بيانات القصف اللغوي بقلم/ توفيق أبو شومر

بيانات القصف اللغوي   بقلم/ توفيق أبو شومر
بيانات القصف اللغوي بقلم/ توفيق أبو شومر

بيانات القصف اللغوي   بقلم/ توفيق أبو شومر في أعقاب حملة وزير خارجية إسرائيل وكبار قادة إسرائيل السياسيين على السلطة، وعلى الرئيس أبو مازن بسبب قرار الجمعية العمومية بترقية التمثيل الفلسطيني إلى مرتبة مراقب في الهيئات الدولية  يوم 29/11/2012 ، أصدرتْ (القوى الوطنية والإسلامية)بيانا (يهجو) ليبرمان ووكيل وزارته داني أيالون وأعضاء المجلس الوزاري المصغر ومَن لفَّ لفَّهم، ممن احتجوا على خطوة السلطة الوطنية الفلسطينية!! هكذا اعتاد معظم سياسيينا أن يقصفوا حكومة الاحتلال بصواريخ من طراز (بلاغة 3 وفصاحة 4) وأن يستخرجوا من كنائن اللغة العربية سهامها المخبوءة، ويوجهوا السهام نحو المحتل الغاصب!! كما أنهم لم يكتفوا بقصف الأعداء بالمعجم اللغوي العربي، بل عززوا هجومهم باستخدام منصات إطلاق مستوردة، حتى يكون السلاح اللغوي سلاحا نوويا فتاكا!!  أرجو قراءة المقتطفات التالية من بيان القوى الوطنية والسياسية الذي نشرته معظم الصحف ووسائل الإعلام ومما ورد فيه: " إن التصريحات الفاشية، التي تعبر عن الأفكار التي تعشعش في عقول ساسة إسرائيل، تعكس حالة الهستيريا والعنصرية، وهي تجاوزٌوقحٌ، لكل الخطوط الحمراء، كما أنها تُذكي الصراع والشقاق........ !!!!!" ويبدو أن البيان السابق قد ادَّخر  قذائف من طراز فرويد 5 و وأدلر 6 والتي تحتوي على قذائف ومتفجرات من نوع المرض النفسي، لإطلاقها في بيانٍ جديد على المجلس الوزاري المصغر، وعلى رئيس بلدية القدس، الذي أقر مشروع توسيع مستوطنة معاليه أدوميم، ردَّا على قرار الجمعية العمومية، ليجعل إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا، أمرا مستحيلا، لذا فإنني أقترح على صائغي البيانات من محترفي الأحزاب الفلسطينية إطلاق قذائف الأمراض النفسية التالية في بيانٍ جديد: ((إن إقرار توسيع الاستيطان، ليس سوى دليلٍ على أعراض مرض البارانويا أو جنون العظمة الاحتلالي، وهو أيضا يشير إلى مرضشيزوفرينيا وهذيان حكومة الاحتلال!! وإلى نرجسية وزير المالية يوفال شتاينتس، وفوبيا وزير الداخلية إيلي يشاي، وكذلك نتنياهو المصاب بمرض السيكوباتية(المعادي للمجتمع) !!!!!)) انتهى الاقتراح                                               ليست المشكلة في أن أكثر البيانات التي يصدرها محترفو الأحزاب والكتل والتيارات الوطنية، هي أنها فارغة في مضامينها، بل إن البيان السالف الذكر لم يشر بكلمة إلى أقوال ليبرمان ونتنياهو،التي بسببها صدر البيان الحربي اللغوي السابق، وكذلك فإن أكثر البيانات الحزبية الفلسطينية هي من نوع فش الغل العربي العربي، فنحن نوجهها إلى أنفسنا بلغتنا، كما أنها لا تحتوي على فعاليات احتجاجية شعبية، ولا على برامج تعزيز الصمود!! إن إلقاء حجرٍ على المحتل يعادل أطنانا من براميل اللغة المتفجرة، كما أن مظاهرة ضد التفرقة العنصرية التي يمارسها المحتل في الوطن وخارجه، أقوى تأثيرا من حقول الألغام اللغوية العربية، وكذلك فإن مطاردة جنرالات جيش  إسرائيل ممن أصدروا الأوامر بقتل العائلات الفلسطينية في كل أنحاء العالم قانونيا، أجدى وأنفع من كل معلقات الهجاء اللغوية العربية!!