وأفقر الناس وأذلهم وقتلهم ,ووصف الثورة أنها ما كانت إلا من أجل القضاء على الفساد والمفسدين وقد جائت ساعة الحقيقة وها هم الظلمة يأخذون قصاصهم.. ووالخ
ساعة كاملة وأنا أستمع للسيد رئيس المحكمة كدت أشفق على من داخل قفص المحكمة وقلت في نفسي ( يا رجل حرام عليك أهلكتهم قبل أن تعدمهم )
( خلاص أنطق الحكم وكفاك تعذيباً لهؤلاء المساكين )
كانت مرافعة قاسية جداً ولا أعتقد أن الإدعاء العام قال ما قاله السيد المستشار
في تشهير وفضح وإدانة لمبارك وكل من له صلة بمبارك حتى اعتقدت أعتقدت أنه سيقول العبارة الشهيرة (( تُرفع الأوراق إلى مفتي الديار المصرية ))
أعتقد أن هذه المرافعة الصاعقة من قاضٍ من المفترض أن يكون حيادياً حتى
أثناء المحاكمة لأن عمله يقتضي إدارة الجلسات والاستماع لكل من له علاقة سواءً المحامين أو الشهود أو الادعاء العام ووظيفته في النهاية أن يقرر فقط
لم أرى ولم أسمع في المسرحيات الهزيلة ولا حتى في( شاهد ما شفش حاجة )
كهذه المسرحية الهزلية ولا متهمها ولا حتى مثل هذا القاضي الفاضي .

أما وبعد أن انتهت المحاكمة وفي لحظة النطق بالحكم يأتي وقبلها بهذا البيان الثوري
فأنا هنا أضع تساؤلاً لكل صاحب رأي وكل صاحب عقل وضمير أن يعطينا إجابة على هذا التساؤل والذي من مضمونه لماذا حدث هذا ..!
لا أقول الحكم الذي لي ولكم رأي فيه, ولكن..
(( لماذا هذه الديباجة التي سبقت النطق بالحكم.! ))
ما هي الحكمة في كل ما جاء على لسان القاضي من كلام قاس ٍ وأين الذكاء فيها ,
وهل ساعدت في إستيعاب الأحكام ..المتناقضة ..وهل الأحكام بما فيها الحكم على مبارك والعدلي بالمؤبد تعني فض المولد وإنهاء القضية بعد فترة من خلال النقض أو العفو .!

حسب وجهة نظري أعتقد أن هذه المسرحية قد صبت الزيت على النار
فهل في مصر مطافيء تكفي لإطفاء الحريق القادم ..!؟
أكتفي بهذا القدر وأترك لكثيرٍ ممن سيكتبوا أن يضعونا في التفاصيل لأنها كثيرة جداً
ملخص القول ... أن مصر دخلت النفق المظلم وأن القائمين على أوضاع مصر ينفذون أوامر من خارج مصر, وكل ما نراه هو ضمن مخطط يتم تنفيذه تباعاً حسب متطلبات كل مرحلة ,
وكل ذلك من أجل الوصول إلى مصر التي سنبكي عليها ...لا قدر الله
حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل..هكذا قالوا..
( ماذا نقول.! )
بعد الزلزال...... موعدنا مع البركان

اللهم الطف بعبادك المظلومين